اعتبرت صحيفة «تايمز» البريطانية، تعيين الدكتور «أحمد الطيب» رئيساً لمشيخة الأزهر، جاء في وقت حاسم لتحسين صورة الإسلام في العالم، واصفه الطيب بأنه "مدافعاً قوياً" عن نهج حديث ومعتدل للإسلام، و"من أشد المنتقدين" لجماعة الإخوان المسلمين، والحركات الإسلامية "المتطرفة"، مضيفة أن بريطانيا تلعب دوراً رئيسياً في تعزيز هذا الهدف عن طريق وعظ المسلمين المعتدلين من خلال الأزهر.
وأكدت الصحيفة أنه بتعيين الطيب تعززت مشاركة المجلس الثقافي البريطاني، مرجعه ذلك إلى خلفيته العلمية حيث أنه حاصل على الدكتوراه من جامعة السوربون، ويعتقد أيضاً و"بقوة" في الروابط بين الأديان، وزار بريطانيا عدة مرات، وشارك في المؤتمرات التي نظمها مركز كامبريدج للحوار بين الأديان.
ورصدت الصحيفة إنشاء المجلس الثقافي البريطاني لبرنامج يقوم بإرسال المعلمين إلى الأزهر لتدريس اللغة الإنجليزية لرجال الدين المسلمين لتمكينهم من الوصول إلى شبكة الإنترنت وإلى الملايين من المسلمين الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية، والهدف هو مساعدة الأزهر الشريف، من أجل تعزيز الفهم الدقيق للإسلام.
وتابعت الصحيفة أن الدكتور «محمد سيد طنطاوي»، الرئيس السابق لمشيخة الأزهر، فعل الكثير لتحديث المناهج وتدريب الأئمة، وكان يحظى باحترام واسع في الغرب، مستشهدة بقول «هيلاري كلينتون» وزيرة الخارجية الأمريكية، حين وصفته بأنه "صوتاً مهماً للحوار بين المؤسسات الدينية والمجتمعات المحلية"، مضيفة أن طنطاوي كان له نقاد في العالم الإسلامي، يقولون عنه "ليبرالياً جداً" و"قريب جداً من الحكومة المصرية"، ويتهمونه بإصدار الأحكام التي "تعزز برنامج الحكومة المصرية السياسي على حساب استقلال الجامعة الدينية".
وتابعت الصحيفة أن الطيب لديه علاقة عمل وثيقة مع «ريتشارد شارتر» أسقف لندن، وأن مبادرة المجلس الثقافي البريطاني ضرورية لمساعدة الإسلام على التغلب على ارتباطه في الكثير من دول الغرب بالإرهاب والتطرف.
ورصدت الصحيفة أن الحكومة المصرية "تحكم قبضتها بقوة على الأزهر"، من خلال تعيين رئيس الجامعة والتحكم بميزانيته، متوقعة أن رئيس الجامعة الجديد، سيعزز استقلالية الأزهر في ظل تبني التكنولوجيا الرقمية واللغة الإنجليزية.