«المصري اليوم» مع أسرة شاركت فى ثورة يناير ومظاهرات أغسطس

كتب: ريهام العراقي الجمعة 24-08-2012 19:41

حلمهما فى دولة مدنية لكل المصريين كان الدافع وراء خروج الأسرة فى مظاهرات 24 أغسطس، وقد يختلف هذا اليوم فى شعاره إلا أنهما يتشابهان فى المشهد نفسه، ففى ثورتها الأولى خرجت تهتف «الشعب يريد إسقاط النظام»، إلا أنها اليوم قررت الخروج إلى الشارع لتنادى «يسقط.. يسقط حكم المرشد»، هما ليسا «فلولاً» وإنما «ثوار»، حسبما يعرّفان أنفسهما، انتخبا مرشحى حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، فى البرلمان، لكن أداءهم السياسى وأداء جماعة الإخوان دفعهما للخروج عليهم هذه المرة.

هنا وداخل إحدى الوحدات السكنية بمنطقة زينهم بحى السيدة زينب يعيش أيمن عبدالعزيز مع زوجته وأبنائه الثلاثة داخل شقة بسيطة، لا ينتمى إلى حزب يقوده أو على صلة بناشط سياسى يوجهه، وإنما فطرته وحدها هى من يفعل ذلك.

لم يكن يتوقع «عبدالعزيز» أنه سيأتى اليوم الذى يخرج فيه إلى الشارع للتظاهر مرة أخرى بعد إسقاط النظام السابق وخلع الرئيس، وإجراء انتخابات رئاسية نزيهة، فهو الذى بات يحلم بدولة مدنية وحياة أفضل لأبنائه بعد ثورة يناير، وجد أن «استفحال» جماعة الإخوان المسلمين -على حد قوله- فى الحياة السياسية أجبرته على النزول إلى الشارع للحد من سيطرتهم ومنع تحولهم إلى حزب وطنى جديد.

«لا أتوقع نجاح المظاهرات فى تحقيق مطالبها».. هكذا تحدث أيمن عبدالعزيز عن توقعاته، قائلاً: «خرجنا بعفوية فى مظاهرات 25 يناير دون ترتيب مسبق، وكنا نردد عيش ــ حرية ــ عدالة اجتماعية فى بداية الثورة ولم يكن فى خاطرنا خلع الرئيس السابق حتى قمنا بخلعه بعد مرور 18 يوماً فقط من الثورة، بعد حكم طال 30 سنة كاملة، وخرجنا اليوم لإسقاط حكم المرشد ولا نعلم نجاح المظاهرات من عدمه، إلا أن ما نعلمه جيداً أننا سننزل مرة واتنين وثلاث حتى تتحقق مطالبنا كاملة ولن نتنازل عنها مهما حدث لأن زمن السكوت انتهى».

وحول الفارق بين ثورة 25 يناير ومظاهرات 24 أغسطس يقول «عبدالعزيز»: «نزلت ميدان التحرير من يوم 25 يناير بعفوية ودون أى ترتيبات مسبقة لأشارك فى ثورة الشعب مثل أى شاب مقهور من النظام القديم، خرج ليدافع عن مطالبه الشرعية، وهتفنا بإسقاط النظام، وكنت أرى الموت بعينى فى كل لحظة، إلا أننا دافعنا عن حقنا حتى انتصرنا وقمنا بخلع الرئيس السابق، أما اليوم فقررت النزول إلى الشارع لإسقاط حكم الإخوان بعد أن استحوذوا على الحياة السياسية وللدفاع عن حقى وحق أبنائى فى دولة مدنية حلمنا بها الشهور الماضية».

