«الطيب» يدعو للأخذ بالأساليب العلمية لمواجهة «كورونا»: فخور بتضحيات الأطباء والممرضين

كتب: اخبار الأحد 29-03-2020 19:42

أعرب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن فخره واعتزازه وتقديره للتضحياتِ الهائلةَ التى يبذلُها الأطبَّاء والمُمرِّضون وكل العاملين فى المجالِ الصحى، مؤكدا أن هؤلاء يخاطرون بأرواحهم وأنفسهم؛ من أجل التصدى لهذا المتربص بالإنسانية كلها.

وقال «الطيب»، فى «بيان للامة»، أمس: «تعلمون أنَّ عالمَنا اليوم يعيش فى رعب كبير وكرب شديد، نتيجةَ الانتشارِ المُتسارِعِ لوباءِ كورونا المستجدِّ، والذى تسبَّب فى إصابةِ مئات الآلاف ووفاة الآلاف من البشر، وأَرْبَكَ سَيْرَ الحياةَ الطبيعيَّة بعدما قطع وصالها فى كل أنحاء العالم، وفى ظل هذه الظروف القاسية وجب علينا دُوَلًا وشُعوبًا وأفرادًا ومؤسساتٍ وهيئات، أن يتحمل كلٌّ منَّا مسؤوليته فى القيام بدورِه فى مكافحة هذا الوباء وكبح جِماحِه، وحمايةِ الإنسانيَّة من أخطارِه.

وتابع: «نصيحتى فى كشف هذه الغمة أن نأخذ بالأسباب الوقائية والأساليب الطبية والعلمية التى أمرنا الشرع بالتزامها والتقيد بها، وأن نكثر من الصدقات، وأن يلجأ المؤمنون بالله إلى ربهم بالصلاة وبالدعاء بأن يفرج الله هذا الكرب، ويكشف عن عباده هذه الغمة، وأن يُلهِمَ العلماء والباحثين، وأن يعجل على أيديهم اكتشاف العلاج من هذا الفيروس الخطير، فهو- سبحانه وتعالى - ولى ذلك والقادرُ عليه».

وأشار إلى «الجهودَ العظيمةَ»، التى تبذل المسؤولون لمحاصرة الفيروس لَتَبعَثُ الأملَ فى قدرتنا على دحر هذا الوباء والتخلص منه، مضيفا: نجاحنا فى هذه المعركة يتوقف بالدرجةِ الأولى على تصميمنا على الاستمرار فى تحمل المسؤوليَّة فى عزم لا يلين، بصرامة لا تعرف الفتور ولا التراخى، وإنَّنى ومن مسؤوليَّتى فى الأزهر، وانطلاقًا من القاعدة الشرعية: «درءُ المفاسدِ مُقدَّمٌ على جلبِ المصالح»، والقاعدة الأخرى: «يُزال الضررُ الأكبر بالضرر الأصغر»، انطلاقًا من كل ذلك، أُؤكِّدُ أنَّ الالتزام بكلِّ التعاليم الصحيَّة والتنظيميَّة التى تُصدرها الجهات الرسمية المختصة، والتى من بينها الاعتناءُ بالنظافةِ الشخصيَّة، والتقيد بعادة التباعُدِ الاجتماعى، والالتزامِ بالبقاءِ فى البيوت، وتعليق صلوات الجمعة والجماعات قليلة كانت أو كثيرة، مع الالتزام بأداء الصلاة فى أوقاتها فى المنازلِ دون تجمع.

وواصل شيخ الأزهر: كلُّ هذه التعاليم وغيرها- سواءٌ فى مصر أو فى أى دولةٍ أخرى تقام فيها الصلاة – كل ذلك ضروراتٌ شرعيَّةٌ، وامتثالها حتم واجب يأثم تاركه؛ والخروج عليها خروج على قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، ومما يحرم شرعًا فى هذه الظروف، اختلاق الشائعات وترويجها وبلبلة الناس وترويعِهم وإفقادهم الثقةَ فى الإجراءاتِ التى تتخذها الدولة لحمايةِ الوطن والمواطنين، ورسالتى إلى إخوتِنا من المصابين بفيروس «كورونا» فى مصرَ وفى كلِّ أنحاء العالم، أنَّنا معكم بقُلوبِنا ودُعائِنا، وأنَّنا نصلِّى لله- عز وجل -ونتوجه إليه بالدعاء، أن يَمُنَّ على الجميع بالشفاءِ العاجل، وأن يَرحَمَ كلَّ مَن فارقوا الحياة بسببِ هذا المرضِ، وأن يُلهِمَ أهلهم وذَوِيهم الصبرَ والسلوان.

وأضاف: لا يفوتنى هنا أن أُعبِّر عن تضامن الأزهر مع كل الدولِ والشعوبِ التى تُكافِحُ تفشِّى هذا الوباء وانتشاره، وأؤكِّدُ أنَّ تقديم يدِ العونِ والمساعدةِ من القادرين إلى كلِّ المُتضرِّرين والمنكوبين فى أى بقعة من بقاع الأرض، لهو واجبٌ شرعى وإنسانى، بل تطبيقٌ عمليٌّ للأخوَّةِ الإنسانيَّةِ التى تضعها هذه الأزمةُ على محك اختبار حقيقى، يكشف عن مدى صدقنا والتزامِنا بمَبادِئها السامية.

وختاما قال «الطيب»: اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين، اللهم يا حنان يا منان، يا قديم الإحسان، يا رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، يا أرحم الراحمين، ويا ظهر اللاجئين، ويا جار المستجيرين، يا أمان الخائفين، يا غياث المستغيثين، يا كاشف الضر، ويا دافع البلوى، نسألك أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم، وما لا نعلم، وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم.