«الإسلام يعتبر جزءاً من نسيج أمتنا.. والمسلمون الأمريكيون يساهمون فى تقوية بلادنا وإثراء حياتنا».. هكذا كانت كلمات الرئيس الأمريكى باراك أوباما لتهنئة مسلمى بلاده مطلع شهر رمضان، وهو الشهر الذى يقبل فيه مسلمو الولايات المتحدة على الاحتفال بهويتهم الإسلامية من خلال الالتزام بالصيام وقيام الليل وأداء صلوات التراويح.
وفى الوقت الذى دعا فيه «أوباما» عدداً من مسلمى المجتمع الأمريكى إلى وليمة إفطار رمضانى على شرف البيت الأبيض، يُقيم المسلمون الأمريكيون إفطاراً جماعياً شبه يومى فى ولاياتهم، وأكثرهم نشاطاً هى واشنطن ونيويورك وبوسطن وسان فرانسيسكو وشيكاجو، فضلاً عن دعوات أكثر من 3 آلاف مركز إسلامى ومسجد فى أنحاء الولايات المتحدة إلى الإفطار الجماعى لتوطيد العلاقات بين بعضهم.
واعتاد مسلمو أمريكا، الذين يبلغ عددهم نحو 10 ملايين فى سائر الولايات المتحدة، على الذهاب إلى مساجد بلادهم التى ينحدرون منها، فالباكستانيون لهم مساجدهم، وللهنود مساجدهم، وكذلك الأمر بالنسبة للمصريين والأتراك، والإيرانيين، وهى المساجد التى يتجمع فيها مسلمون من مختلف الأجناس والثقافات تحت لغة واحدة، هى اللغة الإنجليزية.
أما المسجد الأكبر الذى يقبل عليه المسلمون فى الشهر الكريم هو «المسجد الأمThe Mother Mosque«، والذى تم بناؤه فى فبراير 1934 فى مدينة «أيوا» االمعروفة باسم «قلب أمريكا».
وحالياً، يعقد إمام المسجد، الشيخ طه عطا، إفطاراً جماعيا كل أسبوع يعقبه محاضرة عن أهم الأحداث التاريخية التى عاصرها شهر رمضان على مر التاريخ. وتعبيراً عن روح التضامن بين فصائل المجتمع الأمريكي، أصر قس الكنيسة الميثودية فى مدينة «دالاس» الأمريكية على صيام شهر رمضان كاملاً مشاركة لصديقه وجاره المسلم إمام الجمعية الإسلامية بمقاطعة كولين «الشيخ ياسين»، حيث دعا القس «فيس ماغرودر» جميع المسيحيين إلى تجربة الصيام، لافتا إلى أنه يريد تعميق الجانب الروحانى فى شخصيته بعد أن لاحظ أثر الصيام على المسلمين.
وعبر القس عن سعادته وهو يجيب عبر موقعه عن أسئلة الآلاف الذين اجتذبتهم التجربة، مبينا أنه حضر صلاة الجماعة مع المسلمين وشارك فى قراءة القرآن، وأنهم يعاملونه كأنه فرد من المجتمع المسلم، ودعوه لعدة إفطارات خلال الشهر الكريم.
ولتعريف المواطنين الأمريكيين عن الدين الإسلامى، أنتج مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» فيديو استرشادياً لجميع قيادات المساجد والمراكز الإسلامية فى الولايات المتحدة، يهدف إلى التقليل من التحيز ضد المسلمين فى المجتمع الأمريكى، بالإضافة إلى توزيع كتيب بعنوان «مرحبا بكم فى إفطار رمضان» والذى يجيب عن أسئلة كثيرة واستفسارات عن الشهر الكريم.