شائعات «كورونا».. أشد فتكًا وأكثر انتشارًا (ملف خاص)

انتشار الفيروس يثير «سحابة أكاذيب» حول حقيقة الوباء
كتب: محمد عبد الخالق مساهل الجمعة 13-03-2020 18:02

انطلق سيل متدفق من المعلومات المضللة والمغلوطة فى جميع أنحاء العالم، وانتشر على قدم المساواة مع فيروس كورونا.

ساهمت وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة فى نشر مناخ من الشائعات تتناول الوباء على نحو خاطئ، سواء من حيث الإصابة أو الوقاية أو العلاج، ما تسبب فى حجب الحقيقة أمام الملايين فى جميع أنحاء العالم جراء خرافات مضللة لا تستند إلى العلم، ولا تقل خطورة عن الفيروس ذاته.

فى حين قررت الحكومة محاربة الشائعات من خلال تخصيص رقمى «واتساب»، حيث دعت إلى الإبلاغ عن أى شائعات تتعلق بفيروس «كورونا» المستجد أو غيره، على مدار 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع. وتوعدت الحكومة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية، بالتنسيق مع الجهات المعنية، تجاه كل من أذاع أخباراً أو بيانات كاذبة أو شائعات تتعلق بهذا الأمر، بهدف تكدير الأمن العام أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة. واتخذت منظمة الصحة العالمية خطوات منذ البداية للحيلولة دون تفشى المعلومات «الوبائية» التى تؤججها البيانات الكاذبة بشأن الفيروس القاتل، واستعانت فى هذا الصدد بمنصات الإنترنت الكبرى لنشر المعلومات الصحيحة والحيلولة دون التهويل أو التهوين من شأن المرض.

انتشرت سحب كثيفة من الشائعات والمعلومات المغلوطة مع تفشى وباء كورونا بعدما صار «عابرا» للحدود وانتشر فى جميع أنحاء العالم، حيث ساهمت مشاعر الخوف والقلق فى مواقع التواصل الاجتماعى فى تفشى هذه الشائعات التى صارت لا تقل خطرا عن الوباء ذاته.

وارتبطت بعض المعلومات المغلوطة المنتشرة بأساليب الوقاية، وأخرى بطرق العلاج، التى قام موقع «لايف ساينس» الأمريكى بتفنيدها والرد عليها علميًا، استنادًا إلى معلومات موثقة من متخصصين وجهات رسمية معتمدة.

1- كمامات الوجه يمكن أن تحميك من الفيروس

الكمامات العادية التى يستعملها الجراحون لا يمكن أن تحميك من الفيروس المسبب للمرض، فهى لم تُصمم لمنع الجزيئات الفيروسية، ولكنها تساعد فى منع انتقال العدوى من المصابين وانتشار الفيروس، حيث تحول دون خروج رذاذ التنفس الذى قد يخرج من فم المرضى، كما أن هناك أقنعة أخرى جرى تصميمها وعملت على الحد من انتشار الفيروس بنسبة كبيرة بين الطواقم الطبية، واسمه داخل مؤسسات الرعاية الصحية N 95، لكن الأشخاص يحتاجون تدريبا على ارتداء الكمامة على نحو محكم ومناسب لتحيط بالأنف والخد والذقن وتضمن عدم تسلل الهواء من حواف الكمامة، كما يتعين على من يرتديها فحصها للتأكد من خلوها من التمزق والتلف بعد كل استعمال.

2- أنت أقل عرضة للإصابة بهذا الوباء مقارنة بالأنفلونزا

ليس بالضرورة، فلكى يجرى تقدير مدى سهولة انتشار الفيروس يقوم العلماء بحساب رقم تكاثره الأساسى، والذى يتنبأ بعدد الناس ممن يمكن أن يصابوا من شخص واحد فقط، حيث يقدر رقم التكاثر الخاص بـ«سارس كو فى- 2» وهو الفيروس المسبب لمرض «كوفيد 19»، كورونا المستجد، بـ2.2، مما يعنى أن شخصا واحدا مصابا يمكن أن يعدى 2.2 فى المتوسط، وبالمقارنة فإن معدل القياس الخاص بالأنفلونزا هو 1.3، والأهم من ذلك أنه بينما لا يوجد مصل للوقاية من «كوفيد- 19»، فإن مصل الأنفلونزا الموسمية يقى من الأنفلونزا على نحو جيد نسبيا حتى عندما لا يتناسب تكوينها تماما مع السلالات الفيروسية المنتشرة.

