دعا رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة القيادي في حماس إسماعيل هنية، إلى عدم المشاركة في قمة دول عدم الانحياز المقرر عقدها في طهران، مستهجناً الدعوة التي وجهها إليه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
ولفت «فياض» في بيان إلى أن «هذه الدعوة تمثل ضربة لأحد أبرز منجزات شعبنا الفلسطيني، ألا وهو وحدانية التمثيل الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا».
واعتبر «فياص» الدعوة «تمثل تصعيداً خطيراً في موقف إيران المناوئ لوحدة الأرض الفلسطينية المحتلة ولدور السلطة الوطنية الفلسطينية في رعاية مصالح أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، بتكليف من منظمة التحرير»، مضيفا: «من المؤسف أن هذا الموقف المعادي من قبل النظام الإيراني أتى مستفيداً لما بدر من البعض، خاصة في الآونة الأخيرة، في اتجاه التعامل مع حركة حماس وكأنها عنوان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».
وانتقد «فياض» بشدة هذه الدعوات، معتبراً أنها تأتي «تحت مسمى الحرص على الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف الفلسطينية، وكأن السلطة الوطنية الفلسطينية طرف من أطراف متعددة وليست بيتاً لجميع الفلسطينيين بكل انتماءاتهم وفصائلهم في الضفة والقطاع».
واعتبر أن «استجابة إسماعيل هنية لهذه الدعوة الإيرانية المغرضة، إن حدث ذلك، ومن خلال تكريسها للانقسام السياسي على الساحة الفلسطينية، لن تكون إلا طعنة في خاصرة المشروع الوطني الفلسطيني، ولن تعود لذلك إلا بالضرر الفادح على سعي شعبنا لنيل حريته واستقلاله في كنف دولة مستقلة على كامل أرضه المحتلة منذ عام 1967، وتحصيل كل حقوقه وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية، والتي يعتبر دور السلطة الوطنية في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وفي إطار منظمة التحرير الفلسطينية، مكوناً أساسياً لها».
وناشد «فياض»، «هنية» بأن «يغلّب فلسطينيته ووطنيته على أي اعتبارات أخرى، واعتبر أن مبادرته لرفض دعوة الرئيس الإيراني ستسجل له كموقف تاريخي يضعه في موقف القائد المسؤول والغيور على المصالح العليا لشعبنا»، مضيفا: «كلي أمل في أن يستجيب الأخ إسماعيل هنية لهذه المناشدة بوحي من ضميره ووطنيته، وفي أن يجعل من هذا الموقف علامة فارقة في مسيرة الشعب الفلسطيني نحو الأفضل إن شاء الله».
من جانبه نقل موقع «دنيا الوطن» الفلسطيني عن الدكتور محمد عوض، نائب رئيس الوزراء في حكومة غزة، تأكيده على أن إسماعيل هنية سيحضر قمة دول عدم الانحياز التي ستنعقد في العاصمة الإيرانية طهران نهاية الشهر الجاري.
وقال «عوض»، السبت، إن مشاركة رئيس الوزراء هنية في أعمال القمة تؤكد حضور القضية الفلسطينية في المحافل الدولية والعربية والإسلامية، داعيا للتنسيق الفصائلي المشترك للخروج بورقة موحدة تجمع الكل الفلسطيني بعيداً عن أي مناكفات سياسية.
ودعا «عوض» السلطة الفلسطينية بالضفة للتنسيق المشترك مع الحكومة بغزة ووقف التهديدات بمقاطعة القمة، من أجل توحيد الخطاب الفلسطيني في القمة التي ستنعقد في طهران الخميس المقبل.