تداعيات كورونا: خناقة فى البيت

كتب: غادة سويلم السبت 28-03-2020 02:06

مع الانتشار السريع لفيروس كورونا في دول العالم، هناك دعوات من حكومات الدول العربية والأجنبية إلى البقاء فى المنزل للحد من انتشار الفيروس، وكان من نتائجه إغلاق المدارس لمنع انتشار العدوى، ما أدى إلى حصار ملايين الأطفال فى منازلهم.

وهو أمر ليس بالسهل، كما يرى خبراء التعديل السلوكى للأطفال، فغالبًا ما نجد الأطفال حال مكوثه في المنزل يدخلون فى شجار دائم مع أشقائهم، ما يسبب ضغطا كبيرا على الآباء لاحتواء فرط الحركة، وتلك التصرفات السلوكية السلبية، خاصة مع تطبيق فكرة العمل من المنزل.

تواصلت «أيقونة» مع خبراء فى مجال تنمية الطفل حول كيفية احتواء غضب وسلوكيات الأطفال داخل المنزل.

يقول دكتور نور أسامة، استشارى تعديل السلوك، «قد يلجأ الطفل لضرب شقيقه لاختبار قوة صبر الأم والأب معا، لأن الطفل فى هذه الحالة يكون مدركا أن اقصى ما سيفعله الأب والأم هو الصريخ عليه أو عقابه، من خلال حرمانه من شيء ما، وهنا يجب تطبيق مفهوم العقاب الجازم الذي لا تراجع فيه.

ولمواجهة هذا، ينصح أسامة بتطبيق فكرة (صندوق الهدايا أو الـ Score Sheet)، فيقول: فكرة صندوق الهدايا من الأفكار الرائعة، التى يستطيع الآباء تطبيقها، فهي عناصر يوضع فيها خانة البيت داخل الصندوق مع الاتفاق على سلوكيات يجب الالتزام بها داخل المنزل ومنح الطفل مكافأة يومية أو أسبوعية لمن يأخذ أكبر عدد من النقاط.

وينصح «أسامة» بضرورة ملاحظة التصرفات السلوكية، يقول: «إذا رأيت أن ابنى يحب اللعب مع الحشرات، فقد يكون مؤشرا أن طفلك ربما يكون عالما فى علم الحشرات، فيجب عليك إمداده برسومات ومجسمات للحشرات، وإذا وجدت أن الطفل يحب العمليات الحسابية، إذن يمكن أن يقوم الوالدان معه بما يعرف بـ Brain Gym وهى عمليات بسيطة تستهدف تنمية الذكاء الحسابى، وقد يكون الطفل لديه ذكاء اجتماعى، فتجده يتحدث كثيرا، ويمكن فى هذه الحالة دفعه إلى تأليف قصة ما ويحكيها، ويمكن مطالبته بحفظ مشهد تمثيلى يحبه، على ان يؤدى المشهد فى نهاية اليوم تمثيلا للأسرة، ما يؤدى إلى تنمية ذكائه الاجتماعي.

وينصح أسامة الأم بتدريب طفلها على تحمل مسؤولية ترتيب سريره أو غرفة ألعابه وهكذا، كما يمكن تنمية زيادة تركيزه، من خلال سرد الأم قصة على الطفل، وتطلب منه فى اليوم التالى أن يعيد عليها نفس القصة بأن يقوم بسردها.

طبيبة الأطفال الدكتورة تانيا ألتمان، رئيسة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، تقول إن أفضل الطرق للتعامل مع تصاعد شجار الأطفال مع أشقائهم في المنزل، يكون على الآباء استخدام عبارة أنا: فبدلاً من قول أشياء مثل لقد أخذت مثل هذا وذاك، يمكنك أن تقول لأطفالك: أنا شعرت بألم شديد عندما رأيت أنك أخذت مثل هذا وذاك.

وقد ترى كثيرا من الجدل يدور مع أطفال لا يستطيعون شرح خططهم لبعضهم البعض، وقد يحتاج أحد الوالدين لوضع حل ما، على سبيل المثال يمكنك القول: يمكنك أن تلعب بتلك اللعبة لمدة 10 دقائق وتعطيها لشقيقك- دعنا نضع جهاز ضبط الوقت.

ويعد إفراغ طاقة الطفل أمرا مهما، إذا كان ممكنًا القليل من المصارعة الآمنة بين الوالدين والطفل أو أنواع أخرى من ألعاب المطاردة التي يستطيع الطفل إفراغ الطاقة فيها، يمكن أن يساعد.

ويمكنك تقسيم التعاون، من خلال عمل ألعاب تعتمد على تكوين فرق للعب: الآباء فى منافسة الأطفال- على ألعاب الطاولة، والورق، وكرة القدم فى الفناء الخلفى أو مكان مخصص للعب داخل المنزل، سمها ما شئت، سوف يحبها أطفالك، وسيعملون معًا بدلاً من الشجار.