هل يؤثر فيلم وثائقي على حظوظ «أوباما» في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

كتب: محمد المصري الأحد 26-08-2012 18:48

مع مطلع هذا الأسبوع، بدأ عرض الفيلم الوثائقي 2016 Obama’s America، للمخرج والكاتب «دينيش دسوزا»، والذي يقدم فيه هجاءً حادًّالفترة حكم الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، وتنبؤات سوداوية لمسار أمريكا في حال نجح لولاية ثانية بالانتخابات التي ستقام في نوفمبر المقبل.


ويعتمد «دسوزا» في فيلمه على الكتاب الذي ألفه بنفسه قبل عامين وحمل اسم «جذور غضب أوباما»، وأثار جدلًا واسعًا في ذلك الحين، بسبب رؤيته التي لا تكتفي بالهجوم الحاد على أول رئيس أمريكي أسود في التاريخ، ولكنها تتطرق إلى أبعد من ذلك إلى أنه «رئيس يكره أمريكا» بناءً على معاناته مع العنصرية.


ويرى «دسوزا» أن هناك «خطرًا حقيقيًّا في مسار تلك الأمة في حال استمر أوباما لولاية ثانية»، مضيفًا أن فيلمه ما هو إلا «تنبؤ مبني على حقائق عديدة لما سيحدث في أربع سنوات مقبلة إن فاز بالانتخابات».


وتبدو المقارنة بين فيلم «دسوزا» هذا وفيلم المخرج الكبير «مايكل مور»Fahrenheit 9/11 لا مفر منها، حيث صدر فيلم «مور» في أغسطس 2004 وقبل أسابيع من انتخابات الرئاسة الأمريكية وحمل هجاءً عنيفًا لـ«جورج بوش الابن» جعله أنجح فيلم وثائقي في تاريخ السينما، وعلى الرغم من فوز الأخير بالانتخابات بعد وقت قليل إلا أن الفيلم تم اعتباره وصمًا عنيفًا لفترته الرئاسية الأولى التي جرت فيها أحداث 11 سبتمبر وحربي العراق وأفغانستان والكثير من المشاكل الداخلية والخارجية في أمريكا.


في المقابل لا يبدو فيلم «دسوزا» يحمل نفس الزخم الذي طبع عمل «مور» قبل ثماني سنوات، فعلى الرغم من أنه حقق «3.6 مليون دولار» ليلة عرضه الأولى في 1000  قاعة سينمائية بأمريكا، وهي أرقام كبرى بالنسبة لعملٍ وثائقي، إلا أنه نال هجومًا عنيفًا يتعلق أغلبه بالجانب السينمائي.


الناقد «أندي ويبستر» في جريدة «نيويورك تايمز» كان الأكثر دقة حين قال «أغلب صناع السينما والنقاد ليسوا من مؤيدي أوباما من الأساس، ولكن هذا لا علاقة له بكون هذا الفيلم سيئًا، ليست تلك هي نوعية الأفلام الوثائقية التي يجب أن تشاهد».


واستنكر الناقد «كريس باراسنتي» وضع الفيلم في مكانة واحدة مع «فهرنهايت 9-11»، حيث أشار إلى أن فيلم «مور كان جيدًا سينمائيًّا وكان أول فيلم وثائقي ينال السعفة الذهبية لمهرجان كان، لهذا نال تقديرًا من النقاد وليس فقط لموقف سياسي كما يعتمد فيلم دسوزا».


«إريك ليدون» وصف الفيلم بكونه «صراخًا متواصلاً على مدار ساعة ونصف الساعة يردد كلمة واحدة عن أن أوباما سيئ».


في المقابل نال الفيلم بعض القبول من نقاد رأوا أن الفيلم ممتع ومثير للجدل ويفتح بعض الأبواب غير المطروقة عن الرئيس، وهو أمر جيد خصوصًا قبل الانتخابات الرئاسية.


وقال الناقد «تيدي دروين» إن «الفيلم مقبول ويطرح العديد من الأسئلة التي ينبغي على أوباما الرد عليها كي لا يؤثر على صورته عند العديد من الأمريكيين الذين لم تحسم أصواتهم بعد».


وسيبدو بشكل أوضح في الأيام القادمة مقدار تأثير الفيلم وإثارته لتساؤلات الجمهور بشأن رئيسهم، وما إذا كان بالفعل سيقلص من شعبية «أوباما» ويمثل خطرًا عليه في الانتخابات الرئاسية أم لا.