غادر الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي والعربي المشترك بشأن سوريا، القاهرة، الخميس، متوجهًا بطائرة خاصة إلى دمشق، في زيارة تستغرق عدة أيام، يلتقى خلالها الرئيس السورى بشار الأسد، ليعرض عليه خطته لحل الأزمة هناك، فيما رفض المبعوث الأممى الذى التقى عددا من رموز المعارضة السورية بأحد فنادق القاهرة، الكشف عن خطته، خلال الاجتماع التشاوري الذي عقد الأربعاء، مع المندوبين الدائمين بالجامعة العربية، وأكد أنه لن يفصح عنها إلا بعد لقاء الأسد.
وقالت مصادر بجامعة الدول العربية لـ«المصرى اليوم»، إن الإبراهيمى سيلتقى صباح الجمعة، وزير الخارجية السورى وليد المعلم، ثم يلتقي بعده مباشرة الرئيس السوري، ويبحث معهما المقترحات المقدمة من المعارضة السورية التي التقاها في القاهرة، وكيفية تنفيذ قرارات وزراء الخارجية العرب، وقرارات اللجنة العربية المعنية بالأزمة التي سلمه نسخة منها رئيس اللجنة الشيخ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطري، أثناء لقائهم الذي ضم الأمين العام للجامعة، كما يلتقى فى الأيام التالية مع عدد من المسؤولين السوريين داخل دمشق وخارجها.
ورافق المبعوث الأممي والعربي وفد يضم 6 أفراد، من بينهم نائبه ناصر القدوة ومختار لماني معاونه لمكتب دمشق، وأحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث.
فى سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة بالجامعة العربية لـ«المصرى اليوم»أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمى، رفض أن يفصح عن خطته لحل الأزمة السورية خلال لقائه التشاوري مع المندوبين الدائمين بالجامعة.
وأكدت المصادر أن المندوبين طلبوا من المبعوث الأممى والعربى أن يوضح لهم تفاصيل خطته، إلا أن الإبراهيمى قال لهم إنه لا يستطيع أن يخبرهم بأى تفاصيل إلا بعد أن يلتقى الرئيس السوري ورموز نظامه.
وأوضحت المصادر أن الإبراهيمى يرى ضرورة أن يتم الأمر بشكل فيه «كتمان» حتى لا يؤدي تناول وسائل الإعلام لها إلى إفشال الخطة ووأدها في مهدها.
من جانبه استقبل المبعوث المشترك، مساء الأربعاء، عددا من رموز المعارضة السورية أبرزهم هيثم المالح، رئيس مجلس أمناء الثورة السورية، وكل من الدكتور أيمن هاروش ولؤى الزغبى، لبحث لتبادل الآراء معهم حول كيفية حل اللأزمة السورية.
وقال المالح لـ«المصرى اليوم»: «وضعنا أمام الإبراهيمي شرحًا كاملا للحالة السورية، وأوضحنا له أن إيران هي جزء أساسي من المشكلة، ولا يمكن أن تساهم في الحل، وأن تقود البلاد فى مرحلة ما بعد الأسد حكومة تكنوقراط».
من جانبه، أكد عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني السوري، أن مبادرة الممثل العربي الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي مقيدة بالأطر القديمة لمجلس الأمن المشلول بالفيتو الروسي.
وقال سيدا في تصريحات صحفية عقب لقائه الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، الخميس: «بحثنا آخر التطورات على الساحة السورية، ومختلف المبادرات السياسية وتوقفنا أمام مبادرة الأخضر الإبراهيمي الذي يمتلك خبرة وحنكة وهي مبادرة مشكورة، ولكننا نقول إنها محكومة الآليات القديمة التي تتحكم في مجلس الأمن».
وطلب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض من الإبراهيمي أن يقنع روسيا بأن تتخلى عن استخدام الفيتو، معربا عن أمله أن تنجح المبادرة، ولكنه قال: «لا أعتقد أنها ستنجح في ظل الظروف الحالية، خاصة أن النظام متخصص في تفريغ المبادرات».