انتقدت قيادات نسائية ضعف تمثيل المرأة في الفريق الرئاسي والذي اقتصر على ثلاث سيدات وهن «أستاذة العلوم السياسية الدكتورة باكينام الشرقاوي، والكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، والدكتور أميمة كامل، عضو لجنة التأسيسية».
واعتبرت الناشطات في مجال حقوق المرأة أن التمثيل في الفريق الرئاسي لا يُلبي طموحات ومطالب المنظمات النسائية في زيادة تمثيل السيدات في المواقع القيادية في الدولة، وأن الرئيس «خالف وعده» بوجود سيدة في منصب نائبة، وهاجمن تصريحات الدكتورة باكينام الشرقاوي، مساعدة الرئيس للشؤون السياسية، عن تحسن أوضاع المرأة المصرية بعد ثورة 25 يناير، محذرات من أنها ستنقل إلى الرئيس صورة خاطئة عن أوضاع ومطالب النساء.
وانتقدت عزة سليمان، مديرة مؤسسة قضايا المرأة، تمثيل النساء في المجلس الرئاسي، مشيرة إلى أنها بشكل عام راضية عن التشكيل العام للمجلس، قائلة: «إن التشكيل جاء ليثبت أن النساء لسن على أجندة الرئيس، واللاتي وقع عليهن الاختيار ينتمين إلى نفس تيار الإسلام السياسي، وذلك عكس ما كان يجب أن يحدث بأن يتضمن سيدات من تيارات سياسية أخرى»، وطالبت «سليمان» مرسي بأن يزيد أعداد النساء عندما يستكمل التشكيل النهائي للمجلس الرئاسي، واضعاً قضايا المرأة على أجندة عمله.
من جانبها قالت الدكتورة فاطمة خفاجي، عضو مجلس إدارة رابطة المرأة العربية، إن اختيار 3 سيدات في المجلس الرئاسي جاء كتمثيل شكلي للنساء، قائلة إن «الاختيار وقع على سيدات ينتمين إلى نفس تيار الإسلام السياسي، لتكون الحكومة إسلامية بمساعدين إسلاميين».
وهاجمت «خفاجي» الدكتورة باكينام الشرقاوي، قائلة: «مساعدة الرئيس الجديدة غير مدركة لأوضاع المرأة المصرية، عندما تحدثت عن عدم وجود منظمات نسوية في مصر، مقارنة بتونس، وأن أوضاع النساء في مصر تحسنت، مما يجعلها غير ملمة بقضايا النساء، وبالتالي ستنقل صورة خاطئة للرئيس عن أوضاع النساء».
على الجانب الآخر أشادت «خفاجي» باختيار الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، قائلة إن «توجهاتها مناصرة لحقوق المرأة، وملمة بأوضاع منظمات المجتمع المدني وقضايا النساء».
ودعت الرئيس ومستشاريه إلى أن يعلنوا عن آليات واضحة لمعالجة القضايا التي تعاني منها النساء، وأن يضع كل مستشار على جدول أعماله حقوق النساء المصريات، موضحة أنه بالرغم من شكل الدولة الديمقراطي فإن النساء أوضاعهن مازالت سيئة.
وذكرت نيفين عبيد، عضو تحالف المنظمات النسوية وجمعية المرأة الجديدة، أن اختيار سيدتين أو ثلاثا في المجلس لم يُرض مطالب المنظمات للتمثيل النسائي في المجلس الرئاسي، مشيرة إلى أن الخلاف بين المنظمات ومؤسسة الرئاسة ليس على أعداد النساء، ولكن أيضًا التوجهات السياسية للسيدات أعضاء المجلس الرئاسي، قائلة إن «مؤسسة الرئاسة لم تعلن حتى الآن عن سياسات واضحة في بناء دولة المواطنة، وحل مشكلات المواطن من كهرباء واقتصاد وغيرهما».
وانتقدت «عبيد» تصريحات مساعدة الرئيس في حوارها، الاثنين، مع «المصري اليوم»، قائلة: «إذا كانت لا ترى أن هناك مشكلة في أوضاع النساء، بالتالي سيكون لديها مشكلة معنا»، مؤكدة في الوقت نفسه أن أداء الرئيس ومساعديه ومستشاريه بمن فيهم النساء سيكون تحت مراقبة المنظمات الحقوقية والنسائية.
وأشارت «عبيد» إلى أن الرئيس تراجع عن الوفاء بوعده بأن يكون أحد نوابه سيدة، قائلة إن «مرسي خضع لضغوط تيار الإسلام السياسي، واكتفى بوجود المرأة في منصب مساعد ومستشار»، مضيفة: «وبعد المناقشات عن مواد الحريات والحقوق في الدستور الجديد، جاءت الصيغة المنشورة على موقع التأسيسية منافية مع دولة المواطنة».