تحولت الصين إلى مصدر للأمل العالمى فى إمكانية القضاء على فيروس كورونا، بعد إعلانها عدم تسجيل أى إصابة محلية جديدة بالفيروس، لليوم الثانى على التوالى، وسط تزايد الحديث عن قرب التوصل إلى مصل فى الولايات المتحدة والصين وروسيا للفيروس، الذى ظهر فى أكثر من 170 دولة.
وفى الولايات المتحدة، طلبت الحكومة الأمريكية من رعاياها فى الخارج إما العودة إلى البلاد أو البقاء إلى أجل غير مسمى، فى حين كشف الجمهوريون بمجلس الشيوخ عن خطة تحفيز اقتصادى بقيمة تريليون دولار لضخ أموال لقطاع الأعمال والشعب الأمريكى مباشرة، فيما زاد عدد وفيات الفيروس بالبلاد إلى 200 حالة. وأصدرت ولاية كاليفورنيا أمرًا لسكانها الـ40 مليونًا «بالبقاء فى المنازل»، وقال حاكم الولاية، جافين نيوسوم، إن التوقعات تشير إلى أن 56% من السكان عرضة للإصابة بالفيروس، خلال الشهرين المقبلين، ما يتطلب 20 ألف سرير إضافى بالمستشفيات، وهو أمر يفوق قدرات الولاية.
ومع تضرر الاقتصاد، كشف الجمهوريون بمجلس الشيوخ عن خطة تحفيز اقتصادى، حجمها تريليون دولار، لتوفير أموال للشركات والأفراد. وكان الرئيس دونالد ترامب يدعو بقوة إلى تطبيق مثل هذا البرنامج، وسيكون هذا ثالث قانون طارئ بالكونجرس، عقب خطة قيمتها 105 مليارات دولار تغطى اختبارات الكشف عن «كورونا» والعطلات المرضية مدفوعة الأجر، وبعد رصد 8.3 مليار دولار للتصدى لانتشار الوباء وتطوير لقاحات. وتم تشخيص حالة أكثر من 13 ألف شخص بالولايات المتحدة على أنها إصابة بالفيروس، وتُوفى 200 شخص، وكانت كبرى الأعداد حتى الآن فى ولايتى واشنطن ونيويورك. وقال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى مؤتمر صحفى بالبيت الأبيض، إن عقار فيروس كورونا سيكون متاحًا قريبًا، وتمت الموافقة عليه أو ينتظر موافقة قريبة، وسيتم الإعلان عن تحقيق نجاح فى لقاح مرض الملاريا لعلاج مرضى «كورونا» خلال أسابيع، مؤكدًا أن إدارته صادقت على استخدام الدواء. فى المقابل، علق مدير إدارة الغذاء والدواء فى الولايات المتحدة، ستيفن هان، على حديث ترامب بقوله إن إجراءات الإدارة لم تتغير بشأن عملية إقرار الأدوية والأغذية، وإنه لا يوجد دواء معجزة للفيروس.
فى روسيا، تم الإعلان عن إصابة 199 شخصًا بالفيروس، وحالة وفاة وحيدة، وذكر مركز فيكتور لعلم الفيروسات والتكنولوجيا الحيوية أن علماء روسيين بالمركز بدأوا تجربة نماذج أولية للقاحات محتملة لـ«كورونا» على حيوانات، متوقعين البدء فى طرح لقاح فى الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجارى، إلا أن علماء آخرين فى أنحاء أخرى من العالم قالوا إن تطوير لقاح عملية طويلة ومُعقَّدة، تتطلب من 12 إلى 18 شهرًا.