3- الفيروس مجرد نوع متحور من نزلات البرد

ليس الأمر كذلك، ففيروس كورونا هو عائلة كبيرة من الفيروسات التى تضم كثيرا من الأمراض المختلفة، فـ«سارس كو فى- 2» يشترك فى أوجه شبه مع فيروسات كورونا أخرى، أربعة منها قد تتسبب فى الإصابة بنزلة البرد العادية، وهى 229E وNL63 وOC43 وHKU1.

أما «سارس كو فى- 2» فيشترك فى نحو 90% من مادته الوراثية مع فيروسات كورونا التى تصيب الخفافيش، والتى توحى بأن الفيروس نشأ فى الخفافيش ثم انتقل بعد ذلك للبشر.

وهناك دليل يشير إلى أن الفيروس ينتقل عبر حيوان وسيط قبل إصابة البشر بالعدوى، وبالمثل قفز فيروس «سارس» من الخفافيش إلى نوع من الثدييات الليلية الصغيرة فى طريقه إلى البشر، بينما أصاب فيروس «ميرس» الإبل قبل انتشاره لإصابة البشر.

4- ربما يكون الفيروس مصنوعًا فى المعمل

ليس هناك دليل على أن الفيروس من صناعة البشر، ففيروس «سارس كو فى- 2» يشبه كثيراً اثنين من فيروسات كورونا، والتى تسببت فى تفشى الفيروس فى العقدين الماضيين، وهما «سارس كو فى»، و«ميرس كو فى»، ويبدو أن الفيروسات الثلاثة قد نشأت فى الخفافيش، باختصار تتماشى صفات «سارس كو فى- 2» مع ما نعرفه عن فيروسات كورونا التى قفزت من الحيوانات للبشر.

5- الإصابة بـ«كوفيد- 19» تعنى «حكمًا بالإعدام»

ليس صحيحا، فنحو 81% من المصابين بفيروس كورونا لديهم حالات خفيفة من «كوفيد- 19»، فوفقًا لدراسة نشرها المركز الصينى للسيطرة على الأمراض، تأكد أن 13.8% سجلوا حالات من المرض الشديد، ما يعنى أنهم يعانون من قصور فى التنفس أو يحتاجون أكسجين إضافيا، بينما كان 4.7% فى حالة حرجة، وهو ما يعنى أنهم يواجهون «فشلا تنفسيا» أو فشلا فى عدة أعضاء بالجسم، أو الإصابة الكاملة، وتشير البيانات التى جرى تجميعها حتى الآن إلى أن نحو 2.3% من المصابين بـ«كوفيد- 19» هم من يتعرضون للوفاة جراء الإصابة بالفيروس.

الفئات الأكبر سنا أو الذين لديهم ظروف صحية صعية يبدون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الشديدة أو المضاعفات، بينما لا توجد حاجة للذعر، فإنه ينبغى أن يتأهب الناس لحماية أنفسهم وغيرهم من فيروس كورونا المستجد.

6- الحيوانات الأليفة يمكن أن تنشر الفيروس

ربما، ولكن ليس للإنسان، فقد تعرض كلب فى الصين لمستوى «منخفض» من الإصابة من «مالكه» الذى كانت إصابته مؤكدة بـ«كوفيد- 19»، ما يعنى أن الكلاب قد تتعرض للإصابة بالفيروس من الناس، وفقا لدراسة نشرتها صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست».

سلالة الكلب الصغير ذى الشعر الطويل «بوميران» لم تُصب بالمرض أو تظهر أعراض المرض عليها، وليس هناك دليل يشير إلى أن الحيوان يمكن أن يصيب البشر بالعدوى.

وكانت هناك نتائج إيجابية للفحوصات التى أُجريت لعديد من القطط والكلاب لفيروس مشابه، «سارس كو فى» وذلك أثناء تفشيه فى 2003، حسبما قالت خبيرة صحة الحيوان، فانيسا بارس، بجامعة سيتى فانيسا بارس، والتى قالت إن «تجارب سابقة مع سارس توضح أن القطط والكلاب لن تُصاب بالمرض أو تنقل الفيروس للإنسان، والمهم أنه لم يكن هناك دليل على نقل الفيروس من الكلاب أو القطط الأليفة للبشر».

