الجيش الثاني يكثف تشكيلاته حول «جبل الحلال» بسيناء للتجهيز لعملية عسكرية

كتب: محمد البحراوي الثلاثاء 07-08-2012 16:12

 

بدأت قوات الجيش الثاني الميداني بمحافظة شمال سيناء تكثيف تمركز تشكيلاتها في الطرق المؤدية إلى «جبل الحلال» مأوى اختباء عدد كبير من العناصر الإرهابية بسيناء، ووصلت فجر الثلاثاء إمدادات كبيرة عبارة عن مدرعات ودبابات وعدد كبير من الجنود إلى المنطقة.

وقال أحد قادة التشكيلات المقاتلة في رفح، رفض ذكر اسمه: «إن القوات المتواجدة تستعد حالياً لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في عمق جبل الحلال وما حوله من مناطق جبلية لمحاولة تجفيف البؤر الإجرامية في هذه المنطقة، وأشار المصدر إلى أن قوات الجيش ستساندها أعداد كبيرة من العمليات الخاصة بوزارة الداخلية، بالإضافة إلى دعم جوي بعدد من طائرات الهليكوبتر التي تقوم حالياً باستطلاع المنطقة وتصويرها، تمهيدًا لمعرفة طرق الاقتحام ودراسة معالمها بشكل يسمح بدخول القوات دون عوائق كبيرة.

وظهرت في محاور الطرق أعداد كبيرة من المدرعات التابعة لوزارة الداخلية، كما ظهر عدد من حاملات الدبابات والمدرعات التي تحمل عددًا كبيرًا من المدرعات في طريق رفح الدولي وطريق معبر كرم أبو سالم، كما ظهر عدد كبير من ضباط وجنود القوات المسلحة ضمن عدد من الأرتال العسكرية التي اصطفت على جانبي الطريق وفي مسافات قريبة من الطرق داخل صحراء سيناء.

وذكر مصدر أمني أنه لم يتم بعد اتخاذ قرار بموعد بدء العملية العسكرية في منطقة «جبل الحلال» التي فر إليها عدد من الإرهابيين الذين قتلوا الجنود بعد أن استهدفهم سلاح الجو الإسرائيلي عندما سرقوا المدرعة واقتحموا بها معبر كرم أبو سالم إلى الجانب الإسرائيلي.

وذكر حسن خلاف، أحد شهود العيان بمنطقة معبر كرم أبو سالم لـ«المصري اليوم»، أن الإرهابيين الذين كانوا يركبون المدرعة والسيارة «تويوتا كروز» التي كانت خلف المدرعة لم يقتلوا جميعهم، لأن الطائرة استهدفت المدرعة فقط، ولم تنجح في ضرب السيارة، لأنها عادت مسرعة إلى داخل الحدود المصرية وسلكت طريقًا رمليًا داخل منطقة الحدود مؤدي إلى جبل الحلال، كما أن السيارة الأخرى التي كانت تنتظر في الجانب المصري ولم تخترق المعبر فرت خلف السيارة الأولى، بالإضافة إلى السيارة «تويوتا 2 كابينة» التي قامت بتصوير الجنود بعد قتلهم.

وفي سياق متصل، اجتمع اللواء أركان حرب أحمد وصفي، قائد الجيش الثاني الميداني، مع اللواء أركان حرب أحمد يوسف، قائد قوات حرس الحدود، بإحدى المنشآت العسكرية بمدينة العريش حتى ساعة متأخرة من مساء الإثنين، وخرج وصفي بعد الاجتماع المطول رافضاً الإدلاء بأي تصريحات للصحفيين واكتفى بالقول: «حق الشهداء محفوظ ومصان وإحنا ملتزمين بيه، وأرجوكم لا تستعجلونا وأعطونا الفرصة للرد بشكل مدروس وقوي»، وقام بالمرور على القوات المتمركزة على طريق رفح الدولي، مروراً بالشيخ زويد وصولاً إلى معبر رفح وقرية الماسورة التي يقع بها كمين الحرية موقع الحدث الإرهابي.

وقام عدد من أبناء مدينة رفح الحدودية بالاجتماع مع عدد من قيادات القوات المسلحة المتمركزة بالمدينة في محاولة منهم لإمداد القوات بمعلومات تتعلق بمنفذي الهجوم.

وأقام الأهالي جنازة رمزية للشهداء بميدان الماسورة، كما أدوا صلاة الغائب على أرواح الشهداء، وطالبوا بسرعة القصاص لهم وتطهير منطقة رفح من العناصر الإجرامية التي تتخذ من الجبل وكراً لتنفيذ عملياتها الإجرامية.

من ناحية أخرى، أصيب 6 فلسطينيين بجروح وكدمات متفرقة بالجسد، عندما اعتدى عدد من أبناء مدينة رفح عليهم في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، رافضين دخولهم الأراضي المصرية عبر الأنفاق، وصب الأهالي الغاضبون غضبهم على الفلسطينيين عندما علموا بدخولهم تهريباً عبر الأنفاق، وتم نقلهم لمستشفى رفح المركزي لتلقي الإسعافات اللازمة.

وطالب الأهالي بغلق الأنفاق بشكل فوري ونهائي، لأنها السبب فيما يحدث بمنطقة سيناء، وطالبوا السلطات المصرية بضرورة العمل الجاد لحماية حدود مصر الشرقية، وعدم الاستهانة بها بهذا الشكل، والعمل على تعديل أي اتفاقية تكبل انتشار القوات المسلحة المصرية في سيناء.

وعبر أبناء مدينة رفح عن غضبهم الشديد لعدم حضور الرئيس مرسي والمشير حسين طنطاوي لموقع الحادث بعد اكتفائهم بزيارة العريش فقط، وقارنوا بين موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس وزرائه، إيهود باراك، اللذين تواجدا منذ الصباح الباكر في موقع تدمير المدرعة المصرية وبين موقف الرئيس مرسي والمشير طنطاوي.

من ناحية أخرى، رصدت «المصري اليوم» تمركز عدد كبير من مدرعات ودبابات الجيش الإسرائيلي بمنطقة معبر كرم أبو سالم الحدودية مع مصر، واستمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية في تمشيط المنطقة والتحليق بشكل مكثف، كما قامت طائرات أخرى بإلقاء قنابل ضوئية طوال الليلة لإنارة المنطقة بالتزامن مع تحرك كبير للجيش الإسرائيلي بمنطقة الحدود.