منابر الإسلاميين في العيد تبايع الرئيس.. وتحذر من مظاهرات إسقاطه

كتب: خالد كامل, شريف الدواخلي الأحد 19-08-2012 23:07

«الإسلاميون إيد واحدة».. هكذا تحدثت خطب العيد التى ألقاها الخطباء المنتمون للتيارات الإسلامية، إذ اتفقت معظم الخطب على ضرورة تقديم الدعم للرئيس محمد مرسى، ورفض تظاهرات 24 أغسطس الداعية لإسقاط حكم الإخوان المسلمين.

وشهدت ساحات الصلاة بعين شمس تنسيقاً بين الإخوان المسلمين والسلفيين، حيث امتلأ مسجد الرضوان السلفى بشباب وفتيات جماعة الإخوان، إضافة لحضور «ألتراس نهضاوى» مرددين أغانى مشروع النهضة، وعلقوا لافتات تحمل شعار «النهضة إرادة شعب» فى معظم الساحات والشوارع.

واتخذت خطب العيد مساراً سياسياً واضحاً، حيث حذر خطيب مسجد الرضوان من مظاهرات 24 أغسطس مطالباً المواطنين بعدم الانسياق وراء من سماهم«دعاة العودة لدولة مبارك».

وقام أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بتوزيع التمور والحلوى على المصلين والألعاب على الأطفال، وقال سيد جاد، عضو مجلس الشعب السابق عن الحرية والعدالة، إن العيد هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية، لأنه يأتى فى وجود رئيس مدنى لأول مرة بعد التخلص من الحكم العسكرى الذى دام 60 عاما.

وأضاف «جاد» لـ«المصرى اليوم»: فى السابق كان يتم منعنا من تأدية الصلاة فى الساحات، لكن مع «مرسى» الرجل الذى يحمل المرجعية الإسلامية سيتم نصرة الشريعة وسنة رسول الله.

وأشار إلى أن هذه المرحلة تتطلب التكاتف والتوحد ضد من يطالبون بعودة النظام القديم، وقال المهندس عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إن مجموعة من «المجاهدين» سافروا خلال الفترة السابقة لنصرة إخوانهم فى سوريا لإسقاط نظام بشار الأسد، وأكد «عبدالماجد» خلال خطبة العيد التى نظمتها الجماعة الإسلامية أمام السفارة السورية بجاردن سيتى أن الجماعة ستحتفل بسقوط الأسد قريباً، كما احتفلت بسقوط مبارك وبن على والقذافى.

وقال: عار علينا أن يهددنا مجموعة من المنحرفين بقلب نظام الحكم يوم 24 أغسطس، ونؤكد لهم أن جند الله لهم بالمرصاد ولن تستطيعوا فعل شىء، ولو كان تهديدكم لنا باللسان فسنقطع ألسنتكم، ولو وصل للعدوان باليد سواء على الممتلكات العامة أو قصر الرئاسة فسنقطع أيديكم.

وعقب الصلاة نظمت الجماعة الإسلامية مسيرة انطلقت من أمام السفارة السورية حتى السفارة الأمريكية، للمطالبة بالإفراج عن الدكتور عمر عبدالرحمن، وقال الدكتور مصطفى الغنيمى، عضو مكتب الإرشاد، إن المكتب يناقش الدعوات التى خرجت للتظاهر أمام قصر الاتحادية يوم 24 أغسطس لدعم «مرسى» وسيحدد موقفه منها خلال أيام.

وأعلنت الجبهة السلفية رفضها للدعوات التى تتطالب بالتظاهر والاحتشاد أمام قصر الاتحادية يوم 24 أغسطس لدعم الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، وإجهاض الثورة المضادة التى تطالب بإسقاطه، وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية: نرفض المشاركة فى التظاهر أمام قصر الاتحادية حتى لانعطى قيمة أكبر من حجمها للداعين لمظاهرة إسقاط الرئيس، خاصة أنهم لا ينتمون إلى نسيج الثورة، ولا يعبرون عن الشعب، وستشكل الجبهة السلفية لجاناً شعبية من شبابها للتواجد داخل مقار حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين لحمايتها من أى شخص يحاول حرقها أو الاعتداء عليها.

وأضاف الدكتور خالد سعيد، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» أن السلفيين ابتعدوا فى خطبة العيد فى معظم المحافظات عن الخط السياسى المباشر الذى يفرض وجهة نظر واحدة، لكن الخطب تناولت السياسة العامة التى تدعو إلى طاعة ولى الأمر وعدم الخروج على طوعه طبقاً للشريعة الإسلامية والنص القرآنى، فضلاً عن العمل لبناء المجتمع وتوحيد الصفوف والوقوف يداً واحدة ضد المخربين والحاقدين على هذا البلد.

وقال صلاح كمال الدين الطبرانى، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة بشمال سيناء، إن صلاة العيد بالمحافظة تضمنت دعوة المصريين إلى الالتفاف حول الرئيس، ومعاونته من أجل إنجاح مشروع النهضة، الذى هو لخير مصر وليس لفصيل معين دون غيره من المواطنين، كما يحب البعض من الساسة أن يصدر ذلك للشعب.

وقال الدكتور محمود دسوقى، الأستاذ بكلية دار العلوم بالقاهرة، فى خطبة العيد التى ألقاها بمسجد السلام بمنشأة رضوان بأكتوبر تحت عنوان «لحظات الألم والأمل فى حياة الأفراد والشعوب» إن الأمم كلها تمر بأحداث فارقة فى تاريخها شدةً ورخاءً لكن الأمل دائماً فى الخروج منها يكون فى الله وفى الثقة فى القيادة الصالحة.

وفى منطقة المعادى شهد مسجد الريان، أحد معاقل السلفيين، تواجداً كبيراً لأعضاء الأطياف الإسلامية، وطالب الدكتور سعيد رمضان، المرشح السابق للانتخابات البرلمانية، فى خطبته بالتخلى عن حالة التشدد والتشرذم التى تنتاب جميع الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة، حتى نستطيع أن نعبر بمصر إلى بر الأمان، وأن نبتعد عن انهيار الدولة.