هواجس «الأمن» و«الإفلاس» تحاصر دوري 17 سبتمبر

كتب: إسلام صادق السبت 25-08-2012 18:54

تباينت ردود أفعال مسؤولى أندية الدورى الممتاز بشأن قرار عودة الدورى الممتاز لكرة القدم يوم 17 سبتمبر المقبل، ففى حين أيّد البعض القرار خوفاً على الأندية من الإفلاس وانهيار الكرة المصرية، مستشهدين بفشل المنتخب الأول فى التأهل لبطولة أمم أفريقيا 2013 وخروج إنبى والزمالك من بطولتى دورى رابطة الأبطال والكونفدرالية، الأفريقيتين اعترض البعض الآخر على عودة النشاط فى الوقت الحالى قبل تنفيذ الشروط الأمنية التى طلبتها النيابة العامة بشكل دقيق وكامل، حرصاً على سلامة الجماهير، وحتى لا تتكرر كارثة بورسعيد التى راح ضحيتها 74 من مشجعى النادى الأهلى، وحمّلوا وزارة الداخلية المسؤولية كاملة باعتبارها المسؤولة عن التأمين. وأكد خالد مرتجى، عضو مجلس إدارة النادى الأهلى أن عودة النشاط الكروى ضرورية لكن بعد تنفيذ الشروط الأمنية التى طلبتها النيابة العامة، بالإضافة إلى معرفة مصير المحاكمات التى راح ضحيتها مشجعو الأهلى. وحذر «مرتجى» من مشاركة النادى المصرى فى الموسم الجديد، وقال إن مشاركة الفريق البورسعيدى ستؤدى إلى تدمير الكرة المصرية وإعدام المسابقة، وطالب «مرتجى» بمحاكمة مسؤولى اتحاد الكرة السابقين برئاسة أنور صالح لتواطؤهم فى قضية المصرى فى المحكمة الدولية، كما طالب بالكشف عن اسم مسؤول كبير سابق باتحاد الكرة كان له الدور الأكبر فى مؤامرة عودة المصرى مرة أخرى.

فيما أكد هادى خشبة، رئيس قطاع كرة القدم بالنادى الأهلى ضرورة عودة النشاط لإنقاذ الكرة المصرية من الانهيار، وأوضح أن الأندية تعانى من أزمات مالية طاحنة إلى جانب التأثير السلبى من الناحية الفنية، وقال: «السماح للجماهير لابد أن يكون تدريجياً لحين استكمال شروط النيابة العامة حتى لا تتعطل عجلة الإنتاج»، وأضاف: «إن توقف النشاط تسبب فى أزمة كبيرة للأندية وأضر بجميع العاملين فى مجال كرة القدم». وقال أحمد جلال إبراهيم، عضو مجلس إدارة نادى الزمالك إن ناديه الأكثر تضرراً من توقف النشاط، حيث بلغت الخسائر المالية 50 مليون جنيه، كما خرج الفريق الكروى الأول من بطولة أفريقيا.

واعترض محسن عبدالمسيح، عضو مجلس إدارة نادى الإسماعيلى على عودة النشاط دون تنفيذ شروط النيابة العامة، وقال: «سلامة الجماهير أهم وأكبر من خسائر الأندية، ولابد أن تتولى وزارة الداخلية مسؤولية التأمين كاملة»، وأضاف: «عودة النشاط مهمة للجميع ولكل القائمين على منظومة الكرة المصرية، لكن سلامة الجماهير هى الأهم». وقال إن كرة القدم بلا جماهير لا تساوى شيئاً، وإن لاعب الكرة لا يشعر بالمسؤولية فى الملعب فى ظل غياب الجماهير»، لافتاً إلى أن الجماهير هى الترمومتر الحقيقى، والتى تحاسب اللاعب وتقيّم الجهاز الفنى فى المباريات ومن ثم فإن حضورها ضرورى وتأمينها أهم وأكبر من أى شىء مهما كان»، وطالب «عبدالمسيح» بالاستفادة من روابط الألتراس فى تأمين المباريات، وقال إنهم طاقة كبيرة ولابد من استغلالها، وأضاف: «ما حدث فى الفترة السابقة سببه أن الألتراس شعر بالتجاهل فأخرج طاقته فى الألعاب النارية وفى تصرفات كانت السبب فى سقوط ضحايا مجزرة بورسعيد». واقترح «عبدالمسيح» تأجيل انطلاق المسابقة شهراً أو أكثر حتى يتم الانتهاء من تنفيذ شروط النيابة العامة، وتعجب: «الدورى توقف عاماً ونصف العام، فما الداعى للتعجل قبل تأمين الجماهير؟، وتساءل: «من سيكون المسؤول إذا وقعت كارثة أخرى.. هل ستكون وزارة الداخلية أم وزارة الرياضة؟!»، وقال: «لابد أن نتعلم من دروس الماضى ولا نتعامل معها كما كانوا يفعلون فى السنوات السابقة».

وقال عفت السادات، رئيس نادى الاتحاد السكندرى، إن عودة النشاط أهم من الخسائر المالية للأندية، لأنها ستؤكد عودة الاستقرار فى مصر وقدرة الأمن على تأمين المباريات، وأضاف: «نادى الاتحاد تكبد أكثر من 15 مليون جنيه خسائر جراء توقف النشاط، لكن الأهم هو التأكيد على عودة الأمن للملاعب المصرية من خلال إقامة المباريات دون جماهير فى الدور الأول». وأوضح إسماعيل فايد، نائب رئيس نادى سموحة، أن الأندية اتفقت على عودة النشاط خلال شهر سبتمبر المقبل فى اجتماع ضم 14 نادى، لافتاً إلى أن رؤساء الأندية اشتكوا من الأزمات المالية، وقال: «اتفقنا فى ذلك الوقت على أن يقام الدور الأول دون جماهير، وأن يتم تشكيل لجنة من الأندية للتفاوض على حقوق البث الفضائى حتى تستعيد الأندية خسائرها المالية»، وأضاف: «سموحة خسر 25 مليون جنيه جراء التوقف، لكننا قادرون على تعويض ذلك فى حالة عودة النشاط من خلال البث الفضائى بعد استبعاد مسؤولى الجبلاية من التفاوض مع القنوات الفضائية». وأكد أحد القيادات الأمنية فى وزارة الداخلية أن الدورى لن ينطلق إلا بعد تنفيذ جميع الشروط الأمنية، وأوضح أن الوزير اتفق مع العامرى فاروق، وزير الرياضة، على أهمية تأمين سلامة الجماهير والملاعب أولاً، حتى لا تحدث كوارث أخرى، موضحاً أن الوزارة بانتظار التقرير النهائى للجنة المشكلة لمعاينة الملاعب والتى تتوافر فيها شروط السلامة.

وفى وزارة الرياضة، يولى العامرى فاروق، وزير الدولة لشؤون الرياضة، هذا الملف اهتماماً خاصاً، تنفيذاً لتعليمات د. محمد مرسى، رئيس الجمهورية، ود. هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، وحرصاً على الكرة المصرية وإنقاذ الأندية من الإفلاس، رغم تحذيرات البعض له من تحميله المسؤولية فى حالة حدوث أى كارثة أخرى فى الملاعب والمغامرة بمستقبله فى الوزارة، خصوصاً أن جماهير الألتراس مازالت تتوعد باقتحام الملاعب.