«الخلايا النائمة» تتبنى خليطاً من الأفكار السلفية والجهادية والتكفيرية وأعضاؤها مستعدون للتعاون مع أى قوى عنف داخلية أو خارجية
«السلفية»: الأكثر انتشاراً ومركزها «العريش».. ومالك أحد الأنفاق: فك الحصار عن غزة جهاد أعظم من حمل السلاح
هى جماعات تتبنى أفكاراً قائمة على تكفير الحاكم الذى لا يطبق شرع الله، وتنسحب على من دونه من أركان نظام حكمه، وصولا إلى قاعدة المجتمع البعيدة عن شرع الله، ونشطت هذه الجماعات فى عقد التسعينيات. وتتشابه أفكار الجماعات التكفيرية المختلفة، دون أن يجمعها إطار تنظيمى واحد، ويطلق أهالى سيناء على أعضاء هذه التنظيمات اسم «التكفير والهجرة»، أو «التكفيريين»، وتنتشر هذه الجماعات بالمنطقة الحدودية ووسط سيناء، بل فى بعض المناطق بمدينة العريش، حيث أعلنت إحدى هذه الجماعات عن نفسها بعد ثورة يناير، مستغلة حالة الفراغ الأمنى التى عانت منها سيناء، وأطلقت على نفسها اسم «تنظيم الرايات السوداء». ولا ترى الجماعات التكفيرية غضاضة فى استهداف المدنيين، كونهم أبناء مجتمع كافر لا يقيم حدود الله، وتسبب بعضها فى إثارة الفزع بمناطق مختلفة بالعريش خلال الأشهر الماضية، بعد تعديها على بعض المواطنين وأصحاب المحال، ودعوة بعضها لتطبيق الشريعة بالقوة، لذلك لا يحظى أبناء هذه الجماعات بأى تعاطف من أبناء سيناء، وينتشر العدد الأكبر من هذه الجماعات فى المنطقة الحدودية، خارج المدن، وفى منطقة الوسط. وتمتلك معظم هذه الجماعات أسلحة، لكن بشكل غير تنظيمى، ودون تدريب منظم كالذى تتلقاه الجماعات الجهادية. وتميل معظم الجماعات التكفيرية فى سيناء إلى الانغلاق على نفسها، ولا تميل إلى الاتصال تنظيميا بأى جماعات إسلامية أخرى، وتقوم أفكارها على تكفير جنود وضباط الشرطة والجيش بشكل واضح، باعتبارهم جنود الحاكم الكافر، وأدواته لتوطيد حكمه المخالف للدين والشريعة، حسب أفكارهم، لكنهم لم يعلنوا مسؤوليتهم عن أى من العمليات التى استهدفت قوات الجيش والشرطة بالمنطقة الحدودية على مدار الأشهر الأخيرة، وإن أشارت أصابع الاتهام إليهم فى بعض الحالات.
«الجهادية»: تنتشر فى «رفح» و«الشيخ زويد» وتتلقى تدريبات عسكرية شبه منتظمة وتنقل السلاح للجهاديين الفلسطينيين
جماعات تتبنى أفكار تنظيم القاعدة، لكنها لا تتصل بها تنظيميا، وتقترب أفكار هذه الجماعات من فكر الجماعة الإسلامية فيما يخص الجهاد باعتباره الفريضة الغائبة عن حياة المسلمين، «والهدف من الجهاد إقامة الدولة الإسلامية، وإعادة الإسلام إلى المسلمين، ثم الانطلاق لإعادة الخلافة الإسلامية من جديد»، حسبما يقول أحد أعضاء هذه الجماعات، ولا تأخذ الجماعات الجهادية فى سيناء شكلا تنظيميا واحدا، حيث يتواجد على أرض سيناء عدد كبير من الجماعات الجهادية مختلفة المسميات والأهداف، أشهرها وأكبرها «الجهاد والتوحيد»، و«أنصار الجهاد»، و«السلفية الجهادية»، وأحدثها تنظيم «مجلس شورى المجاهدين- أكناف بيت المقدس». ويحمل أعضاء هذه الجماعات السلاح، ويتلقون تدريبات عسكرية شبه منتظمة على يد بعض أعضاء الجماعات الجهادية الفلسطينية، حيث يتصل عدد من هذه الجماعات بجماعات جهادية فلسطينية، خاصة أن عدداً كبيراً من المنتمين للجماعات الجهادية الفلسطينية كان ينتقل لسيناء هربا من الحصار، أو للتدريب فى بعض المناطق الصحراوية البعيدة عن أى رقابة بوسط سيناء، فضلا عن تعاون الجماعات الجهادية الفلسطينية مع نظيرتها المصرية فى نقل السلاح لغزة عبر الأنفاق، وفى إخفاء بعض عناصرها حال توتر الأوضاع بالقطاع. وشهدت سيناء فى الأشهر