الصين وروسيا وكوبا تُسارع لإنقاذ أوروبا الديمقراطية

كتب: عنتر فرحات الإثنين 23-03-2020 11:30

حققت التجربة الصينية فى مواجهة وباء كورونا المستجد «كوفيد- 19»، نجاحا واسعا، مقارنة بالعديد من دول الغرب التى باتت تعانى أزمة صحية غير مسبوقة، وذلك رغم الانتقادات الموجهة لبكين بعدم الإعلان عن طبيعة الوباء فيها فى البداية، فبعد أن وضعت الصين قدمها اليمنى على طريق التعافى بدرجة كبيرة من الفيروس، بدأت تقديم المساعدات إلى دول أوروبية، خرج الوباء فيها عن السيطرة، وبخاصة إيطاليا وإسبانيا والتشيك، وأعلن الجيش الروسى أنه سيرسل مساعدات طبية لإيطاليا أكثر الدول تضررا، وأكدت كوبا أنها أرسلت طواقم طبية لمساعدة إيطاليا، وما يجمع بين الدول الثلاث أن أنظمة الحكم فيها قمعية وغير ديمقراطية، مقارنة بالدول الغربية التى باتت شبه عاجزة عن مواجهة كورونا.

وكشفت وسائل إعلام صينية رسمية أن بكين أطلقت الرحلة الأولى لقطار شحن يحمل مساعدات إلى أوروبا، للمساعدة على تجاوز المحنة الصحية، وغادر القطار محطة ييوو، شرقى الصين، الأحد الماضى، صوب العاصمة الإسبانية مدريد، محملًا بـ110 آلاف كمامة طبية، ومئات البدلات الواقية، والمستلزمات الطبية. وقالت صحيفة «الشعب» الصينية، إن رحلة القطار تستغرق نحو أسبوعين، إذ حذرت إسبانيا من أن الأسوأ لم يأت، بعد تجاوز عدد حالات الوفاة فيها 1300، و25 ألف مصاب.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن الجيش سيبدأ فى إرسال مساعدة طبية لإيطاليا لدعمها، بعد أن تلقى أوامر من الرئيس فلاديمير بوتين بعد اتصال بوتين برئيس الوزراء الإيطالى، جوزيبى كونتى، وعرض عليه إرسال مركبات تعقيم متحركة ومتخصصين للمناطق الأكثر تضررًا فى إيطاليا، وقالت الوزارة إن طائرات نقل عسكرية ستتحرك لتوصيل 8 ألوية متنقلة من المسعفين العسكريين ومعدات طبية لإيطاليا.

وأرسلت كوبا، التى يحكمها نظام شيوعى، فريقًا من الأطباء والممرضات من 52 فردًا، إلى إيطاليا للمساعدة، بناءً على طلب منطقة لومباردى، أكثر المناطق تضررًا، وهذا سادس فريق ترسله كوبا لمكافحة كورونا فى الخارج، بعدما أرسلت فرقًا لحليفتيها الاشتراكيتين، فنزويلا ونيكاراجوا، وجاميكا وسورينام وجرينادا، وكانت كوبا قد أرسلت «جيوشا من أصحاب المعاطف البيضاء» لمناطق كوارث فى العالم، خاصة الدول الفقيرة، منذ ثورتها فى 1959، وكان الأطباء الكوبيون فى طليعة مكافحة الكوليرا فى هايتى والإيبولا، بغرب إفريقيا.

وفى تقييم لتجارب العالم فى مواجهة الوباء، قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية فى مقال بعنوان «وباء كورونا: كيف تصرفت دول آسيا بينما يقف الغرب مرتجفا؟»، إن أول إصابة بتايوان وإيطاليا لم يفصل بينهما سوى 10 أيام، لكن الوباء تفشى فى إيطاليا بشكل كبير، فيما نجحت تايوان فى احتوائه، وأضافت أن إيطاليا تشهد أسوأ آثار للوباء عالميا، فعدد الوفيات فيها تخطى الصين، مركز الوباء، بعد أسابيع من التراخى الحكومى فى مواجهة الانفجار المتسارع لعدد الضحايا، فى إسبانيا وفرنسا وألمانيا، وبريطانيا والولايات المتحدة.

وأوضحت الصحيفة أن قادة الغرب يتخذون قرارات لم يكن التفكير فيها ممكنًا منذ أسابيع، ومنها إغلاق مدن بكاملها، وضخ مليارات الدولارات لدعم جهود مكافحة الوباء، وأكدت الصحيفة أن هؤلاء الساسة لو تحركوا قبل أسابيع قليلة لكان بوسعهم تجنيب مجتمعاتهم جوانب المأساة الإنسانية التى تعيشها والكارثة الاقتصادية.