أبيض و أسود.. الشيخ أحمد حسن الباقورى.. وزير الأوقاف يحكى عن «الحب»

كتب: ماهر حسن الإثنين 06-08-2012 17:50

فى حوار نادر أجراه الصحفى القدير الراحل، محمود عوض، مع الشيخ أحمد حسن الباقورى، سأله محمود عوض: كيف ترى حياتك منذ أصبحت أحد رجال الدين فى مصر؟ فقاطعه الباقورى: لست رجل دين، فأنا لم أتخصص فى الدين ولكن فى اللغة العربية وآدابها.

فسأله .

.

عوض: أنا لا أقصد واسطة، بل أقصد الرجل الذى تقتصر معلوماته وثقافته ودوره على الدين

.

هذا هو الشيخ أحمد حسن الباقورى، الذى يرى فى الأفغانى ومدرسته إحدى أبرز المحطات فى التاريخ الإسلامى المعاصر، فهو تلميذ تلميذ الأفغانى، الإمام محمد عبده.

نقف على آراء أخرى فارقة له، تؤكد وسطية الإسلام ويسره، عبر الحوار المطول الذى ضمنه عوض كتابه «شخصيات».

تحدث الباقورى كأنسان ذى خبرة لا كرجل شيخ، وجال مع محاوره فى اتجاهات حياتية متنوعة، قال الشيخ: الحب بعد الزواج أقوى وأبقى كثيرا من الحب قبل الزواج، والحب قبل الزواج شهوة وليس حبا، وعلى قدر ما يكون الحب شهوة يكون بقاؤه شهوة.

الباقورى تحدث عن عشقه غناء أم كلثوم وعبد الوهاب، ويسترجع مقولة على بن أبى طالب «الناس أشبه بزمانهم، منهم بآبائهم وأمهاتهم»، حين يتحدث عن الزمان الذى عاشه كان يهزمه أحيانا فى تربية بناته، لكنهن متمسكات دائما بأهداب الدين، حتى إن إحداهن تدخن، وجميعهن يحافظن على الصيام، وسائر الفروض وإن قصرت إحداهن أحيانا فى الصلاة.

هذا هو الشيخ الباقورى، الذى حذرته قيادات الإخوان من المشاركة فى وزارة ثورة 23 يوليو 1952برئاسة اللواء محمد نجيب. والذى اعتقلته حكومة الوفد، 18 فبراير 1943، لأنه حرض طلبة الأزهر على الإضراب والتظاهر للمطالبة بحقوقهم، تحت حجة تهنئة الملك فاروق بعيد ميلاده، مما أثار حفيظة الوفد عليه.

فى قرية باقور، أبوتيج بأسيوط، ولد أحمد حسن الباقورى أحمد عبدالقادر بدوى فى 26 مايو 1907، لأسرة معروفة بالعمل وكان جيرانها من الأقباط، يتذكر الشيخ: كان أبناء البيتين يلعبون فى فناء واحد. ظل الباقورى رمزاً للسماحة والوسطية والعلم حتى فاضت روحه إلى بارئها، فى 27 أغسطس 1985.