فى الدول العربية، أعلنت السعودية، التى بلغ إجمالى الإصابات لديها 238 حالة، عن منع التواجد فى الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وإيقاف حركة جميع وسائل النقل العام الداخلى والخارجى من طائرات وقطارات وحافلات وسيارات أجرة، لمدة 14 يومًا، على أن يقتصر نشاط نقل الأفراد على السيارات الخاصة التى تعمل مع التطبيقات، ووسائل النقل المتعلقة بالقطاعات الحيوية كالصحة والخدمات والسلع الأساسية. وأعلنت الكويت، أمس، تسجيل 11 إصابة مؤكدة، ليرتفع الإجمالى إلى 159 حالة، مقابل 460 حالة فى قطر، و48 فى البحرين، و163 فى لبنان. وأعلنت فلسطين عن إصابة واحدة جديدة، وشفاء 17 مصابًا، لينخفض إجمالى المصابين بها إلى 31 حالة. وكشفت منظمة الصحة العالمية عن توقعاتها المتشائمة إزاء تفشى فيروس كورونا فى سوريا واليمن وليبيا، التى لم تعلن عن أى إصابات بعد. وارتفع عدد المصابين فى تونس إلى 54 حالة، بعد تسجيل 15 حالة جديدة. وأعلنت الجزائر عن ارتفاع وفيات الفيروس إلى 10 حالات، و94 إصابة، وقررت السلطات وقف جميع وسائل النقل العام وإغلاق المقاهى والمطاعم والمساجد والمدارس والجامعات والمنافسات الرياضية. وسجل المغرب ثالث وفاة بالفيروس، و3 إصابات جديدة، ليرتفع الإجمالى إلى 66 إصابة. وأعلنت النيجر أول إصابة بالفيروس لديها، لشاب عمره 36 عامًا، سافر مؤخرًا إلى توجو وغانا وساحل العاج وبوركينا فاسو. وينتشر الفيروس فى إفريقيا بوتيرة أبطأ منه فى آسيا وأوروبا، لكن عدد الحالات آخذ فى الارتفاع، إذ أعلنت جنوب إفريقيا ارتفاع عدد الإصابات إلى 202، بعد تسجيل 52 حالة جديدة. وسجلت بوركينا فاسو 40 إصابة، وحالة وفاة واحدة، مقابل 36 إصابة بالسنغال، و20 فى الكاميرون، و18 بالكونغو، و16 فى غانا، و12 بنيجيريا، و11 فى رواندا، و9 فى إثيوبيا، و9 فى توجو، و7 فى كينيا، و6 فى تنزانيا، و3 إصابات فى الجابون وناميبيا، وحالتين فى السودان وبنين وموريتانيا وليبيريا وزامبيا، مقابل حالة واحدة فى أنجولا وتشاد وجيبوتى وجامبيا وغينيا والصومال.
فى أوروبا، يواصل الفيروس انتشاره الوحشى فى إيطاليا، حيث بلغ عدد المصابين 41035 مصابًا، مقابل 3405 وفيات، ليتجاوز بذلك إجمالى الوفيات التى وقعت فى الصين، التى كانت مركز تفشى الفيروس. وفى إسبانيا، اقتربت الإصابات من 20 ألفًا، و1002 وفاة. وسجلت ألمانيا 16626 إصابة، مقابل 44 وفاة، فيما سجلت فرنسا 11 ألف إصابة، مقابل 372 وفاة. وأعلنت سويسرا عن 4222 إصابة، و43 وفاة، مقابل 3269 إصابة، و144 وفاة فى بريطانيا، و2460 إصابة، و76 وفاة فى هولندا، و2257 إصابة، و37 وفاة فى بلجيكا، و2203 إصابات، و6 وفيات بالنمسا. وقال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أمس، إن أزمة كورونا فى بلده لا تزال فى بدايتها، وإن بلاده تسابق الزمن للحد من انتشاره.
فى آسيا، ومع بدء تعافى الصين، احتلت إيران الصدارة بتسجيل نحو 20 ألف إصابة، و1433 وفاة، تليها كوريا الجنوبية بـ8652 إصابة، و94 وفاة، ثم ماليزيا بـ1030 إصابة، وحالتى وفاة، تليها اليابان بتسجيل 963 إصابة، و33 وفاة. وأصدر رئيس الوزراء اليابانى، شينزو آبى، تعليمات، فى اجتماع لفريق عمل مكافحة «كورونا»، بوضع خطوات ملموسة على وجه السرعة لإعادة فتح المدارس مع بدء العام الدراسى الجديد فى إبريل المقبل. وأمرت الحكومة الماليزية بنشر قوات الجيش، اعتبارًا من اليوم، لمساعدة الشرطة فى تطبيق القيود على الحركة، والرامية إلى احتواء انتشار الفيروس. وأعلنت إسرائيل عن 705 إصابات، وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، على سياسة البقاء فى المنزل، وأعلن توجيهات تهدف إلى وقف تفشى الفيروس تطبقها الشرطة بموجب أوامر طارئة.
وفى تركيا، ارتفع إجمالى الإصابات إلى 359 حالة، مقابل 4 وفيات.