أورثه البعض فى الأوساط السياسية لقب «قديس اليسار» الذى حمله من قبل الراحل نبيل الهلالى. هو أحد قيادات الحركة الطلابية فى السبعينيات، المتهم السادس فى أحداث انتفاضة يناير 1977، اشترك فى حركات التضامن مع عمال الحديد والصلب، وعمال السكة الحديد، وعمال النقل الخفيف. واشترك فى أحداث التضامن مع احتجاجات الفلاحين ضد تشريدهم من الأرض عام 1997.. اعتقل أكثر من 15 مرة بسبب مواقفه ضد الصهيونية ومواقفه التضامنية مع الحركات العمالية والفلاحية، إنه المناضل اليسارى كمال خليل، مؤسس حزب العمال والفلاحين.
وقال «خليل»، قائد مظاهرة «ضد أخونة الدولة»، إن سياسة الرئيس محمد مرسى تقوم على القروض والديون، وإنها نفس سياسة الرئيس السابق حسنى مبارك، فضلاً عن أن مستشاريه أعضاء فى مكتب الإرشاد التابع لجامعة الإخوان المسلمين.
وأضاف «خليل»، فى حواره لـ«المصرى اليوم» أنه كان يتمنى أن يعترف «مرسى» بأن برنامج النهضة بلا مشروع سياسى، بدلاً من أن يصرح بذلك خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة، مشيراً إلى أن معركته القادمة ضد ما سماه أخونة الدولة ستكون على الدستور والانتخابات البرلمانية.. وإلى نص الحوار:
■ يرى البعض أن المظاهرات التى دعوت إليها لم تكن ذا تأثير ولم تؤت ثمارها؟
- فى رأيى أنها نجحت، وأعتبرها خطوة ناجحة بالنسبة لعدد المتظاهرين، الذين شاركوا ووصل عددهم إلى نحو 5 آلاف، وسنبنى عليها فى الفترة المقبلة، وكل الشعارات والهتافات كانت فى إطار مبادئ المظاهرة، التى تتمثل فى رفض هيمنة الإخوان ورفض الخروج الآمن للمجلس العسكرى، والإفراج عن جميع المعتقلين وتطبيق الحدين الأدنى والأقصى للأجور، ورفض قرض صندوق النقد الدولى، والخطوة القادمة ستركز على جانب التنظيم من أجل الحشد، وسيكون ذلك بتكوين الجبهة الثورية الموحدة كأداة تنظيمية تلتف حولها القوى المؤيدة للمشاركة.
■ ما تفسيرك لرفض بعض الليبراليين المشاركة فى المظاهرات؟
- بعضهم كانوا يريدون وقتا أكثر للإعداد للمظاهرة وهؤلاء نعذرهم، ولكن هناك قوى ليبرالية أخرى رفضت المشاركة وفضلت إعطاء «مرسى» فرصة الـ100 يوم كاملة، وهؤلاء نختلف معهم تماما، لأن هناك هيمنة من قبل جماعة الإخوان المسلمين على الدستور، فلماذا ننتظر؟ أيضاً قضية المعتقلين التى تحتاج إلى قرار «مرسى» فقط، لم يفعل فيها شيئاً ثم الخروج الآمن للمجلس العسكرى، قتلة الثوار، بل تكريمهم لذلك رأينا أننا لسنا بحاجة إلى الانتظار، خاصة أن هذه القضايا ليست فى برنامج الـ100 يوم الذى تحدث عنه «مرسى».
■ بما تفسر الهجوم الذى شنه مؤخراً الدكتور عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان على اليسار خاصة فيما يتعلق بتوقيته؟
- هجوم فاشل وغير صحيح، ولذلك تراجع عنه بعد الرد عليه والسبب فى هجومه هو أنه يعرف أن اليسار هو القوى الأساسية التى تستطيع معارضة الإخوان بشكل فاعل بين الجماهير، لأن اليسار يمتلك برنامجاً سياسياً ورؤية اجتماعية تفتقدها جماعته وقد أعلن خيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة، ذلك بافتقار مشروع النهضة إلى برنامج سياسى.
■ ماذا عن توقيت الهجوم؟
- توقيت الهجوم جاء لقرب انتهاء مهلة الـ100 يوم وبعد أن شن اليسار المصرى حملة معارضة نشطة لرفض قرض صندوق النقد الدولى، استشعر العريان الخطر، وأقول لجماعة الإخوان: أنتم لم تشاركوا فى الثورة منذ بدايتها وحتى الآن إلا فى موقعة الجمل، وتزعمون أنكم حفظة القرآن.. فلا تزيفوا الحقائق.
■ لماذا فى رأيك لم يتمكن اليسار من حصد مقاعد برلمانية فى الانتخابات الأخيرة تتناسب مع تاريخه؟
- لأن جزءاً كبيراً من فصائل اليسار قاطع الانتخابات، لأنها جرت أثناء أحداث محمد محمود، وتحت ظل حكم العسكر الذى كانت ترفضه، أيضاً لأن نضال اليسار تاريخياً ليس نضالا برلمانيا بقدر ما هو نضال مع الحركة العمالية والفلاحية والانتفاضات الجماهيرية والشعبية.
■ خروجك من حركة «الاشتراكيون الثوريون» والاتجاه لتأسيس حزب العمال والفلاحين.. كيف تصف هذه الخطوة فى تاريخك السياسى؟
- خرجت من الحركة عندما بلغت سن الـ60 ودون أى خلافات سياسية مع أعضائها، من منطلق ديمقراطى وهو إتاحة الفرصة للشباب لخلق كوادر جديدة.