خروج المظاهرات يومى 24 و25 أغسطس ليس لإسقاط الرئيس «مرسى» ولكن لإسقاط حكم «المرشد» وحزبه.. هذا ما أكده «عبدالعزيز» قائلاً: «نزلنا إلى الشوارع اليوم لإسقاط حكم (المرشد) وليس إسقاط (مرسى) لأن الفرصة مازالت سانحة أمام الرئيس مرسى لإثبات ولائه للشعب كله فقط وليس لجماعة الإخوان المسلمين ومرشدهم، وهذا ما يتعين عليه إثباته خلال الأيام القادمة، لأنه من المفترض أن يكون انفصل عنهم منذ لحظة توليه رئاسة الجمهورية، لكن اليوم أصبحت مصر حكراً على جماعة الإخوان المسلمين، ونحن اليوم نحاول التصدى لهم بطريقة سلمية مثل ثورة يناير لحماية (مرسى) منهم وتحقيق مطالب الثورة بإنشاء دولة مدنية لجميع المصريين».

ونفى «عبدالعزيز» أن يكون المشاركون فى مظاهرات 24 أغسطس من الفلول قائلاً: «مروجو شائعات خروج المتظاهرين من أعضاء الحزب الوطنى والفلول هم جماعة الإخوان المسلمون، من أجل إجهاض المظاهرات وإخضاعنا للأمر الواقع، فأنا لم أكن عضوا فى الحزب الوطنى يوما ما، وانتخبت الإخوان المسلمين فى الانتخابات البرلمانية لمنحهم فرصة ذهبية لإثبات ولائهم للشعب إلا أنهم خالفوا عهدهم وأصبحوا صورة طبق الأصل من الحزب الوطنى المنحل، ويريدون تكميم أفواهنا مثل النظام السابق، إلا أن خروجنا اليوم إلى الشارع سيثبت لهم أن المظاهرات السلمية هى قناتنا الشرعية فى توصيل صوتنا ومطالبنا».

وحول تبنى محمد أبوحامد الدعوة إلى مظاهرات 24 أغسطس، أشار «عبدالعزيز» إلى أنه ليس على علاقة به أو غيره من النشطاء السياسيين إلا أن أفعال الإخوان وحدها هى التى أجبرته على النزول إلى الشارع بطريقة عفوية يوم 24 أغسطس لاستكمال مطالب الثورة.

اتخاذها قرار ترك وظيفتها للتفرغ لتربية أبنائها لم يمنعها من متابعة الحركة السياسية فى مصر، فهى تحرص على مشاهدة القنوات الإخبارية وقراءة الجرائد، لتصبح على دراية جيدة بأفعال جماعة الإخوان المسلمين.. «أسماء يوسف على»، زوجة أيمن عبدالعزيز لم تكن أقل حماسا من زوجها، فهى التى شجعته على النزول إلى مظاهرات 24 أغسطس مثلما فعلت فى ثورة يناير، وتمنت بداخلها أن تعود مليونيات ميدان التحرير مرة أخرى لإسقاط حكم «المرشد» مثلما اسقط حكم «مبارك»، حتى يعلم الإخوان المسلمون أن الشعب المصرى يرفض وصايتهم عليه، قائلة: «أتمنى رؤية ملايين من المصريين اليوم بأسرهم متجمعين جنبا إلى جنب مرة أخرى لتعود روح ثورة يناير مرة أخرى، فأنا لم أتردد لحظة أخرى، فى النزول إلى الشارع لإسقاط حكم المرشد وحزبه بعدما ظهرت أطماعهم فى تحويل مصر إلى دولة دينية بدلا من مدنية». وأكدت «أسماء» أن الشعب المصرى فاق من غيبوبته ولن يرضى بشراء صوته مرة أخرى بالمال أو الزاد، فهما الوسيلة الوحيدة التى لا يعرف الإخوان المسلمون غيرها -على حد قولها- للوصول إلى المصرى البسيط، مشيرة إلى أن الشهيد خالد سعيد هو شرارة ثورة 25 يناير، أما ثورة اليوم فشرارتها طغيان جماعة الإخوان المسلمين لأننا لن نرضى أن نترك مصر يقودها مرشد الإخوان المسلمين، فإما أن نعيش بكرامة أو نلحق بشهداء ثورة يناير لأننا لسنا أقل منهم وطنية.