بريطانيا وفرنسا تحاولان حل لغز مقتل «الحلي» وعائلته

كتب: غادة حمدي الأحد 09-09-2012 00:40

لايزال الغموض يلف الحادث المروع، الذى أودى بحياة مهندس الطيران البريطانى سعد الحلى من أصل عراقى وأفراد من عائلته بطلقات نارية فى الرأس من قبل مجهولين، أثناء تواجدهم فى فرنسا الأربعاء الماضى. فبينما ذكر المحقق الفرنسى إريك ميلو أن أحد خيوط التحقيق فى الجريمة هو احتمال وجود خلاف عائلى حول مسائل مالية، نفى زيد، شقيق القتيل، للشرطة البريطانية وجود أى خلافات مالية، بينما ذكر «ميلو» أيضاً أن خيوطاً أخرى يتتبعها التحقيق المعقد، الذى تشارك فيه السلطات البريطانية بتعاون وصفه المحقق بأنه «100%»، حيث أضاف قائلاً: «هذا خيط واحد للتحقيق، لأن هناك أيضاً مهنة الضحية، وكونه مولوداً فى العراق، كل ذلك قد يكون مهماً».

كان الحلى «50 عاماً» قد قتل مع زوجته إقبال ووالدتها، التى تحمل الجنسية السويدية فى منطقة «الألب» قرب مدينة «أنسى» جنوبى فرنسا الأربعاء الماضى أثناء قضائهم عطلة هناك، بينما أصيبت ابنته زينب «7 سنوات» بجروح بالغة تخضع على أثرها للعلاج، فيما نجت ابنته الأخرى زينة وعمرُها 4 أعوام بأعجوبة، بعد أن مكثت لساعات تحت جثث أقاربها دون أن تتحرك، بينما قتل أيضاً فى الحادث مواطن فرنسى يعتقد المحققون أنه عابر سبيل كان على متن دراجته الهوائية، وقتل حتى لا يكون شاهداً على الجريمة.

وأبرز خيط يتتبعه المحققون الآن هو تحديد هوية صاحب السيارة ذات الدفع الرباعى، التى ذكر شهود أنهم لمحوها تمر مسرعة فى منطقة وقوع الجريمة، وذكر ممثل الادعاء بمنطقة «أنسى» إريك ميلو، أن العدد الكبير للرصاصات التى أطلقت على الضحايا، والوحشية التى وجهت بها ضربات لرأس إحدى الطفلتين، يعززان الاعتقاد بأن المنفذ لم يكن بمفرده، وأن الجريمة متعمدة، وأشار إلى أن كل ضحية تلقت رصاصة واحدة على الأقل فى الرأس، وأن نحو 25 رصاصة أطلقت فى الحادث.

وأفاد «ميلو» بأن الشرطة تحقق فى كل السيناريوهات المحتملة، ومن بينها «مأساة عائلية»، لكنه أضاف أن شقيق القتيل توجه إلى الشرطة البريطانية بعدما سمع من وسائل الإعلام عن مقتله، ليسأل فى البداية عن وضع أخيه، ثم ذهب الجمعة الماضى لينفى ما جاء فى الإعلام عن خلافاً مع شقيقه حول أمور مالية، وأوضح المحقق الفرنسى أن ضباطاً فرنسيين سيستجوبون شقيق القتيل فى بريطانيا باعتباره «شاهداً»، وليس متهماً.

وتعول أجهزة التحقيق الفرنسية أيضاً على المعلومات التى تصلها حول أسرة الحلى من أجهزة الأمن البريطانية، لاسيما بعد أن تبين وجود ملف للقتيل لدى الشرطة البريطانية منذ عام2003، أى منذ التدخل العسكرى فى العراق، وأفادت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، الجمعة  بأن سعد الحلى خضع لمراقبة مستمرة مع عائلته عام 2003 من قبل الشرطة البريطانية، وفقاً لأحد الجيران، وأضافت أن «روابط عائلية» للحلى مع نظام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين قد تكون شكّلت أهمية جعلت الشرطة البريطانية تتمركز فى موقع يبعد أمتاراً قليلة عن منزله فى قرية كلاى جيت، وتمضى عدة أسابيع فى تتبع تحركاته بعد غزو العراق، لكن الصحيفة ذكرت أنه لم تتضح بعد أسباب إخضاع الحلى للمراقبة، خاصة أنه «كان مهندساً محترماً وعمل لدى شركة للتكنولوجيا الفضائية والأقمار الصناعية فى مدينة جليفورد، وامتلك شركة لتصميم الكمبيوتر أسّسها عام 2001»، بينما ذكرت مصادر فرنسية أن جمع المعلومات عن الأجانب فى ذلك الظرف، خصوصاً العراقيين، هو إجراء احتياطى طبيعى.

وبينما نفت السفارة العراقية فى لندن أن تكون لديها معلومات حول ملابسات الجريمة، هزت جريمة القتل بريطانيا وفرنسا على حد سواء، حتى إن وزير الخارجية البريطانى تطرق إليها عبر حسابه على «تويتر»، معرباً عن حزنه إزاء هذه «المجزرة الرهيبة»، فيما أكد الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أنه «لن يتم ادخار أى جهد للوصول إلى مرتكبيها».