اعتبر عزت أبوعوف عودته لقيادة مهرجان القاهرة مهمة قومية، وفى الوقت نفسه يرى أنها مغامرة كبيرة فى ظل هذه الظروف الصعبة، وأكد أبوعوف الذى بدأ فى عقد جلسات عمل مع فريق العمل المعاون له لإعداد استراتيجية المهرجان بأنه سيقوم ببناء المهرجان من الصفر، وأن هناك اتجاهاً لإجراء بعض التغييرات فى مضمونه لمواجهة عامل الوقت. وعن تفاصيل الدورة المقبلة للمهرجان كان لنا معه هذا الحوار:
■ لماذا قبلت المهمة فى هذه الظروف؟
- لأنى «مقدرش» أقول لا، خاصة أننا قمنا بتأجيل الدورة السابقة وإذا تعرضت هذه الدورة لأى أزمة سيتم سحب الصفة الدولية من المهرجان وستذهب إلى إسرائيل التى تقف بعدنا مباشرة، لذلك كنت أرى أن قبولى واجب وطنى ومهمة قومية، خاصة أنها لا تحقق بالنسبة لى أى منفعة شخصية فهى مهمة ثقيلة ومتعبة وكثيرا ما نتعرض لإهانات شخصية بسببها، ولكن كما قلت فهى بالنسبة لى تكليف.
■ وهل غضبت مما قيل بأن ظروفك الصحية لم تعد مناسبة الآن لإدارة المهرجان؟
- كل ما قيل فى هذا الخصوص مجرد شائعات مغرضة لإبعادى عن المهرجان، وبصراحة لن أكون غاضباً عندما يقال كفاية على عزت أبوعوف لأن تكراره ليس فى صالح المهرجان مثلا ولكن يصفونى بالمرض فهذا شىء غير آدمى، فالحمد لله صحتى «زى الفل» وكل المشكلة التى أتعرض لها هى بعض الآلام فى الأذن الوسطى والحمد لله تخلصت منها مؤخرا، وهذا مرض عارض يصاب به معظم المصريين، وبصراحة لا أنكر أننى فخور بما حققته للمهرجان طوال السنوات الخمس الماضية، ويكفى أننى تركت المهرجان وفى خزينته 2 مليون جنيه، وهذا ما لم يحققه أى رئيس للمهرجان، كما أن البعض كان يرى أن سجادة المهرجان.
■ ولكن هل ترى أن الوقت المتبقى سيسمح بإنجاز المهرجان فى صورة مناسبة؟
- لا أنكر أن الوقت صعب جدا جدا، لدرجة أنه لم يعد لدينا وقت وقد بدأنا بالفعل العمل منذ تكليفنا بهذه المهمة لوضع استراتيجية كاملة وتنفيذها فى أسرع وقت ممكن، خاصة وقررنا أن نبدأ من الصفر.
■ وهل ترى أن وزارة الثقافة قادرة وحدها على تمويل المهرجان حتى يخرج بالمستوى المنشود؟
- هذا ما وعدنا به الوزير، وأكد أن الوزارة ستتكفل بأى شىء حتى يظهر المهرجان فى أفضل صورة، لأنه انعكاس لصورة مصر الفنية والثقافية الآن، ولكن رغم ذلك سنحاول جاهدين فى البحث عن رعاة للمشاركة فى التمويل.
■ وما شكل التغييرات التى ستجريها فى المهرجان؟
- بصراحة سنحاول أن نقلل فترته من 10 أيام إلى أسبوع واحد، كما أننا سنقلل عدد الدول المشاركة، وسيكون التركيز على مجموعة أقل من البلدان، وذلك اختصارا للوقت.
■ وهل أنت متفائل بتقديم دورة ناجحة فى ظل هذه الظروف؟
- سأسعى لتحقيق النجاح والإخلاص فى العمل، وأعرف جيدا أن قبول المهرجان فى هذا التوقيت مغامرة كبرى، ولكنى قبلتها بنزعة وطنية لا أكثر من ذلك حتى لا نفقد تاريخ هذا المهرجان.
■ وما رأيك فى رد فعل أعضاء جمعية مهرجان القاهرة وانسحابهم من المشاركة فى دعم المهرجان؟
- بصراحة أرى أن أى حركة فى هذا الاتجاه خيانة للبلد والفن وصناعة السينما لحساب مصالح شخصية أو منفعة خاصة ولم ينظروا إلى مصلحة البلد وسمعة المهرجان الذى يعد أهم حدث فنى وثقافى فى مصر، فهم اختاروا مصالحهم الشخصية فوق مصلحة البلد.
■ ولكن قد يكون اعتراضهم على عودتك للمهرجان أنت وسهير عبدالقادر؟
- ما السند على هذا الاعتراض، خاصة أننى قدمت مع سهير عبدالقادر أنجح دورات المهرجان بشهادة الجميع ومعظم أعضاء الجمعية من الذين شاركونا العمل، وأعتقد أن اختيار الوزارة لنا يرجع للنتائج التى حققناها والحمد لله لم نقدم أى فشل ولكنى أرى أن انسحابهم هو الفشل فى حد ذاته الآن.
■ ولكن أنتم متهمون بأنكم فلول ولا يجوز عودتكم للمهرجان؟
- هل إنقاذ مهرجان القاهرة من الفشل جعلنا الآن من الفلول فهذا كلام فارغ، أى فلول يتحدثون عنهم، وأنا أبى ثورجى وشارك فى كل الحروب وابنتى كانت فى الميدان منذ أول أيام الثورة وقد أعلنت موقفى من الثورة منذ أول يوم لها، وكنت أدعمها وأرى أنه من العيب أن يقال ذلك، ولكن للأسف فالشيطان يداعب ضعاف النفوس وهذا «سلو بلدنا».