في زمن الأوبئة، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قد يتساءل البعض، ماذا يحدث إذا توفي الرئيس الأمريكي في توقيت حرج من الانتخابات الرئاسية 2020، سواء قبلها أو خلالها أو بعد إعلان فوزه بها، ورغم أن مثل هذه الوقائع نادرة في تاريخ الولايات المتحدة إلا أن محاولة معرفة سيناريوهات ذلك قبيل انتخابات 2020 أمرا واقعيا، بعد إصابته.
إن تداعيات وفاة المرشح تعتمد بشكل أساسي على وقت حدوثها، وفي أي مرحلة من مراحل العملية الانتخابية حدث الوفاة. قبل الإجابة على هذا السؤال الافتراضي، يجب معرفة أن الولايات المتحدة لها نظام ديمقراطي غير مباشر، بمعنى أن الشعب لا ينتخب الرئيس بالفعل، فهو ينتخب أعضاء الهيئة الانتخابية، وينتخب أعضاء الهيئة الانتخابية الرئيس.
حين يتوجه الناخب الأمريكي في الثامن من نوفمبر إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد أو رئيسة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية، فإنه عملياً لا يختار رئيسه مباشرة، بل يمنح صوته لأحد المندوبين في الولاية التي يصوت فيها، وذلك لأن نظام انتخابات الرئاسة الأمريكية يعتمد على ما يدعى بالمجمع الانتخابي، لذا فإن عملية الانتخابات الرئاسية تكون كالتالي: يصوت الناس، ثم يصوت الناخبون، ثم يقوم الكونجرس بفرز الأصوات، ثم يتولى رئيس جديد منصبه.
إذا توفي مرشح قبل الانتخابات العامة ولكن بعد أن حصل على ترشيح حزبه، فهذا الوضع بسيط نسبيًا: يختار حزب المرشح المتوفى بديلاً (لا يشترط أن يكون الشخص المرشح لمنصب نائب المتوفى في تذكرة الحزب الرئاسية التي تشمل ترشيح رئيس ونائب)، وهذا البديل يكون قيد الاقتراع يوم الانتخابات.
حدث ذلك مع روبرت كينيدي وهو المرشح الديمقراطي الرئيسي للرئاسة في انتخابات عام 1968. وكان يحظى بشعبية، تم اغتياله على يد شاب فلسطيني، في 5 يونيو 1968، بعد أن هزم السناتور يوجين مكارثي في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في ولايتي كاليفورنيا وجنوب داكوتا.
إذا مات المرشح بعد الانتخابات العامة
هنا يصبح الأمر أكثر تعقيدا، تؤدي الوفاة بين التصويت الشعبي واجتماع الهيئة الانتخابية إلى نفس اختيار بديل بقيادة الحزب. ولكن هنا، تكون الآثار السياسية أكثر خطورة. لأن الناس لا يصوتون مرة أخرى. يتم إدخال اسم المرشح البديل في اقتراع الهيئة الانتخابية، ويتوقع الحزب أن يصوت الناخبون الذين تم تخصيصهم للمرشح المتوفى للتصويت على المرشح الجديد.
حدث ذلك عام 1872 حينما توفي المرشح الديمقراطي هوراسي جريلي في 29 نوفمبر، قبل انعقاد المجمع الانتخابي، لكن التأثير السياسي كان طفيفًا نسبيًا لأن جريلي قد فقد بالفعل التصويت الشعبي في الانتخابات العامة، فلم تكلف اللجنة الوطنية الديمقراطية عناء وضع بديل في اقتراع الهيئة الانتخابية، فحصل جريلي على 3 أصوات، وعندما ذهب الاقتراع إلى الكونجرس، مرر المشرعون إجراءً يعلن فيه أن أصوات جريلي باطلة وصادقوا على فوز يوليسيس جرانت.
إذا مات مرشح بعد هذه النقطة في الانتخابات، بين تصويت الهيئة الانتخابية وفرز الأصوات في الكونجرس.
حينها، لا أحد يعرف حقيقة ما سيحدث، في حالة خسر المتوفى تصويت الهيئة الانتخابية، فقد لا يكون لوفاته تأثيرا على نتيجة الانتخابات. ولكن لم يحدث أن واجه الكونجرس وفاة شخص كان قد فاز بأصوات الهيئة الانتخابية.
وفاة رئيس ما بين فوزه في الانتخابات وتنصيبه
ينص التعديل العشرون لدستور الولايات المتحدة على أنه في حالة وفاة «الرئيس المنتخب»، تنطبق قواعد الخلافة، ويصبح نائب الرئيس المنتخب رئيسا، لسوء الحظ، ليس من الواضح متى يصبح المرشح الفائز في هذه العملية الانتخابية «رئيسا منتخبا». لم يمت مرشح رئاسي فائز قبل أن يتم تنصيبه، لذلك لم يضطر الكونجرس إلى تعريفه.
وفقا للمؤرخ جون بوشر، في عام 1861 كان هناك «قلق واسع النطاق» من أن يتم اغتيال أبراهام لنكولن قبل توليه منصبه، لكن لينكولن نجا متجنبا حدوث أي ارتباك حول الخلافة.
وفقا لإدارة الأرشيف والوثائق الوطنية وهي مؤسسة مستقلة تابعة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولة عن حفظ وتوثيق وثائق الحكومة التاريخية، فإن هناك احتمالين، أن يتشاور الكونجرس عما إذا كان سيعتمد المتوفى رئيسًا منتخبًا وفي هذه الحالة ينتقل يتم تصعيد النائب، أو يتم حساب الأصوات الانتخابية ويكون المرشح الحي الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات رئيسا منتخبًا.