الأخيرة إعلان عدد من التنظيمات الجهادية المرتبطة بتنظيمات جهادية فلسطينية عن وجودها بشكل رسمى، وإعلان بعضها مسؤوليته عن تنفيذ بعض العمليات داخل الحدود الإسرائيلية، مثل جماعة «مجلس شورى المجاهدين- أكناف بيت المقدس» التى تبنت العملية التى استهدفت دورية تابعة لجيش الاحتلال داخل الحدود الإسرائيلية فى ١٨ يونيو الماضى عبر شابين مصرى وسعودى، وتحدث منفذا العملية وكادرا هذه الجماعة عن تفاصيل العملية فى مقطع فيديو تم نشره عبر موقع يوتيوب، وتناقلته المواقع الجهادية المصرية والفلسطينية على نطاق واسع بمجرد نشره فى 19 يونيو، بعد يوم واحد من تنفيذ العملية، كما تبنت الجماعة نفسها التفجير الأخير لخط الغاز قرب مدينة العريش. وتنتشر معظم الجماعات الجهادية فى منطقة الشريط الحدودى، خاصة مدينتى رفح والشيخ زويد، وفى منطقة الوسط، وترتبط فكرة الجهاد عن هذه الجماعات بالقضية الفلسطينية بشكل أساسى، لكن بعض الجماعات الجهادية انحرفت عن هذه الأفكار إلى فكرة تكوين إمارة إسلامية مركزها سيناء، لتكون نواة لدولة الخلافة، وينسب إلى هذه الجماعات - مع بعض الجماعات التكفيرية - استهداف نقاط وكمائن الشرطة منذ بداية ثورة يناير لمنع عودة الأمن إلى رفح والشيخ زويد، لإحكام سيطرتها على منطقة الشريط الحدودى استعدادا لإعلان الإمارة، حيث وصل عدد الهجمات التى تعرضت لها الأكمنة والنقاط الأمنية التابعة لوزارة الداخلية إلى أكثر من 20 هجوما، بالإضافة إلى الهجمات الأخيرة التى استهدفت النقاط التابعة للقوات المسلحة. ولم تعلن الجماعات الجهادية موقفا واضحا من العمليات التى تستهدف نقاط التأمين والكمائن التابعة للشرطة أو للقوات المسلحة، وإن نفى بعضها مسؤوليته عن الحادث الأخير الذى استهدف نقطة حرس الحدود قرب قرية الماسورة بمدينة رفح، دون أن يعلن موقفه من استهداف جنود الجيش المصرى، ودون أن يصف أياً من ضحايا الحادث بـ«الشهداء» أو يستنكر الهجوم عليهم بأى شكل.«الخلايا النائمة»: خليط من الأفكار السلفية والجهادية.. ومراقب: نشاطها فى العمل المسلح يرتبط بوجود دعم مالى
بسبب صعوبة الحصول على معلومات من أعضاء هذه الجماعات أنفسهم، جمعت «المصرى اليوم» معلومات من أعضاء الجماعات الجهادية والسلفية الذين يعرفون أعضاء هذه الخلايا النائمة بشكل شخصى. يقول أحد أعضاء التنظيمات الجهادية بمنطقة وسط سيناء، رفض الإفصاح عن اسمه: «الخلايا النائمة هى جماعات إسلامية تنتهج خليطا من الأفكار السلفية والجهادية والتكفيرية، لكن معظمها لا يعمل بشكل تنظيمى، ولا يوجد بينها رابط فكرى أو تنظيمى، وتنتشر هذه الجماعات بمناطق مختلفة فى سيناء، بدءا بمدينة (بئر العبد) البعيدة عن سيطرة الجماعات الإسلامية المعروفة، وصولا إلى منطقة الشريط الحدودى، مروراً بمنطقة وسط سيناء، وحتى مدينة العريش». ويضيف: «لا تعلن معظم هذه الجماعات عن نفسها تنظيميا، حيث تظهر فى صورة مجموعات صغيرة من الإسلاميين، تواظب على الاجتماع بشكل منظم، وتعد الأكثر خطرا بين الجماعات الإسلامية»، حسب وصفه، معللا ذلك بالقول: «يسهل تنشيطها للعمل المسلح ودفعها لتنفيذ عمليات جهادية بمجرد وجود من ينظم أفكارها أو يوفر لها الدعم، سواء من ناحية التمويل أو التدريب، وبالتالى يمكن استغلالها بسهولة فى تنفيذ عمليات ضد أى أهداف داخل سيناء أو خارجها، وقد تكون متورطة فى العملية الأخيرة التى استهدفت نقطة قوات حرس الحدود بقرية الماسورة، لأنها عملية نوعية مقارنة ببقية العمليات التى استهدفت قوات الأمن بسيناء خلال الأشهر الماضية»، حسب قوله.