بدون شعب ومقاعد خاوية من المصلين، ترأس البابا ثيودوروس الثاني، بابا الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، صلاة غروب عيد بشارة العذراء مريم في كنيسة البشارة في الإسكندرية، حيث تم غلق الأبواب وإخلاء الكنيسة من المصلين، تضامنا مع الدولة في اتخاذ الإجراءات والتدابر الاحترازية لمجابهة فيروس كورونا المستجد.
وشارك في الصلاة 3 معاونين فقط للبابا ثيوردوروس الثاني هم: المتروبوليت ناركيسوس مطران نوكراتيس والنائب البطريركي في الإسكندرية، والأرشمندريت نيكوديموس توتكاس، والأرشمندريت بافلوس يوسفيديس، فيما لم يحضر أحد من الشعب.
وقال المطران نيقولا انطونيو، المتحدث الرسمي باسم بطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، إن البابا عقب الانتهاء من صلاة الغروب، قال مقولة روحية مقتضبة مفادها: «بعد المسار الصعب والصعود إلى الجلجوثا، ستأتي القيامة، ليس فقط للأجساد ولكن بشكل خاص بالوعي بأنه مع أننا حفنة من التراب لكن الله فينا».
أضاف أن البابا وجه خطابه ومناجاته لأيقونة مريم العذراء قائلًا: «والدة الله القديسة، أنتِ تعرفين تفاني قلبنا، نتضرع إليكِ اليوم هنا في هذه الكنيسة المقدسة، نتضرع إليك طالبين رحمة محبتك كأم العالم غيورة على هذا الكوكب الجميل الذي خلقه الرب الإله لنا ونطلب منك بصفتك قائدة محامية أن تتدخلى وتنقدي جنس البشر من الوباء وتقوديه إلى التوبة، في اعتراف قلب والعودة إلى رحمتك وتعاطفك، لنرى صحتنا حتى نسير في وصايا ربنا».
وأوضح «نيقولا» أن البابا ترأس، صباح الأربعاء، صلاة القداس الإلهي دون شعب أيضًا حيث شاركه المعاونين الثلاثة، مع عدم وجود أي من المؤمنين وذلك تنفيذا لقرار بطريركية الإسكندرية، تماشيًا مع قرارات الدولة المصرية وتوصيات رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي للحد من انتشار فيروس كورونا في مصر.
في السياق، قال المتحدث باسم البطريركية أن عدد من أطفال الروم الأرثوذكس في أفريقيا صلوا، مساء الثلاثاء، وبكوا بحرارة ضد الفيروس، بوضع أيديهم على خريطة العالم أثناء الصلاة، مشيرًا إلى أن هؤلاء الأطفال يعرفون الله بهذا الشكل «أي بالصلاة» إنهم المحاربون بالصلاة، حتى أن بعضهم انخرط في البكاء أثناء طلب الرحمة من أجل رفع انتشار الوباء العالمي من خلال الصلاة باسم يسوع.