الحكم بإعدام زوجة مسؤول صيني كبير مع وقف التنفيذ لقتلها مواطنًا بريطانيًا

كتب: أ.ف.ب الإثنين 20-08-2012 12:28

 

قضت محكمة صينية بإعدام زوجة مسؤول بارز في الحزب الشيوعي، مع وقف التنفيذ لمدة عامين، لقتلها مواطنا بريطانيا، وهو حكم سيخفف على الأرجح إلى السجن المؤبد، منهيًا بذلك فصلاً جديدًا في فضيحة هزت أعلى هرم الدولة.

وأصدرت محكمة مدينة هيفي، شرق البلاد، حكم الإدانة بحق المحامية الدولية جو كايلي (53 عاما)، زوجة المسؤول الصيني السابق بو تشيلاي، الذي تقلد أعلى المناصب في الدولة.

وغالبا ما تتحول الأحكام بالإعدام مع وقف التنفيذ في الصين، إلى حكم بالسجن مدى الحياة، بعد انقضاء فترة وقف التنفيذ دون أن يخل المدان بشروط وقف التنفيذ، ما يعني عمليا السجن لفترة 25 عاما، يطلق بعدها سراح المحكوم إذا لم يرتكب جريمة أخرى في السجن.

وقال المحامي هي جينشينج، وكيل الضحية البريطاني نيل هيوود، الذي كان مقربا لوقت طويل من عائلة بو قبل أن تتدهور العلاقات بين الطرفين: «نحترم القرار».

واعترفت المتهمة خلال محاكمتها، بأنها دست لرجل الأعمال البريطاني سما قاتلا في مشروب قدمته له ذات مساء في نوفمبر 2011، في فندق فخم في مدينة شونج كينج الكبيرة، التي كان زوجها سكرتير الحزب الشيوعي فيها.

وفور صدور الحكم، أعربت لندن عن «ترحيبها» بانتهاء المحاكمة ومحاكمة المتهمين بالجريمة.

وقالت السفارة البريطانية في بكين في بيان: «نرحب بقيام السلطات الصينية بتحقيق حول مقتل نيل هيوود، وبمحاكمتها أولئك الذين وجدتهم مسؤولين عن (الجريمة)».

وأضاف البيان: «لطالما عبرنا بوضوح للسلطات الصينية عن رغبتنا بأن تطبق المعايير الدولية لحقوق الإنسان في المحاكمات المتعلقة بهذه القضية، وكذلك أيضا عن رغبتنا بألا تنفذ عقوبة الإعدام».

وفي القضية نفسها حكمت المحكمة على جانج شياوجون، الموظف لدى عائلة بو، والمتهم بمساعدة المتهمة الرئيسية في هذه القضية على تنفيذ مخططها الإجرامي، بالسجن تسع سنوات.

كما حكم على 4 مسؤولين في الشرطة الصينية بعقوبات سجن تراوحت بين 5 و11 عاما وذلك بتهمة تضليل التحقيق في هذه القضية.

وقال ناطق باسم محكمة هيفي إن المسؤولين الأربعة تعمدوا إخفاء التحقيقات والتزوير لتغليب فرضية موت الضحية عرضا على مقتله عمدًا.

ومثلت جو كايلاي أمام المحكمة في 9 أغسطس الجاري في جلسة استماع دامت يوما واحدا فقط.

ويومها أوضحت المتهمة أنها تعاني من اكتئاب وأنها عاشت «كابوسا»، مضيفة، بحسب إفادتها التي نشرتها وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية، أن «هذه القضية سببت أضرارا كبيرة للحزب والبلاد ومن واجبي تحمل مسؤولية ذلك».

ونشرت هذه الوكالة محضرا طويلا من أكثر من 3500 كلمة للمحاكمة. وتضمن المحضر عناصر جديدة تشير إلى أن جو قتلت الرجل بدم بارد ولا سيما عندما أعدت بعناية محلولا يحوي مادة السيانيد السامة التي مزجتها بالشاي والنبيذ ونقلتها إلى غرفة هيوود.

وبينما كان البريطاني ثملا وممددا على سريره، جلست بقربه وسكبت السائل القاتل في فمه وهي تحدثه.

ولتوحي بأن الحادث انتحار أو عرضي بعثرت أدوية حول سريره وغادرت المكان بعدما علقت على باب الغرفة لافتة صغيرة كتب عليها: «الرجاء عدم الإزعاج».

وبحسب صيني حضر جلسة المحاكمة وطلب عدم كشف هويته فقد اعترفت المتهمة في اليوم التالي على وقوع الجريمة أمام، لوانج ليجون، قائد شرطة شونج كينج حينذاك والذراع اليمنى لزوجها، بأنها قتلت رجل الأعمال البريطاني.

وقد قام هذا الضابط بتسجيل الحديث ثم جاء بعينات من أنسجة جثة البريطاني، وبعد ثلاثة أشهر حين لم يعد بو تشيلاي راضيا عنه، قام هذا الشرطي المعروف بأساليبه القاسية بكشف كل ما يعرفه لدبلوماسيين أمريكيين.

وعلى الأثر انفجرت الفضيحة وأقيل بو تشيلاي، مما سبب سلسلة من الصدمات التي بلغت أعلى هرم النظام الشيوعي.