هدد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الاثنين، باستهداف مواقع حيوية و«غير عسكرية» في إسرائيل، حال تعرض لبنان لهجوم من «الدولة العبرية»، واعتبر أن ما يجري في سوريا محاولات لصرف النظر عن القضية الفلسطينية بعد أن منحت الثورات في مصر واليمن وليبيا والبحرين أملاً للمقاومة.
وقال «نصر الله»، في لقاء أجرته معه قناة «الميادين»، أذيع مساء الاثنين، إنه حتى إذا دمرت ضربة إسرائيلية عددًا من أهداف حزب الله العسكرية في ضربة جوية، فإن الصواريخ ستبقى قادرة على «تحويل مئات آلاف الإسرائيليين إلى جحيم، وبالتالي لا تراهنوا على ضربة أولى».
وأضاف «لدينا بنك أهداف وعددها كبير وإحداثياتها موجودة لنا وصواريخنا تطالها، وهذا يشكل قدرة ردع حقيقية، عندما يقول الإسرائيلي عن تدمير لبنان لا تعد أهدافنا عسكرية فقط، وعندما يقول الإسرائيلي سيدمر بلدنا فأقول أنا أيضا سأدمر كل شيء».
وأكد أن «من نقاط الضعف الإسرائيلية وجود أهداف ذات طابع اقتصادي وصناعي وكهربائي ونووي إذا الإسرائيلي لا يريد ضوابط في العدوان فلن تكون لدينا أيضا ضوابط».
ونفى «نصر الله»، امتلاك حزبه سلاحًا كيميائيًا، وقال « لا أحتاجه ولن نستخدم سلاحا كهذا ولدينا صواريخ مقابل أهداف إسرائيل».
وأكد أن «أي هدف على امتداد فلسطين المحتلة يمكن أن تطاله صواريخ المقاومة، ونحن من نختار الأهداف ضمن جدوى ومهما كان هذا الهدف عسكريا أو غير عسكري، والإسرائيليون يعرفون أن هذه الامكانية متوفرة، فهناك ردع اليوم».
وقال إن «بُعد المقاومة دفاعي، عندما يريد الإسرائيلي أن يدمر بلدنا فما أستطيع أن أفعله سأفعله، ربما لسنا معتادين في العالم العربي على هذا المستوى من التحدي لكن وصلنا إلى هذا المستوى، الإسرائيلي لديه محطات كهربائية إذا ضربت تأثيراتها الاقتصادية ضخمة».
وفي سياق آخر أضاف نصر الله «إننا أمام مرحلة تحصل فيها تحولات كبرى على مستوى العالم والمنطقة يرتسم خلالها نظام إقليمي وعالمي جديد، وما يجري في منطقتنا سيرسم مستقبل ومصير المنطقة في حد أدنى لعقود من الزمن».
وقال «يكفي أن نسمع لروسيا والصين، هما تقولان إن ما يجري في سوريا لم يعد مسألة داخلية، المؤشرات تبدأ بمجلس الأمن إذا أردنا الحديث عن محاور جديدة وانتهاء القطب الواحد، بدأ يتشكل نظام متعدد الأقطاب، نحن لا نعود إلى ثنائية أمريكا وروسيا وإنما إلى وضع فيه أقطاب متعددة، هناك دول في العالم والإقليم مؤثرة على مستوى المنطقة هناك أنظمة عمرها عقود من الزمن تساقطت وهناك محاور وتحالفات جديدة تتشكل ونحن أمام وضع إقليمي جديد».
واعتبر أن «تطور الأوضاع» في سوريا جاء تزامنًا مع تحولات «كان من الواضح أنها تصب في خدمة تيار المقاومة، من خلال الثورة في تونس وليبيا ومصر واليمن والبحرين».
وأضاف أن هذه الثورات أفرزت قيادات وأحزابا «نعرفها ونعرف موقفها من القضية الفلسطينية والمقاومة، عندما قدر لهذه التيارات ان تنتصر وتتغلب على النظام من الطبيعي أن يُوجد هذا أملا للمقاومة وقلقا للعدو الإسرائيلي، خصوصا ما جرى في مصر حيث إن إسرائيل كانت في عزاء عندما شهدت سقوط مبارك، والبديل الذي من المفترض أن يتقدم هو التيارات الإسلامية والعروبية».
ولفت إلى أن «كل ما يجري من حولنا في المنطقة ينبئ بأن هناك عملا أساسيا من أهدافه أو في الحد الأدنى من نتائجه أن تصبح فلسطين منسية، بل أكثر من هذا أن يتحول المقاومون إلى جماعات لها حساسية من الموضوع الفلسطيني، وهذا له سوابق، أحذر من هذا الأمر وأقول للجميع مهما كانت التباينات فلسطين والقدس مسؤولية عقائدية وأخلاقية».