وتوصى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بأن يعهد المصابون بـ«كوفيد- 19» إلى شخص آخر برعاية حيواناتهم أو تمشيتها، وينبغى أن يحرص الأشخاص على غسل أيديهم بعد الاحتكاك بالحيوانات، فمن الممكن أن تنشر الحيوانات الأليفة أمراضا أخرى، وفقا للمراكز.

«سارس» يشترك فى 90% من مادته الوراثية مع «كورونا»

7- لن تُغلق المدارس والمؤسسات العامة أبوابها

إغلاق المدارس يعتبر وسيلة شائعة يلجأ إليها مسؤولو الصحة العامة لإبطاء أو وقف انتشار الأمراض المعدية، فعلى سبيل المثال عندما انتشر وباء أنفلونزا الخنازير فى 2009 أغلقت 1300 مدرسة أبوابها فى الولايات المتحدة للحد من انتشار المرض، وفقا لدراسة أجريت عام 2017 ونشرتها مجلة سياسة الصحة الأمريكية.

وأوصى دليل مراكز السيطرة على الأمراض بأن تُغلق المدارس لمدة تتراوح ما بين 7 و14 يوما. وبما أن فيروس كورونا يعتبر وباء مختلفا من حيث الشدة والأعراض وفترة الحضانة، فإنه من المرجح أن تُغلق بعض المدارس، فإذا علمنا لاحقا أن أطفالنا ليسوا المستقبلين فى المقام الأول للمرض، فإن هذه الاستراتيجية قد تتغير، وقال الدكتور أميش أدا جالا، الخبير بالأمراض المعدية بمركز جونز هوبكنز للأمن الصحى فى بالتيمور، إنه فى جميع الأحوال يتعين عليك أن تستعد لإمكانية إغلاق المدارس وتفكر فى طرق احتياطية بديلة إذا استلزم الأمر.

إن الإغلاق والحجر الصحى والعزل من الاختيارات الممكنة، وفقا لقانون الخدمة الصحية العامة، والحكومة الفيدرالية مخولة باتخاذ مثل هذه الإجراءات لكبح انتشار المرض من أى جانب من البلاد أو بين الولايات، وللولايات أو الحكومات المحلية أن تتمتع بسلطة مشابهة.

8- لا يمكن أن يُصاب الأطفال بفيروس كورونا

من الممكن أن يصاب الأطفال، وعلى نحو مؤكد، بفيروس «كوفيد- 19»، رغم أن التقارير المبدئية أشارت إلى حالات أقل من الأطفال مقارنة بالكبار، فعلى سبيل المثال توصلت دراسة صينية فى إقليم هوبى، صدرت فى فبراير الماضى، إلى أن ما يزيد على 44 ألف حالة «كوفيد- 19»، أى نحو 2.2% شملت أطفالًا أقل من 19 عاما.

غير أن مزيدا من الدراسات الحديثة تشير إلى أن الأطفال معرضون كالكبار للإصابة بالمرض، وفى دراسة أجريت فى 5 مارس الجارى قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 1500 شخص فى شن زان، ووجدوا أن الأطفال الذين تعرضوا للفيروس كان احتمال إصابتهم مساويًا للكبار.

وبغض النظر عن العمر، فإن نحو 7% إلى 8% من إصابات حالات «كوفيد- 19» كان فحص الفيروس إيجابيا لهم.

9- أنك تعرف ما إذا كنت مصابًا بفيروس كورونا

لا لن تعرف، «كوفيد- 19» يتسبب فى الإصابة بنطاق واسع من الأعراض، كثير منها يظهر فى الأمراض التنفسية الأخرى مثل الأنفلونزا ونزلات البرد، خاصة أعراض «كوفيد- 19» الشائعة، التى تشمل الحمى والكحة وصعوبة التنفس والأعراض النادرة التى من بينها الدوخة والغثيان والقىء والارتشاح، وفى الحالات الشديدة من الممكن أن يصل المرض إلى درجة خطيرة مثل الالتهاب الرئوى، ولكن قد لا يظهر على المصابين أى أعراض على الإطلاق فى المرحلة المبكرة.

10- فيروس كورونا أقل قتلًا من الأنفلونزا

حتى الآن، يبدو الفيروس أكثر فتكا من الأنفلونزا، غير أنه لايزال هناك كثير من الشك إزاء معدل الوفاة جراء الإصابة بالفيروس، فالأنفلونزا السنوية تتسبب فى معدل وفيات نحو 0.1% بالولايات المتحدة، وحتى الآن يوجد 0.5% من معدل الوفاة بين من أصيبوا بفيروس الأنفلونزا، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية.

