قال سفير إسرائيل الأسبق في مصر، زيفي مازل، إنه في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمحاولة إيجاد ميزات في الرئيس المصري محمد مرسي يسيطر هو بهدوء على قواعد القوة في البلاد.
وأضاف السفير الأسبق (من فترة 1996-2001)، في مقال تحليلي بـ«جيرازوليم بوست» أن مرسي تمكن من التخلص من رجال الجيش القدماء ليقوم هو بتعيين رجاله في الجيش من ضباط ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين فعليا، وبعد ذلك اتجه للسيطرة على الإعلام باستبدال حوالي 50 رئيس تحرير يعملون في مؤسسة الصحافة الحكومية، بالإضافة إلى حركة تغيير المحافظين التي من المنتظر صدورها في القريب.
وقارن مازل بين مبارك ومرسي، وقال إن الأول كان يختار جنرالات متقاعدين لشغل هذه المناصب الحساسة، على عكس الثاني الذي يختار المخلصين للجماعة فقط، مشيرا إلى أن أصحاب المناصب العليا في الوزارات والمنظمات الاقتصادية والثقافية يتم تغييرهم بشكل منهجي، قائلا إن ذلك يؤكد سيطرة الجماعة السريعة على البلاد.
وأضاف أنه وفقا لمراقبين كثر، يعتبر نشر قوات مصرية في سيناء محاولة للتأكيد على السيادة المصرية أمام إسرائيل أكثر من كونها عملا لمحاربة الإرهاب الإسلامي.
وعن كتابة الدستور الجديد، قال السفير إن الجمعية التأسيسية للدستور التي تتكون من أغلبية إخوانية وسلفية، مع مقاطعة القوى الليبرالية والعلمانية، لم تنتظر حكم المحكمة الدستورية العليا في سبتمبر المقبل، بل بالعكس تمكنت من وضع اللمسة الأخيرة على الدستور عن طريق كتابة مواد تخضع للشريعة الاسلامية وتراقب الإعلام وتحرم انتقاد الإسلام والرسول.
وانتقد زيفي مازل الرئيس المصري قائلا: «عندما قال مرسي إنه يريد دولة مدنية، كان قصده أنه يريد دولة لا تحكم عن طريق الجيش وليس المعنى العلماني للدولة»، وأضاف أن وعود مرسي بتعيين نائبة رئيس ونائب رئيس قبطي لم تتم بتعيين محمود مكي نائبا للرئيس وهو يعتبر أحد المتعاطفين مع الجماعة.
وقال السفير الإسرائيلي الأسبق إن الجماعة لا تزال تعمل بسرية تامة كما كانت تعمل في «سنين الاضطهاد» مع عدم وجود معلومات عن تمويلهم أو كيفية اتخاذ القرارات داخل الجماعة، منوهًا بعدم وجود كيان قانوني لها منذ أن حلها جمال عبد الناصر رسميًّا في سنة 1954.
وتساءل السفير عن إمكانية بقاء عمل الجماعة في الخفاء حتى بعد أن أصبح لها حزب سياسي وبرلمان تمتلك أغلبيته، وانتخاب واحد منهم كرئيس جمهورية، مشيرا إلى أنه حتى بعد إعلان مرسي أنه قدم استقالته من الجماعة لا يزال ولاؤه للقادة في الجماعة.
وعن القوى المعارضة، قال زيفي إن المعارضة المصرية تكبر حتى وهي منفصلة عن بعضها البعض، مع علم مرسي أن سيطرته ستقوي المعارضة، واختص السفير بذلك حزب حمدين صباحي الجديد الذي لا يزال تحت التأسيس، والجبهة الجديدة التي تسمى «الطريق الثالث» وتضم الأحزاب الليبرالية الثلاثة في البرلمان.
وانتقد زيفي مازل وضع حرية الصحافة في مصر، خاصة بعد غلق قناة الفراعين ومحاكمة توفيق عكاشة وإسلام عفيفي، رئيس تحرير جريدة الدستور بالإضافة إلى استدعاء رئيسي تحرير جريدة صوت الأمة والفجر، ومنع نشر مقالات رأي في جريدة الأخبار لكتاب معروفين بمعارضتهم للإخوان.
وأكد زيفي أن مرسي يسعى للسيطرة على القضاء المعروف باستقلاليته، لخوفه من أحكام المحكمة الدستورية العليا التي قد تنص على عدم شرعية الجماعة وحزب الحرية والعدالة، وبالتالي عدم شرعية منصب رئيس الجمهورية لمرسي.
وأنهى السفير الأسبق مقاله بقوله إن مظاهرات الجمعة 24 أغسطس هي امتحان حقيقي للإخوان، ولكن ذلك لن يمنع الجماعة من هدفها الأساسي: «مصر إسلامية تماما».