الأجازة الزوجية: طلاق مؤجل أم هدنة لتجاوز الخلافات؟

الجمعة 05-02-2010 00:00

«فى البعد جفا» وأحيانا يقولون «فى البعد شوق».. مقولات معروفة ومتناقضة فى الوقت نفسه.. فهناك من يرى أن البعد يقتل الحنين.. وهناك من يعتبر البعد يشعل الشوق فى القلوب.

ويلجأ بعض الأزواج إلى تطبيق فكرة الإجازة الزوجية، على أن يأخذ أحد الطرفين إجازة من الطرف الآخر لمدة زمنية معينة متفق عليها، تهدف إلى كسر الروتين والقضاء على الملل والفتور بينهما، بينما البعض يرى أنها حلقة جديدة فى سلسلة المشاكل تعمقها أكثر.

عبير تروى قصة انفصالها قائلة: «ازدادت الخلافات بينى وبين زوجى فى الفترة الأخيرة.. وفى إحدى المشاكل طلبت منه أن يسمح لى بالإقامة عند أهلى لفترة ولكنه رفض.. وقال لى (لو خرجتى من البيت مش حترجعيه تانى)، لا أعرف كيف تصاعدت الأمور بعدها ولكنى أصررت على موقفى وبعدها حدث الانفصال».

وعلى العكس تقول سهام: «منذ خروجى من المنزل لقضاء إجازتى عند الأهل تنهال علىَّ المكالمات الهاتفية من زوجى، معبراً عن شوقه وافتقاده لوجودى، ويطالبنى بالعودة إليه سريعاً، كما أننى أبادله نفس الشعور وأدعوه إلى أن يتجاوز عن تقصيرى تجاهه فى الفترات الماضية. وأضافت: «وهنا أشعر بجدوى تلك الطريقة، التى توقظ داخلنا أحاسيس ومشاعر مخفية بسبب مشاغل الحياة والأولاد».

وعن الإجازة الزوجية قالت أحلام: لم أجربها من قبل ولكنى أخاف من أن ذهابى لمنزل أهلى والإقامة لديهم عدة أيام سيواجه بالاستنكار وربما يفسر ذلك بأن هناك خلافاً بيننا، خصوصاً وأنهم اعتادوا منى زيارات قصيرة.

د. محمد يحيى الرخاوى، مدرس علم النفس بجامعة القاهرة، يقول عن الإجازة الزوجية إن الإجازة الزوجية ليست لها قاعدة عامة يمكن وصفها للجميع، فلكل حالة تركيبتها الخاصة، وإن كان الأفضل مبدئيا هو تفادى الإجازة الزوجية، إن أتت فى سياق صعوبة تمر بها العلاقة الزوجية..

لذلك نخشى دائما أن تكون الإجازة عبارة عن طلاق مؤجل، خاصة فى ضوء ما تعرفه ثقافتنا من أن «البعد جفا»، مما يجعله لا يحل المشكلات بقدر ما يؤجلها، أما الخصام أو «الزعل» أو الغضب فهى حقوق لكلا الزوجين، قد تجعلهما يتباعدان لفترة ولكنها أمور لا ينبغى تسميتها إجازة لمجرد الخشية من مواجهتها.

بل الحل فى التواصل والمواجهة.. هذا مع الاعتراف بأن الإجازة، لو أتت كجزء من ظروف الحياة الطبيعية أو حتى كنتيجة واضحة لغضب وليس لملل، يمكن أن تمثل إنعاشا جميلا».