مثقفون: مأساة قصر ثقافة بني سويف قابلة للتكرار.. والفساد «مُمنهج» داخل المؤسسات الثقافية

كتب: منى ياسين الثلاثاء 04-09-2012 19:53

حذر مثقفون من تكرار «محرقة بنى سويف»، وأرجعوا السبب إلى أن الدولة تعتبرالثقافة «كمالة عدد»، فضلا عن توغل «الفساد الممنهج» فى شرايين المؤسسات الثقافية.

قال جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إن المأساة سببها «الإهمال البشع».

وأشار إلى أن هذا النوع من الإهمال مازال موجوداً حتى الآن، مشيرا إلى أن الثورة لم تتغلغل فى نفوس الناس، بسبب استمرار ما وصفه بـ«العادات السيئة».

وأضاف «عصفور» أن المصريين ازدادت أخلاقهم سوءا، والجوانب السيئة تضخمت والدليل وجود البلطجة فى المستشفيات، وتابع: يجب أن نتوقع حدوث كوارث أكبر فى الفترة المقبلة بسبب هذه السلبيات، وثورة يناير أطاحت بالقمة أما بقية الجهاز الفاسد، فلم يتغير، فالثورة غيرت «مبارك» ومن حوله وبقيت التروس وأسفلها، وأكد أن مصر تحتاج إلى «ثورة ثانية اجتماعية وأخلاقية تصل إلى قاع المجتمع».

وقال الروائى إبراهيم عبدالمجيد إن الدولة تتجاهل الثقافة، منوها بأنه عندما حدثت أزمة بين مجلس الشعب وحكومة الجنزورى فإن الحكومة أقالت 4 وزراء إرضاء للمجلس من بينها وزارة الثقافة.

وطالب «عبدالمجيد» بأن تتحول وزارة الثقافة لوزارة دولة تكون مهمتها دعم المجتمع المدنى بالأموال وتبيع كل ما تملكه للبورصة، لأنها تعمل فى الأساس بالضرائب التى يدفعها الشعب.

وأكد أن الفساد الموجود فى قطاعات وزارة الثقافة والمستمر حتى الآن سببه سيطرة أجهزة الأمن على هذه المؤسسات منذ عهد مبارك، مضيفاً أن «الفساد الممنهج» غير مستمر بنفس القوى لكن المواقع الثقافية مازالت هزيلة، حتى إن الميزانية التى خصصت للعرض المسرحى وقت حريق بنى سويف كانت 1000 جنيه.

وقال الكاتب محفوظ عبدالرحمن إن التغيير الذى حدث بعد ثورة 25 يناير، مثل العصا الموضوعة داخل عجلة الثقافة فى مصر.

مضيفا أن مصر تحتاج لعمل مجالس وهيئات تقود الحركة الثقافية لتغيير الشكل الوظيفى للثقافة. وأشار إلى أن الثقافة تعانى من أزمة كبيرة وهى العمالة المعطلة وغير المهيئة للعمل والإبداع وتوصيل الرسالة.

وتابع «عبدالرحمن»: لا يوجد شىء تغير للأفضل بعد الثورة بل تغير الوضع إلى الأسوأ، وأصبح هناك تكرار من قبل الدولة للتجارب الفاشلة التى كانت تحدث فى عهد مبارك، وأصبحت أشعر بالرعب حينما أدخل مسارح الدولة.

وأشار إلى أن السنوات الاخيرة كشفت أن العمل الثقافى فى مصر تحول إلى «خرابة» بسبب أكاذيب المسؤولين الذين يدعون على أنفسهم أنهم يعملون وهم فاشلون، فتحول العمل الثقافى إلى «سبوبة»، حسب تعبيره.