طارق الزمر: اختيار «السيسي» منع انقلاب الجيش على الرئيس

كتب: شريف الدواخلي الأحد 02-09-2012 18:21

قال الدكتور طارق الزمر، القيادى فى «الجماعة الإسلامية»، وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية، إن الرئيس محمد مرسى استغل الخلافات الداخلية للإطاحة بالمشير محمد حسين طنطاوى والفريق سامى عنان، وإن الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، ضمن عدم انقلاب الجيش عليه. وأضاف «الزمر» فى حواره لـ«المصرى اليوم» أنه لا يمانع فى عودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، فضلاً عن أن «الجماعة» ستتصدى لأى محاولة لنشر المذهب الشيعى فى مصر، مشيراً إلى أن من يسمون «المجاهدين» الذين سافروا إلى سوريا لمناصرة الجيش الحر أحرجوا الرئيس، وأنه كان يجب احترام النظام الشرعى المنتخب.

ووصف التيارات المدنية كالتيار الثالث والأمة والشعب بـ«الفاشلة» مضيفاً: «عصر الليبرالية انتهى».. وإلى نص الحوار:

هل كنت مؤيداً لزيارة الرئيس محمد مرسى مؤخراً لإيران، رغم مخاوف البعض من نشر المد الشيعى فى مصر؟

- الخلاف مع الشيعة جذرى مذهبى، لكن ذلك يجب ألا يحول دون مراعاة مصالح البلاد، فعلينا إعادة النظر مع علاقتنا بإيران كدولة، وكسر الجمود الذى خلقه النظام السابق على مدى سنوات طويلة، ومع ذلك سنقف ضد أى محاولة لنشر المذهب الشيعى فى مصر، علماً بأننا لا نمانع فى عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

هل تتوقع بعد زيارة «مرسى» أن يحدث تغيير لموقف طهران الداعم لنظام بشار الأسد فى سوريا؟

- إذا تصورت إيران أنها تدعم الاستبداد فى سوريا ضد الاستعمار فهى مخطئة، فالشعب الذى يخضع للاستبداد لن ينتصر على الاستعمار.

سافر عدد ممن أطلقوا على أنفسهم «المجاهدين» إلى سوريا للانضمام للجيش السورى الحر دون الرجوع للجهات الرسمية فما تعليقك؟

- نعم.. لقد تحركوا لنصرة إخوانهم فى سوريا لكن هناك نظاماً شرعياً منتخباً ينبغى احترامه لأنهم بذلك تسببوا فى إحراج الرئيس، فنحن ندعم سوريا فى إطار سياسات الدولة المصرية.

لماذا أباحت الجماعة الإسلامية قرض صندوق النقد الدولى؟

- فى الحقيقة.. قضية القرض ليست مستحدثة، حيث أفتى فيها أهل السنة والجماعة، فالضرورات تبيح المحظورات، وبعض الفوائد أقل ضرراً من البدائل الداخلية التى ستكون أكثر تكلفة، ولكن عموماً لابد من وضع خطة متكاملة للتخلص من سياسة الاقتراض الخارجى والتأكد من أن شروط القرض لا تفرض انتهاج سياسة الخصخصة أو رفع الدعم عن بعض السلع وغيرهما من الشروط القاسية.

هل تقبل الجماعة الإسلامية بنائب قبطى للرئيس؟

- لا نقبل، فلا يمكن أن يكون هناك نائب قبطى للرئيس لأنه سينوب عنه فى ولايته العامة خلال فترات غيابه و90٪ من الشعب مسلمون.

هل بدأت الجماعة فى الاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة؟

- نعم، وستخوض الانتخابات فى جميع الدوائر على مستوى الجمهورية، وندرس حالياً كل عروض التحالف مع القوى السياسية الأخرى لنقرر الصالح لنا كما نستعد لبناء الماكينة الانتخابية لحزب البناء والتنمية فى كل بقاع الوطن.

وما تلك العروض؟

- هناك عرض من السلفيين وأحزاب أخرى لا أريد الكشف عن هويتها.

أليس هناك عرض من الإخوان؟

- لم يصلنا منهم أى عروض حتى الآن، وتجربتنا معهم أضاعت الكثير من الوقت والجهد فى الانتخابات الماضية، ورفضنا التحالف معهم لأنهم عرضوا علينا مقعدين فقط، فخرجنا من التحالف وانضممنا لتحالف حزبى النور والأصالة السلفيين، وحصلنا على 19 مقعداً.

