أبوريدة :أرفض إتهامى بالتقاعس عن خدمة مصر.. و«روراوة» بطل من ورق

كتب: إيهاب الفولي الجمعة 20-11-2009 16:46

أكد «هانى أبوريدة»، عضو المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى، نائب رئيس اتحاد الكرة ‏المصرى، أن الفيفا لن يعيد مباراة مصر والجزائر التى أقيمت بالسودان وانتهت ‏بهزيمة المنتخب المصرى وخروجه من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس ‏العالم بجنوب أفريقيا 2010.‏

‏ خاصة أن الوقت الأصلى للمبارة لم يشهد أى أحداث تؤثر على النتيجة، وشدد على ‏أن رئيس الاتحاد الجزائرى «محمد روراوة» عضو عادى بإحدى لجان الفيفا، ولا ‏يلعب أى دور مؤثر لمصلحة بلاده، وأن الإعلام المصرى هو الذى صنع منه بطلاً، ‏وأكد أن من أهم الأسباب الرئيسية التى أدت لخسارة المنتخب هو غياب جمهور ‏الكرة المصرية الحقيقى عن اللقاء والاكتفاء بحضور الممثلين والمطربين‎.‎

جاء هذا فى الحوار الذى أجريناه معه عقب عودته مع بعثة المنتخب من السودان‎.‎

‎■ ‎فى البداية سألناه.. أنت متهم بعدم لعب أى دور لصالح مصر بحكم موقعك كعضو ‏فى المكتب التنفيذى للفيفا بعكس روراوة عضو لجنة الانضباط، الذى قام بتأليب ‏الاتحاد الدولى ضد مصر وتحقيق كل أغراضه؟

‎- ‎أولاً يجب أن يعلم الجميع أن «روراوة» عضو عادى بإحدى لجان الفيفا، ولا يمكن ‏للفيفا بأى حال من الأحوال أن يجامله فى شىء، ولكن للأسف الإعلام المصرى هو ‏الذى يصنع أبطالاً من ورق، حيث ظلت بعض وسائل الإعلام تؤكد الدور الكبير ‏الذى يلعبه لمصلحة المنتخب الجزائرى، وهذا لم يحدث على الإطلاق، بدليل أنه ‏حاول إلغاء نتيجة مباراة القاهرة التى انتهت بفوز منتخب مصر بهدفين، بسبب ‏تحطيم أتوبيس لاعبيه، ولكنه فشل فى مخططه بسبب الرد العملى والسريع من جانبى ‏وإرسالى جميع المستندات التى تؤكد صحة موقفنا، والواقع يؤكد صدق كلامى، حيث ‏لم تتم مجاملته أو إعادة المباراة مجاملة له مثلما اعتقد البعض‎.‎

أما عن دورى فإن كثيراً من وسائل الإعلام، فى أغلب الأحيان وعلى خلاف الحقيقة، ‏تزعم بأننى أتقاعس عن خدمة بلادى، رغم موقعى البارز فى المكتب التنفيذى لدى ‏الفيفا، ولكننى أقوم بواجبى تجاه بلادى على أكمل وجه، ويشهد على صدق كلامى ‏المهندس «حسن صقر» و«سمير زاهر» رئيس اتحاد الكرة اللذان يعلمان تماماً بكل ‏صغيرة وكبيرة أقوم بها لخدمة المنتخب والكرة المصرية‎.‎

‎■ ‎وما الفرق بينك وبين روراوة؟

روراوة عضو عادى فى لجنة من عدة لجان داخل الاتحاد الدولى، وليس له أى دور، ‏بعكس منصبى كعضو بالمكتب التنفيذى للفيفا، وهو منصب بارز، ويكفى أن ‏‏«بلاتر» عندما يقدمنى فى أى مناسبة يقول الزميل «أبوريدة»، ولكنه من حقه أن ‏يقوم كرئيس للاتحاد الجزائرى بتقديم الشكاوى للفيفا، وبالمناسبة أى رئيس اتحاد فى ‏العالم من حقه أن يفعل مثله، ولكن كما سبق أن قلت الإعلام المصرى نقل للناس ‏صورة مغايرة للواقع عنه، وصوره وكأنه بطل‎

.‎

‎■ ‎ما حقيقة الأنباء التى ترددت عن إمكانية إعادة الفيفا المباراة نتيجة أحداث الشغب؟

