حذر رئيس حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي، جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة في مصر، من أي استجابة لما أسماه «استنصار النظام السوداني»، ووصفه بأنه نظام «أمنجي» يواجه اصطفافا شعبيا مضادا.
وقال المهدي، خلال ندوة صحفية نظمت في الخرطوم، السبت، تحت عنوان «ماذا يريد السودان من مصر الجديدة؟»، إن استجابة الرئيس المصري لاستنصار النظام السوداني «من شأنه أن يطعن في صدقية التوجه الديمقراطي للحزب الحاكم في مصر، ويسهل مهمة خصومه ضده ويؤدي إلى انقسام شعبي سوداني في العلاقة مع مصر.
وأضاف المعارض السوداني: «هنالك عوامل موضوعية تفتح الباب لمراجعة تاريخية للعلاقة بين البلدين تصب في خانة الوحدة والمصير المشترك. هناك مثلا عوامل اقتصادية وأخرى جيوسياسية في حوض النيل، وكذلك عوامل أمن مشترك».
وأشار المهدي، خلال الندوة التي حضرتها «المصري اليوم» وتناولت العلاقات المصرية-السودانية، إلى أن المرجعية الإخوانية لنظامي البلدين رغم اختلاف طريقة وصولهما للحكم يسهل عملية التفاهم، لكنه طالب القيادة المصرية الجديدة بـ«تقديم النصح للنظام السوداني بأن يقدم على حركة استباقية إلى ربيع سوداني يحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل وتكون بذلك قد أوجدت له مخرجا من أزماته».
وقال المهدي إن السودان يحتاج لدور مصري يساعده في التخلص من الوصاية الدولية، وقوامها 48 قرار من مجلس الأمن، و30 ألف جندي أجنبي، وإيجاد مخرج لملاحقة المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني عمر البشير يوفق بين العدالة والاستقرار.
جدل حول توقيت فتح ملف «حلايب» المتنازع عليها
من جهته، قال وزير الخارجية السوداني الأسبق، القيادي بالحزب الحاكم مصطفى عثمان اسماعيل، إن الإجابة على سؤال «ماذا يريد السودان من مصر الجديدة» يتطلب الإجابة على سؤال ماذا تريد مصر من السودان «لأنها تشترك معه في 90 % مما يريده منها».
وأوضح مصطفى أنه خلال فترة العداء بين نظام حسني مبارك ونظام الخرطوم كان هناك إدراك لأهمية تحسن العلاقة بين البلدين. واستشهد بما قاله له الرئيس المصري السابق ذات يوم عندما أبلغه قادة بالجيش المصري، عقب محاولة اغتياله في أديس أبابا، بأن الطيران العسكري جاهز لضرب الخرطوم، على حد ما نقله عثمان عن مبارك، فقال له الأخير: «إنتو عارفين حتضربوا مين؟!».
وأشار مصطفى إلى أنه لا بد للاتفاق حول مثلث حلايب المتنازع عليه، ونبه إلى أن الطريق الساحلي بين البلدين جاهز الآن لكن لا يمكن فتحه بسبب تحديد مكان المعبر الحدودي. ونبه إلى أن حكومته سبق واقترحت جعل المثلث «منطقة تكامل» وفصلت في اقتراحها كل المطلوبات.
في المقابل، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم دكتور صفوت فانوس إن الحكمة تتطلب تخير الوقت لفتح ملف حلايب، معتبرا أن فتح الملف في الوقت الحالي يمنح الأعداء فرصة لتخريب العلاقة بين البلدين، «رغم أحقية السودان في المثلث واستحالة التنازل عنه»، على حد تعبيره.
وحث فانوس مصر على ترتيب أولويات سياستها الخارجية لجهة أنها مهتمة الآن بشمالها وشرقها وتجهل جنوبها وغربها، على حد قوله. وأضاف «ذلك واضح في الزيارات الخارجية للرئيس محمد مرسي».
«لابد من من فتح الملفات المسكوت عنها»
وتابع: «مصر تزرع ثلث مساحتها الصالحة للزراعة بالأعلاف للماشية، رغم حوجتها للقمح في ذات الوقت الذي يتمتع فيه السودان بالمراعي والأراضي الزراعية، التي يمكن أن توفر لمصر الأعلاف، وتتخصص هي في زراعة القمح، مع إمكانية أن تستثمر زراعته أيضا في الولاية الشمالية المتاخمة لحدودها الجنوبية».
أما القيادي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض، بشير آدم رحمة، فقال إنه «لا بد من مناقشة المسكوت عنه في العلاقة بين البلدين، وإن على مصر ألا تتعامل مع السودان بدونية وبعقلية محمد علي باشا ،الذي غزا السودان بحثا عن الذهب والجنود». وأضاف أن من المسكوت عنه «هو نظرة كثير من المصريين للسودانيين بأنهم مغفلين وجهلة، وبالمقابل نظرة كثير من السودانيين للمصريين بوصفهم جبناء بخلاء مستهبلين»، حسب وصفه.