■ ما أهم الأهداف والطموحات التى تتمنى تحقيقها من خلال الحزب لم تتمكن من تحقيقها للحركة؟
- مهمتنا أن ننفذ إلى القاعدة الشعبية وإلى القيادات العمالية والفلاحية، لأن أزمة اليسار هى الارتباط بالجماهير الشعبية، وقد بدأنا فى الإضرابات العمالية فى 2006 حينما كنت فى الحركة، ولكن الحركة نشاطها كان مركزاً بشكل كبير بين الأوساط الطلابية والمثقفين والعمال، ولكن الحزب سيكون نشاطه الأكثر بين الفلاحين، وهناك تنسيق بين الحركة والحزب مثلما يحدث بين كل القوى الثورية، ومن الممكن مستقبلاً أن يتكامل الشكلان ويتوحدا.
■ البعض يتهمك بالتحالف مع الإخوان خاصة فى الانتخابات البرلمانية 2005؟ هل يمكن أن يتكرر ذلك فى الانتخابات القادمة؟
- فى عام 2005 وقبل الثورة وقفنا إلى جانب الإخوان المسلمين فى المحاكمات العسكرية التى تعرضوا لها وضد سياسات القمع لعناصر الجماعة، كما وقفنا إلى جانب أيمن نور، مؤسس حزب الغد، فى القضية التى لفقها له النظام السابق، وبالطبع كنا نختلف فكريا وسياسيا مع الجماعة و«نور» ولكننا وقفنا بجانبهم من منطلق الدفاع عن حرية الرأى.
وبالفعل تحالفت حركة «الاشتراكيون الثوريون» مرحلياً مع الإخوان بهدف الإطاحة بنظام مبارك وكانت الحركة تود أن توحد حركة الإسلاميين مع الناصريين مع كفاية ومع كل الفصائل لمواجهة ديكتاتورية «مبارك» وهذا ما حدث فى ثورة 25 يناير، والتحالف بين الحركة والجماعة لم يستمر إلا لعدة شهور وانتهى، وكان المبدأ الحاكم فيه (مع الاسلاميين أحيانا.. دائما ضد الدولة) أما الآن فمن وجهة نظرى وأنا خارج الحركة وبعد وصول الجماعة للسلطة أن هذا الشعار لا محل له من الإعراب، وسنكون ضد الدولة التى يسيطر على جهاز الحكم فيها جماعة الإخوان.
■ ما تقييمك لأداء الرئيس محمد مرسى حتى الآن؟
- مرسى أعطى خروجاً آمناً للمجلس العسكرى ولم يفرج عن المعتقلين من الثوار ولا ضباط 8 إبريل وشكل وزارة تتقاسم مقاعدها جماعته والسلفيون ووزراء النظام القديم، كما أن سياساته تقوم على القروض والديون وهى نفس سياسات مبارك، كما أن المستشارين الحقيقيين له هم أعضاء مكتب الإرشاد بالجماعة، و«مرسى» رشح نفسه على أساس مشروع النهضة ثم يأتى خيرت الشاطر، نائب المرشد، ويصرح بأنه لا يوجد برنامج سياسى لمشروع النهضة!! وكان من المفروض أن يقول ذلك التصريح المرشح ذاته الدكتور مرسى وليس نائب المرشد.
■ ما رأيك فى التحالفات المطروحة على الساحة السياسية الآن كالتيار الشعبى والثالث وتحالف الأمة المصرية؟
- معركتى القادمة هى الدستور والانتخابات البرلمانية، والقوتان اللتان أثق فى التحالف معهما فى هذه المعركة هما حزب الدستور بقيادة الدكتور البرادعى والتيار الشعبى، بقيادة حمدين صباحى والمجموعات الثورية التى تحمل أهداف الثورة، لذلك أدعوهم إلى الانضمام لـ«الجبهة الثورية الموحدة» وغير ذلك لا أثق فى التعامل مع أحد.
■ ما تقييمك لأداء اليسار المصرى الآن وحزب التجمع بالتحديد؟
- اليسار المصرى منقسم لتعدد مدارسه الفكرية وحزب التجمع فشل لسياساته، وقد تم بالفعل تكوين «التجمع الديمقراطى الثورى» وهو تحالف يضم كل القوى اليسارية فى مصر. وسنبذل كل جهدنا من أجل نجاح هذا التحالف.
■ ما الهدف من تكوين «الجبهة الثورية الموحدة»؟
- تسعى الجبهة الثورية الموحدة إلى الارتباط بجماهير الشعب المصرى وتوحيد كل القوى والمجموعات الثورية من أجل تحقيق كل أهداف ثورة 25 يناير المجيدة، وعلى رأسها العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لكل المصريين، ومن أجل التصدى لهيمنة جماعة الإخوان المسلمين على الحكم، وأولى مهام هذه الجبهة هى معركة الدستور، لأن الشعب المصرى لن يقبل أن تتحكم جماعة فى الدستور، الذى سيحكمه لسنوات طويلة، احتقر مرشدها السابق محمد مهدى عاكف الشعب المصرى بأكمله حينما قال تصريحه الشهير «طظ فى مصر» لذلك أقول للإخوان المسلمين دستوركم لن يمر، وثانية مهام هذه الجبهة هى السعى لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة على قائمة واحدة، لكى نستطيع مواجهة تيار الإسلام السياسى.