التليفزيون الرسمي يحصد صفرًا جديدًا في تغطية هجوم سيناء

كتب: محمد طه, وفاء يحيى الثلاثاء 07-08-2012 20:29

 

ساد الغضب والحزن الشارع المصرى، بسبب التغطية الإعلامية لحادث الهجوم الإرهابى فى سيناء، الذى أسفر عن استشهاد 16 من جنود وضباط القوات المسلحة وإصابة 7 آخرين، فيما قال عدد من خبراء الإعلام والناشطين إن الإعلام الرسمى تميز بالبطء فى متابعة الحادث، واهتم بعدم تغيير خريطة المسلسلات، حرصا على موارد الإعلانات، أكثر من اهتمامه بتعرض جنود مصريين لحادث إرهابى، كما انتقدوا الاعتماد على الإعلام الإسرائيلى فى الحصول على المعلومات، وكذلك تأخر رد الفعل وبيانات التوضيح من الجانب المصرى.

وفى الوقت الذى أرسلت فية المواقع والوكالات الإسرائيلية العديد من البيانات والنشرات عن حادث مقتل الجنود المصريين أثناء تناول وجبة الإفطار، اكتفى التليفزيون المصرى بعرض الخبر فى شريط الأخبار أثناء عرض مسلسل «فرقة ناجى عطاالله»، ولم يكن هناك اهتمام من جانب الإعلام الحكومى بقدر الاهتمام بعرض المسلسلات، وحرص المسؤولون على عدم قطع أو تغيير مواعيد عرض تلك الأعمال، على عكس معظم القنوات الخاصة التى حاولت جاهدة أن توضح الخبر سواء من خلال معلومات من المواقع الإسرائيلية أو من خلال مراسل بعض الصحف فى مكان الحادث.

من جانبه، قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إنه من الواضح أن الجانب الخبرى لدى التليفزيون المصرى تميز بالبطء وعدم السرعة، وعدم اهتمام بالخبر، فيما كان الاهتمام الأكبر بعرض المسلسلات، مؤكداً أن التليفزيون المصرى اكتفى ببث كلمة الرئيس محمد مرسى والاهتمام بها، رغم أنها جزء من التغطية وليست كلها، وكان من الممكن التعامل مع الخبر من زوايا أخرى عن طريق التحليل وعرض بعض وجهات النظر، لكن من الواضح أنه لا توجد سياسة إعلامية واضحة للإعلام، ولفت إلى أن هناك غياباً للمرونة فى نقل الأخبار، ووجود اهتمام أكبر فى القنوات المصرية كلها بعرض المسلسلات.

فيما قال الدكتور فاروق أبوزيد، نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، عميد كلية الإعلام، إنه من الواضح عدم توافر المعلومات بالنسبة للصحف أو القنوات الخاصة لأنها فى الأساس معلومات أمنية، ومن الواضح أيضا أن وزير الإعلام ورئيس الحكومة لا توجد لديهما معلومات عن الحادث، كما أنه لا يوجد مراسل صحفى أو تليفزيونى قوى يمكن الاعتماد عليه فى مكان الحادث، لذا لم نر تغطية إعلامية قوية للإعلام الرسمى، على عكس القنوات الخاصة التى اهتمت بعرض الخبر بشكل عاطفى لعدم وجود معلومات متاحة لديها.

من جانبه، قال طارق الفطاطرى، رئيس قناة المحور الخاصة، إنه لا توجد فرصة للتحرك السريع إلى مكان الحدث، كما أن طبيعة شمال سيناء حساسة إلى حد ما، وهناك تباطؤ فى الجانب الرسمى، متمثلا فى الحكومة، فى إصدار بيانات أو توضيح المعلومات.

فيما حاولت «المصرى اليوم» الاتصال بقيادات ماسبيرو، ومن بينهم صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، وإبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار، إلا أنهم لم يردوا على هواتفهم المحمولة.

وأكد عدد من العاملين بالقنوات الخاصة أن على عبد الرحمن، رئيس قطاع القنوات المتخصصة، قرر تغيير خريطة القنوات ومنع بث الفواصل الإعلانية التى تحتوى على مقاطع رقص أو أغان مراعاة لحالة الحزن التى يعيشها المجتمع.

وقامت قناة «سى بى سى +2» بوقف خريطة برامجها، وبثت شاشة سوداء وتعزية لأسر الشهداء والشعب المصرى، كما انتقلت إلى بث مباشر لخيرى رمضان ومعتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، لتحليل أحداث سيناء وزيارة «مرسى»، وقامت القناة ببث عدد كبير من الأدعية والأناشيد الإسلامية.

وكانت قناة«on tv»  أولى القنوات فى وقف بث المسلسلات والإعلانات وإعلان حالة الحداد على أرواح الشهداء، فيما اكتفت باقى القنوات الخاصة بتمرير شريط التعازى أسفل الشاشة دون وقف أو تغيير خريطة البرامج والمسلسلات.