قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، إن لبنان من الدول التي يمكن أن تنتقل إليها الأزمة السورية لأسباب سياسية وأمنية وجغرافية، لكنه دعا اللبنانيين إلى الاتحاد لأنهم «كلهم في باخرة واحدة» قد تغرق إذا ما هبت العاصفة على المنطقة.
وقال ميقاتي في مقابلة مع «رويترز» في مكتبه بمقر الحكومة في بيروت، إنه مطمئن إلى أن اللبنانيين يتخذون الخيار الصحيح بالبقاء بعيدين عما يجري حولهم من أحداث.
وقال «حتما إن ارتدادات ما يحصل في سوريا يطال الدول المحيطة بسوريا. هناك دول لديها نوع من المناعة ويوجد دول عندها أمن، أعتقد أن وضعنا في لبنان الأمني والسياسي والجغرافي يجعلنا في موقف دقيق حيال ما يجري في سوريا».
لكنه أوضح أن التصدي لهذا الأمر يتم «بوطنيتنا وبالتأكيد على تماسكنا نحن كلبنانيين ونتوحد صفا واحدا ضد استيراد الأزمة الى لبنان»
وقال ميقاتي «إذا أتت الأزمة إلى لبنان فان الخطر لن يستثني أحدا. لا أحد يظن نفسه أنه سيستفيد والثاني في خطر.. كلنا في باخرة واحدة هذه الباخرة إذا دخل عليها ماء من هذه العاصفة القوية التي تهب في المنطقة يمكن أن تغرقنا».
ودعا رجل الأعمال السني اللبنانيين إلى التماسك «وأن يكونوا يدا واحدة ليشكلوا سدا منيعا أمام استيراد أي أزمة على لبنان وأمام أي عاصفة تهب على المنطقة».
وقال ميقاتي «حتى الان استطعنا ان ننأى بأنفسنا أتمنى أن نبقى قادرين على منع انتقال الأزمة للبنان وهذا الأمر لا يتم إلا بوحدة اللبنانيين والتفافنا سويا. نحن نريد أن يبقى لبنان آمنا وسالما وسدا منيعا أمام أي اضطراب أو أي نوع من الفوضى داخل لبنان».
وأضاف ميقاتي أنه طلب من السفير اللبناني في دمشق إبلاغ الخارجية السورية بالقصف الذي تتعرض له قرى حدودية لبنانية متاخمة واستطرد «نتمنى أن لا يتكرر سقوط القذائف».
وأضاف «نحن نأينا بأنفسنا من التدخل في سوريا ولكن لا نريد أن يقحمنا أحد في ما يجري من أحداث في سوريا كما لا نريد ان يحصل أي خطأ مع لبنان أو أي احد يستورد الأزمة إلى لبنان عندها سيكون الوضع مختلفا. إضافة إلى ذلك لم ننأ بأنفسنا عن كل شيء إنساني نحن نساعد في الرعاية والإسكان والطبابة والتعليم والغذاء».
وعن اللاجئين قال ميقاتي «لدينا أكثر من 130 ألف سوري، ولكن يوجد بينهم ميسورون بحوالي 50 أو 60 ألفا، يوجد حوالي 60 ألفا هم بحاجة للمساعدة والمسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين لدينا حوالي 40 ألفا».
وأضاف «كل ما أتمناه للشعب السوري هو الأمن والأمان وأن تعود سوريا إلى طبيعتها. حتما السيناريوهات متعددة ولكن ما يهمني هو أثر أي سيناريو على لبنان. أنا اليوم رئيس حكومة لبنان تهمني راحة بلدي وازدهاره وسلامته وأتمنى ان تنتهي الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن وأن نرتاح مما يحصل في المنطقة».
ووصف ميقاتي تصريحات وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، بشأن إدخال السلاح القطري والسعودي والتركي عبر لبنان، وتهديده لبنان بارتداد الأمر عليه إذا لم يوقف تهريب السلاح، بـ«الكلام المؤسف».
وقال «كل شخص يريد أن يستعمل لبنان كأنه أداة لكي يهدد به الاخر والواقع أن لبنان يثبت كل يوم أنه ليس هكذا وأنه يوجد دولة وحكومة وشعب، عندما نتفق جميعا لا يمكن أن نجعل هذه الأزمة تأتي إلى لبنان».
وحول الانفلات الأمني في بعض المناطق قال رئيس الحكومة «نحن نعيش في ظرف صعب والمنطقة في نوع من الغليان كلها. لسوء الحظ البعض يظن أحيانا أنه يستطيع أن ينال من الدولة، أنا اؤكد أن لا أحد يستطيع ان ينال من الدولة، الدولة تبقى هي الأقوى وأنا قلت في مرات عدة إن يد الدولة ستبقى الطولى في محاكمة كل من يحاول أن يمس الأمن».