‎- ‎‏ يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، فبكل صراحة لن يعيد «الفيفا» اللقاء، خصوصاً ‏أن تقارير مراقبى المباراة خلت من أى أحداث أثرت على النتيجة هذا بالفعل ما ‏حدث، واحتوت التقارير على إلقاء الجزائريين الشماريخ داخل الملعب عقب ‏إحرازهم هدفهم، فضلاً عن نزول بعض الجماهير إلى أرض الملعب قبل اللقاء، ‏بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى، التى لم تؤثر بأى حال من الأحوال على نتيجة ‏المباراة‎.‎

‎■ ‎ولماذا إذن أعد اتحاد الكرة ملفاً عن الأحداث لتقديمه لـ«الفيفا‎«‎

‎- ‎لأننا يجب أن نثبت حالة بما حدث، حتى يتم توقيع العقوبات، التى يراها «الفيفا» ‏رادعة على الجزائر حتى لا تتكرر مثل هذه الأفعال فى المباريات المقبلة‎.‎

‎■ ‎ولماذا لم تقدموا شكوى ضد الجزائر لدى «الفيفا» عقب المباراة الأولى التى ‏أقيمت فى بليدة‎.‎

‎- ‎لأن التجاوزات التى حدثت معنا كانت داخل الملعب، وعبارة عن إلقاء الجماهير ‏الشماريخ أثناء سير اللقاء، وهو ما أورده مراقبا المباراة فى تقاريرهما، وبالفعل وقع ‏عليهم «الفيفا» غرامة مالية بعكس الأحداث التى وقعت فى القاهرة، حيث كانت ‏جميعها قبل اللقاء وأثناء وصول بعثة الجزائر.

‏ ومثل هذه الأحداث لا يراها مراقبا المباراة، ولن يدوناها فى تقارير المباراة، لذا ‏استدعى روراوة المراقبين وطلب إثبات ما تعرضا له، ونحن أيضاً قمنا بتقديم كل ‏الأدلة التى تؤكد سلامة موقفنا بدليل أن نتيجة المباراة لم تلغ كما كانوا يطلبون‎.‎

‎■ ‎وما رأيك فى الأحداث البربرية التى أقدم عليها الجمهور الجزائرى عقب المباراة؟‏

‎- ‎طبعاً الأحداث مرفوضة تماماً، ولكن يجب أن نعترف بأن بعض وسائل الإعلام ‏المصرية والجزائرية ساهمت بدور كبير فى شحن الجماهير وإثارتها مما جعلهم فى ‏حالة تحفز لبعضهم البعض‎.‎

‎■ ‎لكن الجزائريين هم الذين قاموا بالاعتداء على جماهيرنا؟

‎- ‎يجب أن نعترف ونُقر بأن جماهير الكرة فى الجزائر متعصبون إلى درجة كبيرة، ‏والخطأ الذى وقعنا فيه هو أننا لم نرسل جمهور الكرة المنظم الذى يعرف كيف ‏يتصرف فى مثل هذه المواقف الصعبة، ويعرف كيف يساند منتخب بلاده عند ‏الشدائد، وكيف يدافع عن نفسه، وقمنا بإرسال الفنانين والممثلين، الذين من المفترض ‏أن يكون مكانهم فى المسارح والتليفزيون والسينما، وليس بمدرجات كرة القدم، لأنهم ‏لا يحسنون التعامل مع الجمهور الجزائرى المتعصب‎.‎

‎■ ‎وهل أخطأتم فى اختيار السودان لاستضافة المباراة؟

‎- ‎بالعكس السودان نجحت فى استضافة اللقاء، لكن مسؤولو السودان كانوا فى موقف ‏حرج للغاية، خصوصًا أن أعمال العنف التى حدثت كانت من جماهير عربية تجاه ‏جماهير عربية، فكان عليهم أن يتعاملوا بحذر مع الأزمة، حتى لا يتهمهم أحد ‏بالمحاباة أو مجاملة بلد على الآخر‎.‎

‎■ ‎هل تعتقد أن غياب جمهور الكرة عن المباراة كان له تأثير سلبى على المنتخب ‏الوطنى؟

‎- ‎هذا كلام صحيح ومنطقى، حيث إن جماهير الكرة لديها من الوعى والخبرة ما ‏يجعلها تكون قوة دفع للمنتخب فى مثل هذه المباريات بعكس الجماهير التى ذهبت ‏لاستاد أم درمان من الممثلين والمطربين، فلم يكن لهم أى دور مؤثر لا بالإيجاب ‏على منتخبنا ولا بالسلب على الفريق الجزائرى، وبالعكس على الجانب الآخر، ‏فالجزائريون قاموا بتنظيم الرحلات لجماهير الكرة فقط، وقاموا بتوجيه الدعوة ‏المجانية لعشاق الكرة فى الذهاب لمساندة منتخبهم، وبالفعل تدفقوا بأعداد غفيرة ‏للغاية نحو ملعب المباراة قبلها بثلاثة أيام، وكان لهم دور كبير فى إلهاب حماسة ‏لاعبيهم قبل وأثناء المباراة.‏

