«إن بناء مسجد بالقرب من موقع أحداث 11 سبتمبر يختبر حدود التسامح فى المجتمع الأمريكى».. بهذه الكلمات استهلت مجلة نيوزويك الأمريكية تقريرها بشأن بناء مسجد «جروند زيرو» وسط مدينة نيويورك الأمريكية، والذى أثار جدلاً واسعاً بين الأوساط الدينية والاجتماعية بعد الموافقة على بنائه. وذكرت المجلة، فى تقرير كتبته أمس الأول، محررة الشؤون الدينية ليزا ميلر، إن الصراع حول بناء مسجد بالقرب من موقع أحداث 11 سبتمبر أصبح «قبيحاً» داخل الأوساط الأمريكية، مشيرةً إلى تصاعد «حدة الصراع» على المستوى الوطنى،إلى ما هو أبعد من «الشتائم» بل إلى «حرب نابعة من دوافع سياسية» أكثر من مجرد قيم أمريكية. ووصفت المجلة، فى تقريرها الذى حمل عنوان «حرب ضد جروند زيرو»، أن تصريح سارة بالين بأن بناء المسجد بمثابة «طعنة فى القلوب»، هو «تصريح مستفز لا مبرر له» ، مضيفةً أن المسجد أصبح محور المعركة «الشريرة» بين العامة فى أمريكا. وأشارت «المجلة» إلى أن المسجد يقع على مساحة تقرب من 100 ألف قدم مربع لبناء مركز متعدد الأغراض مثل حمام سباحة وصالة ألعاب رياضية ومعرض، وقاعات لعقد المؤتمرات وقاعة بها 500 مقعد، مضيفةً أنه يسعى إلى استيعاب جميع العاملين فى وسط المدينة للصلاة يوم الجمعة. فى سياق متصل، أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إلى أن الموافقة على بناء مسجد بالقرب من أحداث 11 سبتمبر أدت إلى تصاعد المظاهرات والاحتجاجات فى شتى أنحاء البلاد، مضيفةً أن هناك مواجهات ساخنة بشأن اقتراحات ببناء مساجد ومراكز إسلامية فى الأماكن «الأقل قداسة». وأوضحت الصحيفة، فى تقرير لها أمس الأول، أن دراسة حديثة خلصت إلى أن المساجد أصبحت «رادعاً» للتشدد الإسلامى والإرهاب فى الواقع المعاصر، مضيفةً أن تلك الدراسة التى أجرتها جامعة كارولينا الشمالية بالاشتراك مع أساتذة مدرسة سانفورد ديوك للسياسة العامة، أكدت أن العديد من أئمة المساجد بذلوا جهدا كبيرا فى مكافحة التطرف عن طريق بناء برامج الشباب.