المرأة ما بين «عكاشة ومحفوظ»

كتب: اخبار الأربعاء 11-03-2020 00:51

المرأة والحارة. كانتا من أهم الركائز التى تناولها الأديبان أسامة أنور عكاشة ونجيب محفوظ، فى كتاباتهما، لكن لكل منهما تناوله المختلف عن الآخر. فالحارة وسكانها جزء من المجتمع، وموروث من العادات والتقاليد. وكان من السائد المقدس أن ابنة الحارة بمثابة الأخت، والحمية على بنت الجيران عندما يعترض طريقها عابث. أسامة أنور عكاشة جسد الحارة فى أعمال كثيرة، تبدو فيها روح التعاضد والمشاركة فى السراء والضراء، وانتصار الحب على الشر فى نهاية المطاف، بينما الحارة فى أعمال نجيب محفوظ صراع القوة للقيام بدور الفتوة والانتصار لمن يجيد الإمساك بالنبوت. المرأة فى أعمال أسامة أنور عكاشة تبدو عفيفة صبورة مكافحة مثال زينب فى الشهد والدموع، والطموحة الراغبة فى استكمال مشوارها التعليمى حتى النهاية رغم عادات القرية التى تقف عقبة فى تحقيق ذلك الحلم، مثال صفية فى أبواب المدينة، والمناضلة ضد الاحتلال مثال نعيمة فى زيزينيا؛ خلاف أعمال أديبنا الكبير نجيب محفوظ التى تبدو المرأة فيها إما ضعيفة خاضعة ذليلة بلا شخصية مثال أمينة فى الثلاثية، أو بائعة هوى مثال زقاق المدق، أو متاجرة بجمالها لمن يدفع أكثر مثال زهرة فى شهد الملكة من ملحمة الحرافيش، لذلك أدب نجيب محفوظ لم ينصف المرأة المصرية ولم يقدمها بالصورة اللائقة بما عليها من محاسن ومساوئ معا، فلم يبرز دورها الإيجابى فى تكوين الأسرة المصرية مثلما أبرزها أسامة أنور عكاشة، بل إن كتاباته وضعتها فى قالب المرأة اللعوب أو الساذجة إلى حد الغباء. خلاف أسامة أنور عكاشة الذى ساند المرأة فى أعماله ولم يظلمها حقها كونها نقية مثابرة تقف جنبا إلى جنب مع الرجل فى معترك الحياة.

حنان محمد عمار- أسيوط