‏ وبالمناسبة هذا اللقاء تذكرنى أحداثه بالخسارة الأليمة التى لقيها المنتخب الوطنى ‏أمام نظيره التونسى فى السبعينيات عندما قمنا باصطحاب الفنانين فى إحدى ‏العبارات، وخسرنا وقتها أيضًا المباراة وخرجنا من تصفيات كأس العالم بعدما كان ‏الجميع قد هيأ نفسه للمشاركة فى المونديال فى ذلك الوقت‎.‎

‎■ ‎وإلى أى درجة من وجهة نظرك تسببت أحداث الشغب فى خسارتنا؟

‎- ‎يجب أن نتفق على أن المباراة لم تشهد خروجاً عن النص سوى فى بعض الدقائق، ‏وكانت بعد إطلاق الشماريخ فى الملعب عقب إحراز الجزائريين هدفهم، ولكن ‏المنتخب الجزائرى نجح فى استغلال إحدى الفرص القليلة التى سنحت له خلال ‏اللقاء، فيما لم يحالفنا التوفيق فى العديد من الكرات التى أتيحت لمهاجمينا أمام ‏المرمى، ولو أحرزنا نصفها لصعدنا إلى المونديال‎.‎

‎■ ‎ما شعورك كنائب لرئيس اتحاد الكرة بعد ضياع الحلم؟‏

‎- ‎دمى اتحرق بسبب ضياع الحلم وحرمان هذا الجيل من المشاركة فى كأس العالم ‏بعدما عاد الأمل لنا من جديد بعد أن كنا قد فقدناه خلال الفترة الماضية، وأعتقد أن ‏المرارة زادت لدينا بعدما كنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم بعد احتكامنا ‏للمباراة الفاصلة، وأعتقد أننا لو لم نتساو مع الجزائر وخرجنا مبكراً لكان الأمر ‏أهون على أنفسنا، ولكن الأمر الآن مختلف، خصوصاً أننا جميعاً كنا بدأنا نهيئ ‏أنفسنا للمشاركة فى المونديال، وأيضاً الجماهير التى ظلت تتغنى بذلك فى الشوارع ‏والميادين قبل المباراة‎.‎

‎■ ‎وما رأيك فى ابتعاد أبوتريكة عن مستواه خلال المباراتين الأخيرتين وإضاعته ‏العديد من الفرص التى كانت كفيلة بأن تصعد بالمنتخب للمونديال؟

‎- ‎‏ دون التطرق للأسماء، يجب أن نقر ونعترف بأن أى لاعب فى الدنيا معرض لأن ‏يتألق ويبدع، وكذلك يعانده التوفيق ويتعثر، ويجب ألا ننسى الأمجاد الذهبية لهذا ‏الجيل من اللاعبين ونجاحهم طوال السنوات الأربع الماضية فى رسم البسمة على ‏شفاة المصريين‎.‎

‎■ ‎وهل تعتقد أن هؤلاء اللاعبين قادرون على تحقيق إنجازات أخرى؟

‎- ‎نحن نأمل فى أن يحافظ اللاعبون على لقبهم فى كأس الأمم الأفريقية المقبلة، التى ‏ستقام فى أنجولا خلال شهر يناير المقبل، ويجب أن نتكاتف جميعاً ونقف خلفهم ‏ليعيدوا لنا البسمة من جديد بفوزهم بالبطولة المقبلة‎.‎

‎■ ‎وهل ستجتمعون مع حسن شحاتة خلال الأيام المقبلة؟

‎- ‎نحن بالفعل اجتمعنا مع الجهاز الفنى بقيادة «حسن شحاتة» عقب المباراة مباشرة، ‏وكان الجميع فى حالة نفسية سيئة، ولكننا طالبناهم بنسيان المباراة تماما، والتركيز ‏فى الفترة المقبلة لتعويض ما فاتهم، وسنجتمع كاتحاد للكرة منتصف الأسبوع الحالى ‏لمناقشة كل الأمور التى تخص المنتخب، ومن بينها كيفية الإعداد الجاد لمشوار ‏المنتخب فى بطولة الأمم المقبلة بأنجولا، من أجل السعى للحفاظ على لقبنا الذى ‏حملناه فى البطولتين الماضيتين‎.‎