رغم الأحداث الدامية التى تهز بلادهم منذ أكثر من 17 شهراً، لم تغب روح الدعابة عن السوريين، حيث إنها تظهر خلال المظاهرات وتحت القصف وعلى صفحات التواصل الاجتماعى على الإنترنت، ويتندرون بها على أنفسهم وعلى واقعهم، فى محاولة لتحويل مأساتهم إلى ابتسامات.
ولمدينة «حمص» حصة كبيرة فى هذه النكات، على الرغم من القمع والدمار اللذين لحقا بـ«عاصمة الثورة السورية»، حيث يتناقل السوريون أن «حمصياً كان يلهو بقذيفة أطلقتها القوات النظامية على المدينة ولم تنفجر. ولما حذره صديقه من أنها قد تنفجر، قال: لا تقلق، لدينا الكثير منها».
ويروي السوريون أيضاً أن أحدهم عاد إلى منزله مع دجاجة حية، وطلب من زوجته أن تذبحها وتطهوها، فذكّرته زوجته بأنهما اضطرا إلى بيع كل أدوات المطبخ بسبب الحاجة إلى المال، وأنه ليس لديهما غاز للطهى. فهتفت الدجاجة «يعيش بشار» فى إشارة إلى الرئيس السورى.
وبالتزامن مع دورة الألعاب الأوليمبية التى أقيمت مؤخراً فى لندن، احتلت الأخبار الرياضية الساخرة صفحات الناشطين المعارضين على «فيس بوك» لتعكس الواقع المعيشى فى سوريا، منها «المنتخب السورى يفوز بالميدالية الذهبية فى حمل جرات الغاز وصعود السلالم».
وقد كانت للانشقاقات فى صفوف النظام السورى حصة كبيرة من النكات، فبعد تداول أنباء عن انشقاق نائب الرئيس السورى فاروق الشرع، باتت النكتة الأكثر شيوعا تقول إن الأسد يجبر نائبه على النوم إلى جانبه فى فراش واحد فى الليل خوفا من هروبه، فيما تنام زوجته أسماء الأسد على الكنبة. أما انشقاق العميد مناف طلاس وتوجهه إلى باريس فقدفع بأحد المتظاهرين السوريين إلى رفع لافتة كتب عليها «كتائب شارل ديجول بقيادة العميد طلاس تسيطر على شارع الشانزليزيه»، وبعد انشقاق رئيس الحكومة رياض حجاب، ضجت صفحات الناشطين السوريين المعارضين بصور لمسؤولين جدد يقسمون اليمين أمام الرئيس «أقسم بالله ألا انشق وأن أبقى طرطوراً كما عهدتنى».