هل هناك عرض من حزب النور للتحالف معكم مرة أخرى؟

- نعم.. ومازال تحت الدراسة، وأؤكد أن «الإخوان» لو تقدموا بعرض لا يتناسب مع طموحاتنا فسنرفضه، وبشكل عام هناك اتجاه لتشكيل تحالف أوسع يضم ليبراليين ولا يقتصر على الإسلاميين فقط.

هل تتوقع أنكم قادرون على حصد عدد من المقاعد أكثر من الانتخابات الماضية؟

- 100 مقعد فى البرلمان، ونحن قادرون على حسمها.

هل سترشح الجماعة الإسلامية أحد قياداتها للمنافسة على مقعد الرئيس؟

- نعم سننافس على كرسى الرئاسة فى الانتخابات المقبلة.

وهل تتصور أن يقبل الشعب المصرى أن يحكمه تيار ارتبط تاريخه بالعنف؟

- الخلفية تغيرت الآن تماماً عن الجماعة الإسلامية، فنظام «مبارك» هو من رسم صورة أننا إرهابيون لأننا أول من قال «لا» فى وجهه عام 1982.

ما رؤيتكم للمادة الثانية من الدستور؟

- كنا نود حذف كلمة مبادئ لتصبح الشريعة المصدر الرئيسى للتشريع، لكننا لم نرد عرقلة الجمعية التأسيسية فوافقنا على كلمة مبادئ على أن تتضمن تفسيراً لها بما يمكننا من تطبيق الشريعة الإسلامية.

هل الشارع المصرى جاهز لتطبيق الشريعة؟

- بلا شك، بل دعنى أقل لك إنه متشوق للشريعة التى تكفل له تحقيق العدالة الاجتماعية، فالشريعة لا يمكن اختزالها فى الحدود التى يمكن تعطيلها لظروف خاصة فعلى سبيل المثال، كيف أطبق الحدود وأطالب سيدة بالحجاب قبل أن أوفر لها لقمة عيش كريمة، ولو حدث استفتاء فى مصر على الشريعة الآن فكل المصريين سيختارونها.

حدثنا عن المبادرة التى عرضتها الجماعة الإسلامية على الرئيس لحل أزمة سيناء؟

- المبادرة تتضمن تصوراً كاملاً لتنمية سيناء اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً بما لا يخل بالأمن القومى، فالأنظمة السابقة تتحمل ظلماً كبيراً وقع على أهل سيناء، وعلى الحركات الإسلامية جميعاً مواجهة الأفكار المشوهة، التى قد تستغلها الأيادى الخارجية لتعبث بأمن الوطن، كما تتضمن المبادرة تواجد الجماعة الإسلامية فى سيناء بشكل مستمر بمشاركة مختلفة من تيارات الحركات الإسلامية وننتظر رد الرئاسة عليها.

كيف ترى المظاهرات الرافضة لحكم الإخوان المسلمين؟

- لا طائل من ورائها، فالقوى العلمانية لا هدف لها سوى معاداة التيار الإسلامى.

أطلق مؤخراً عدد من التيارات المدنية كالتيار «الشعبى» و«الثالث» و«الأمة» كبديل للإخوان المسلمين كيف تراها؟

- تيارات فاشلة، زمن الليبرالية انتهى وعلى القائمين على تلك التيارات الوصول لتوليفة جديدة تتوافق مع الإرادة الشعبية التى اختارت التيارات الإسلامية.

وحزب الدستور الذى أسسه الدكتور محمد البرادعى؟

- البرادعى ظاهرة مثيرة للجدل، لكنها غير مثيرة لاهتمام الشارع لأنه لم يحقق شيئاً.

كيف نجح مرسى فى إنهاء حكم العسكر؟

- استغل خلافاته الداخلية، ليطيح بالمشير طنطاوى والفريق عنان من منصبيهما باعتباره رئيساً منتخباً.

ولماذا كان اختيار الفريق أول عبدالفتاح السيسى تحديداً؟

- لأن «السيسى» ضمن عدم انقلاب الجيش على «مرسى».