كان هيلا سـِلاسى آخر أباطرة إثيوبيا، وقد بقى إمبراطورا طيلة 44 عاما امتدت من عام 1930 إلى عام 1974، حين انقلب عليه القادة العسكريون بقيادة منجستو هيلا مريام، واحتجز فى قصره بعدما خلعوه، وبعد عام واحد توفى فى مثل هذا اليوم 27 أغسطس 1975 فى ظروف غامضة، وقدعُثر على رفاته أسفل أحد مراحيض القصر، ودفن عام 2000 أى بعد 25 عاما من وفاته بجوار بقية أفراد عائلته فى كاتدرائية الثالوث، ويعتقد أنه حدثت مذبحة للعائلة المالكة، لأن العثور على رفات إمبراطور سابق فى هذا المكان يدل على أن هناك جريمة ما لم يتم التحقيق فيها.
وهيلاسلاسى مولود فى 23 يوليو 1892 فى مدينة هرر بإثيوبيا وهو ينتمى إلى عائلة حاكمة تدعى أنها تنحدر من سلالة الملك سليمان وملكة سبأ، وعندما أصبح إمبراطورًا اتخذ لقب هيلاسلاسى، ويعنى قوة الثالوث، وكان ينتمى إلى كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية، وهى كنيسة انشقت فى عهده عام 1959 عن الكنيسة الأرثوذكسية القبطية، وتؤمن بخصوصيتها العقيدية فأتباعها يؤمنون أنها الوحيدة التى حافظت على نقاء المسيحية، كان هيلاسلاسى قد عمل على تطوير الحالة الاقتصادية والاجتماعية فى بلاده، ولكنه حظر الأحزاب والنقابات فى إريتريا وضمها إلى إثيوبيا عام 1962، ووضع أول دستور لإثيوبيا فى 1931،
وكانت إيطاليا الفاشية قد هاجمت إثيوبيا فى 1935، وعاش هيلاسلاسى فى المنفى فى إنجلترا، وعندما حررت القوات البريطانية إثيوبيا خلال الحرب العالمية الثانية أعادته إلى عرشه ثم استولى الثوار على الحكم فى 13 ديسمبر 1960 عندما كان فى زيارة لأمريكا الجنوبية، ولكنه استعاد عرشه بعد أربعة أيام.