بالمقارنة، تشير البيانات الحديثة إلى أن معدل الوفاة بسبب «كوفيد- 19» يزيد 20 ضعفا، أى نحو 2.3% وفقا للدراسة التى نشرها المركز الصينى للسيطرة على الأمراض، ويتنوع معدل الوفاة وفقا لعوامل مختلفة مثل المكان وعمر الفرد.

غير أن هذه الأرقام تتطور على نحو مستمر، وقد لا تمثل معدل الوفيات الحقيقى.

11- تلقى طرود من دول أجنبية ليس آمنًا

إن تلقى مراسلات أو طرود من الصين و(غيرها) آمن ولا غبار عليه، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وتوصل بحث سابق إلى أن فيروسات كورونا لا تبقى على قيد الحياة طويلا على أشياء مثل الخطابات والطرود، فيما يعتقد الخبراء أن فرص حياة الفيروس على «المسطحات» ضعيفة، وذلك استنادا إلى ما نعلمه عن فيروسات مثل «ميرس كو فى» و«سارس كو فى».

ولكى يبقى الفيروس حيًا فإنه يحتاج مزيجا من ظروف بيئية معينة، مثل درجة الحرارة، وقلة التعرض للرطوبة، وهو ما يتوافر فى طرود الشحن، لذا فإن هناك احتمالا ضعيفا جدا للتعرض لخطورة انتشار الفيروس من منتجات أو طرود يجرى شحنها فى فترة تتجاوز أياما أو أسابيع فى درجة حرارة الهواء، حسبما أكد مركز السيطرة على الأمراض. ولا يوجد حاليا دليل يؤيد إمكانية نقل «كوفيد- 19» المرتبط بالسلع المستوردة، ولم تسجل أى حالات إصابة فى الولايات المتحدة جراء هذه السلع، بل إن الفيروس ينتشر فى معظم الأحوال عبر رذاذ الجهاز التنفسى.

12- قد تصاب بالفيروس إذا أكلت فى المطاعم الصينية بالولايات المتحدة

كلا، فبهذا المنطق عليك أن تتجنب المطاعم الإيطالية والكورية واليابانية والإيرانية أيضا، بما أن هذه البلدان كانت تواجه تفشى المرض، ففيروس كورونا المستجد لا يصيب الناس المنحدرين من أصل صينى.

«تدقيق الوقائع»: الثوم «غير فعال» فى الوقاية من «كورونا».. و«أكسيد الكلور» خطير على الصحة

تلقى العلاج لمصابين «كورونا» داخل إحدى المستشفيات

فنّدت وحدة تدقيق الوقائع بهيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى» عددا من الشائعات العلاجية فى جميع أنحاء العالم، وأكدت أن هذا الفيروس لا يوجد له علاج معروف حتى الآن. ولسوء الحظ لم يحد ذلك من انتشار نصائح وإرشادات بعضها غير ضار نسبيا، والبعض الآخر يشكل خطرا على الصحة. المزيد

الحكومة تحارب شائعات «كوفيد- 19» بـ«واتساب»

إجراءات مشددة فى الحجر الصحى تكشف عن المصابين بـ«كورونا»

أعلن المركز الإعلامى لمجلس الوزراء عن تخصيص رقمى واتساب، وهما (01155508688/ 01155508851)، للإبلاغ عن أى شائعات تتعلق بفيروس «كورونا» المستجد أو غيره، على مدار 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع.

إجراءات مشددة فى الحجر الصحى تكشف عن المصابين بـ«كورونا»

وقال المركز إنه سيتخذ كافة الإجراءات القانونية، بالتنسيق مع الجهات المعنية، تجاه كل من أذاع أخباراً أو بيانات كاذبة أو شائعات تتعلق بهذا الأمر، بهدف تكدير الأمن العام أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.

إجراءات مشددة فى الحجر الصحى تكشف عن المصابين بـ«كورونا»

وأضاف: «تلاحظ فى الآونة الأخيرة انتشار الشائعات وتناقل المعلومات المغلوطة من خلال بعض المواقع الإلكترونية، وكذا وسائل التواصل الاجتماعى، وسرعة تداولها من قِبل المواطنين»، داعيًا فى الوقت نفسه جميع المواطنين لعدم تداول أى بيانات أو معلومات غير صادرة عن الجهات المعنية الرسمية. المزيد