قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تحكم قطاع غزة، الاثنين، إن الرئيس محمد مرسي يفرض المعاناة ذاتها على القطاع تماما كما كان يفعل الرئسي السابق مبارك.
وتساءل وزير الداخلية بالحركة، فتحي حماد: «كنا نعاني كثيرا في عهد نظام مبارك الظالم فلماذا علينا أن نعاني في زمن مصر الثورة والديمقراطية؟».
وأضاف في بيان: «المطلوب من القيادة المصرية إعادة فتح المعبر لتخفيف معاناة الفلسطينيين الراغبين بالسفر من الطلبة والمرضى وحملة الإقامات والمعتمرين».
وأكمل «حماد» في لهجة حادة غير معتادة: «ما ذنب غزة أن يضيق عليها وفي ذات الوقت تفتح معابركم مع الاحتلال (إسرائيل)، فإن لم تكن فلسطين بين أعينكم فعليكم تعديل البوصلة والمسار».
وكانت مصر قد أغلقت معبر رفح قبل أسبوع بعد أن قتل مسلحون بالرصاص 16 فردا من قوات حرس الحدود قرب الحدود مع غزة قبل شن هجوم على إسرائيل.
ونفت «حماس» الاتهامات التي وجهها البعض لها بأن بعض المهاجمين عبروا من غزة واتهمت مصر بفرض عقاب جماعي على الفلسطينيين.
وكانت «حماس» تعتقد أن رئاسة مرسي ستكون بداية فترة جديدة من العلاقات الجيدة بين غزة والقاهرة، لكن هذا لم يتحقق بعد بسبب اعتبارات استراتيجية متعلقة بمعاهدة سلام كامب ديفيد التي وقعتها مصر مع إسرائيل عام 1979 وما يرتبط بها من مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة.
وبعد هجوم سيناء، أمرت «حماس»، على الفور، بإغلاق نحو ألف نفق تهريب بامتداد الحدود مع مصر لمنع اختراق محتمل من مهاجمين.
وظل عدد من الأنفاق يعمل لجلب الغذاء والوقود ومواد البناء إلى غزة لكن «حماس» تقول إنها ستكون مستعدة لإغلاق كل الأنفاق إذا وافقت مصر على تحدي إسرائيل والسماح بمرور البضائع عبر رفح.
وتفرض إسرائيل رقابة شديدة على كل الواردات التي تصل غزة لمنع وصول السلاح إلى «حماس» التي ترفض الاعتراف بإسرائيل.
وفي دعوة تبرز حجم الانقسامات الشديدة داخل المجتمع الفلسطيني، حث الخصوم السياسيون لـ«حماس» مصر على تدمير كل الأنفاق وحرمان الحركة من الرسوم التي تقدر بملايين الدولارات والتي تفرضها على المنتجات المهربة.
وقال أمين عام الرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، «إن تلك الأنفاق التي ساهمت في تكريس حالة الانقسام الفلسطيني في غزة قد أصبحت ومنذ فترة تشكل تهديدا لأمن مصر القومي ولوحدة الشعب الفلسطيني واستقرارهما ومصالحهما الحيوية.»
و أضاف «إن الأنفاق لا تخدم إلا فئة صغيرة من ذوي المصالح والاعتبارات الخاصة والضيقة العابثين والمستهترين بالأمن والمصالح العليا لمصر وفلسطين على جانبي الحدود ممن أثروا بسبب تجارة التهريب غير الشرعية على حساب مصلحة الوطن والمواطن».
وانتقدت «حماس» تصريحاته ووصفت الأنفاق بأنها «عصب الحياة بالنسبة لسكان قطاع غزة».