زوجة زقزوق: «الداخلية» جعلت من زوجي مجرمًا.. وصحيفته الجنائية بيضاء (حوار)

كتب: ولاء نبيل السبت 25-08-2012 17:36

قضى حمادة زقزوق الفترة الأخيرة من حياته فى صراع دام لأكثر من 16 عاماً، ما بين مطاردات مستمرة من الشرطة، والخوف من اتهامه فى قضايا تجارة سلاح تلقى به خلف القضبان لسنوات طويلة، حتى انتهى المشهد بشكل درامى لم يكن أحد يتوقعه لطالب الحقوق الذى قادته الحياة ليكون تاجر سلاح.

«المصرى اليوم» حاورت زوجته «أشجان» لكشف تفاصيل جديدة عن حياته وعلاقاته بأهالى قريته وجيرانه وأجهزة الأمن التى صنفته كمجرم رغم أنها استعانت به أكثر من مرة.. وإلى نص الحوار:

متى بدأت علاقتكما؟ وكيف؟

- تعرفت عليه بالصدفة فى إحدى المناسبات، ونشأت بيننا علاقة عاطفية انتهت بالزواج فى عام 98، وبدأنا حياتنا فى شقة ببيت والدى، ثم انتقلنا للعيش فى منزل عائلته لمدة عامين، بعدها انتقلنا للإقامة فى رأس البر، وعشنا هناك حتى وفاته.

وماذا كان يعمل؟

- بدأ حمادة حياته عاملاً فى ورشة لتصنيع وتصليح المراكب فى عزبة البرج، ثم افتتح محلاً لبيع الهواتف المحمولة فى رأس البر، قبل أن يغير نشاطه للاستثمار العقارى فى عام 2008، واستطاع تكوين علاقات واسعة فى المدينة، التى كان يعتبرها بلده الثانى.

متى بدأت مطاردة الشرطة له؟

- منذ 16 عاماً تقريبا، كان يقف مع بعض أصدقائه بميدان سرور بدمياط، وتصادف مرور مدير الأمن، وافتعلت القوة الأمنية مشكلة معه، فرد عليهم حمادة السباب، وتشاجر معهم لأنه كان عصبى الطباع ولا يقبل الإهانة، وكان وقتها طالباً فى المرحلة الثالثة بكلية الحقوق، وذاع صيته كونه الطالب الذى اشتبك مع قوة مدير الأمن، وتم إلقاء القبض عليه، وتم الإفراج عنه بعد فترة.

لماذا لم يكمل تعليمه؟

- لأنه بعد هذه الواقعة تكرر اعتقاله عدة مرات دون سبب، وكانت الشرطة تتعمد تلفيق القضايا له، والقبض عليه وقت الامتحانات، فرسب أكثر من مرة، رغم أنه كان يحصل على تقديرات مرتفعة فى العامين الدراسيين السابقين.

وماذا عن الأحكام التى صدرت ضده؟

- صحيفته الجنائية بيضاء، لم تصدر ضده أحكام فى أى قضية من القضايا الـ18 المنسوبة إليه ما بين اختطاف وسرقة وحيازة سلاح، وكانت أطول مدة تم إلقاء القبض عليه فيها هى 18 شهرا متواصلة، بموجب قانون الطوارئ، وكان وقتها ابننا الأكبر «شهاب» عمره شهران، وخرج وعمره سنة ونصف السنة.

كيف بدأت علاقته بحمل السلاح؟

- مع الثورة كغيره من آلاف المصريين الذين حملوا السلاح لتأمين أنفسهم وممتلكاتهم، ولم يكتف حمادة بحماية استثماراته، بل شارك فى تأمين الفنادق والمساكن الخاصة، ويُسأل عن ذلك كبار تجارها، فبفضله شعر أهالى المدينة الذين لم يُسرق من أى منهم «كرسى واحد» بالأمن، رغم محاولات الهجوم التى تعرضت لها المنازل والمحال أكثر من مرة، كما أن الكثيرين يشهدون على استعانة الشرطة به لتأمين أقسام الشرطة ومنشآتها.

ألم تشعرى بالخوف عليه بسبب حمله السلاح وخوضه معارك معظمها بغرض تأمين أو حماية الغير؟

- كنت أخشى عليه بالطبع، لكنه دائما ما كان يردد لى عبارة «اللى بيعمل الخير أجره عند ربنا عمره ما بيروح، والموت هيجى لو حتى كنت فى البيت.. لكل أجل كتاب»، وعلى مدار الـ16 عاما كان يجلس مع نفسه لمحاسبتها على ما فعله، ويتحدث مع نفسه وربه بصوت عالٍ، وكثيراً ما كان يردد دعاء مشارى راشد «إلهى أنت تعلم كيف حالى»، كما كان يحرص على تعليم أولادنا اللغات، وكان يرى أنه لا يوجد أفضل من نصرة الحق، ليجده فى أولادنا، خاصة أنه كان يخشى أن تجبرهم الظروف على ما أجبر هو عليه.

هل فكر فى تسليم سلاحه لإنهاء مشكلته مع الشرطة؟

- لا أنكر أنه مل و«زهق» من كثرة مطاردة الداخلية له، فهو لم يدخل منزله، ولم يبت فيه ليلة واحدة من شهر إبريل الماضى، وعندما فكرت معه فى تلك المبادرة قال: «مين يآمن للداخلية، ممكن أروح أسلم لهم السلاح يعملولى بيه قضية»، خاصة أنهم عرضوا عليه أكثر من مرة أن يعمل معهم كمخبر، لكنه كان يرفض.

كيف جاءت فكرة تسجيله مقاطع فيديو ينشرها عبر الإنترنت وما كان الغرض منها؟

- عندما قطع طريق رأس البر، نشر أحد المواقع الإلكترونية، خبرا زعم فيه إلقاء القبض عليه، فلما علم بذلك قرر الرد على الموقع بنفس الوسيلة، فسجل أول مقطع فيديو له ينفى فيه الخبر، ثم سجل 6 مقاطع جديدة أول يوم العيد، وسيتم بثها على الإنترنت عبر موقع «يوتيوب» قريبا.