قالت صحيفة «صنداي تليجراف» البريطانية، الأحد، إن مدينة حلب السورية تشهد حاليًا سلسلة متواصلة من الاشتباكات العنيفة الدموية، حيث تحولت المعركة الرئيسي في الثورة السورية إليها، وشبّهتها بمدينة ستالينجراد الروسية، التي دُمرت تمامًا في الحرب العالمية الثانية لكنها صمدت مع ذلك أمام الزحف النازي.
وأضافت الصحيفة أن حركات المعارضة السورية لا تزال تتحدى القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، رغم أنها تشن أبشع الحملات ضدها، مشيرة إلى أن حلب تتحول بشكل تدريجي إلى غبار، نتيجة القصف المستمر من جانب الدبابات، والطائرات التي تحلق في سمائها.
ونقلت الصحيفة عن عبد العزيز السلامة، الرئيس المؤقت لمجلس الثورة في حلب، قوله «إن ما يحدث في سوريا حرب أهلية تدمر الدولة»، مؤكدًا صمود المقاتلين وعدم استسلامهم، حتى إن انهارت المدينة.
ونوهت الصحيفة بأن الجيش السوري الحر انسحب في بداية العام الجاري من معاقله في عدد من المدن السورية مثل حمص، عندما ارتفعت الخسائر البشرية بعد قصف القوات السورية، إلا أن مجلس الثورة في حلب يؤكد أن الأمر يختلف كثيرًا في المدينة، فهي مثل مصراتة الليبية التي صمدت أمام قصف قوات القذافي، ومدينة ستالينجراد الروسية التي صمدت ضد القوات النازية في الحرب العالمية الثانية، رغم تعرضها للدمار الشامل.
وأضاف عبد العزيز سلامة أن الأسد دمر حمص، كما دمر كلا من حماة ودرعا من قبلفي الوقت الذي كان العالم يكتفي بإصدار بيانات الشجب والإدانة دون أي تحرك.
وأكدت صحيفة الصنداي تليجراف أن «حلب لم تتحول بعد إلى ستالينجراد أو حتى حمص، ورغم الخراب الذي حل ببعض مناطقها ودمار بعض مبانيها، فإن المدينة شهدت هذا الأسبوع قصفًا لا هوادة فيه، في ظل موجة الهجوم التي يشنها الجيش السوري على حي صلاح الدين الذي يعتبر بمثابة المدخل الرئيسي للمناطق الشمالية في المدينة، التي تقوم فيها قوات المقاومة بحصار بعض أفراد الجيش منذ ثلاثة أسابيع».
ومضت الصحيفة في تعليقها أنه «في ظل مخاوف جيش النظام السوري من إرسال قوات برية، حيث يخشى انشقاقها وانضمامها إلى قوات المقاومة، تكتفي قوات النظام الآن بهجماتها الجوية التي تستهدف مواقع المقاومة، وعلى ما يبدو فإن طائرات الميج التي تستخدمها قوات النظام السوري لا تملك التكنولوجيا الكافية التي تمكنها منحسم الصراع ضد المقاومة، مثلما فعلت طائرات الناتو فوق ليبيا العام الماضي».
ورأت الصحيفة أن صواريخ الطائرات السورية تفتقر إلى الدقة في التصويب، فقد أخفقت في إصابة مقر قيادة الجيش السوري الحر بحوالي 20 مترًا، مما أسفر عن إلحاق الخسائر بمنزل خلفها، ومقتل تسعة أفراد، من بينهم رجال ونساء وأطفال.
وتابعت الصحيفة أن افتقار الدقة في التصويب تكرر أكثر من مرة، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا في أحد المخابز الذي كان قريبا من أحد المراكز التي تستخدمها المقاومة كمركز إعلامي لها.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه رغم أن كلاً من تركيا والولايات المتحدة لا يقومان بإمداد المقاومة السورية بالسلاح، لكنهما يعملان على توجيه تلك الأسلحة إلى الوجهة المقصودة، وتلافي وقوعها في أيدي متطرفين، وأنهما يفضلان التعامل فقط مع الجماعات العلمانية المنشقة عن النظام، وجماعة الدعم السوري التي تتخذ من واشنطن مقرًا لها.