حذرت الصين الولايات المتحدة، الثلاثاء، من التدخل في النزاع على السيادة في بحر الصين الجنوبي، في الوقت الذي توجهت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى بكين متعهدة بنقل رسالة قوية بشأن الحاجة إلى تهدئة التوتر الإقليمي.
كانت زيارة «كلينتون» الأخيرة للعاصمة الصينية، التي كان القصد منها إبراز تحسن العلاقات الأمريكية- الصينية، انحرفت عن مسارها، بسبب لجوء معارض صيني كفيف إلى السفارة الأمريكية في بكين مما عمّق توتر العلاقات بين البلدين.
أما الأزمات التي ستسيطر على المحادثات في هذه الزيارة فهي النزاعات حول جزر صغيرة ومناطق غنية بالنفط والغاز في بحري الصين الجنوبي والشرقي، حيث تتنازع الصين السيادة على مناطق بحرية مع حلفاء إقليميين لـ«واشنطن» مثل الفلبين وتايوان.
ومع عودة «كلينتون» لبكين، يقول مسؤولون أمريكيون إن رسالتها ستكون هي التعاون والشراكة كما تمثل الزيارة فرصة مهمة لتبادل الآراء خلال عام يشهد انتقالا سياسيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، هونج ليه، في مؤتمره الصحفي اليومي، إن واشنطن ليست قوة مساعدة في النزاعات البحرية.
وأضاف ردا على سؤال حول الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة «لاحظنا أن الولايات المتحدة تقول كثيرا إنها لا تنحاز لطرف دون الآخر، نأمل أن تلتزم الولايات المتحدة بوعودها وتبذل المزيد من الجهود المفيدة للسلام والاستقرار الإقليمي وليس العكس».
كانت «كلينتون» حثت الصين وجيرانها في منطقة جنوب شرق آسيا، الاثنين، في جاكرتا على التحرك بسرعة لوضع مدونة قواعد سلوك لبحر الصين الجنوبي، وأكدت أن النزاعات يجب أن تحل «دون إكراه ودون ترويع ودون تهديدات وبالتأكيد دون استعمال للقوة».
وتواجه «كلينتون» تحديا يتطلب منها إحداث توازن للضغط في سبيل حل نزاعات السيادة مع استمرار التعاون في قضايا أخرى من بينها البرنامجان النوويان لكوريا الشمالية وإيران والأزمة في سوريا وخلافات اقتصادية خيمت على علاقات واشنطن ببكين.
وستلتقي الوزيرة الأمريكية، الأربعاء، مع الرئيس الصيني المنتهية ولايته هو جين تاو، ونائبه شي جين بيج، الذي يرجح أن يخلفه في الرئاسة بعد مؤتمر للحزب الشيوعي الصيني هذا العام.