رمضان فلسطين... الصيام فى مواجهة الاحتلال.. و«المدفع» ممنوع لأسباب أمنية

كتب: أحمد بلال الإثنين 06-08-2012 17:51

بلغة عربية سليمة، وجه الرئيس الإسرائيلى تهنئة عبر مقطع فيديو إلى العرب والمسلمين بمناسبة شهر رمضان، بدأها بـ«السلام عليكم»، وأنهاها بالإعراب عن أمله فى أن يكون الشهر الكريم فرصة لإحلال السلام بين العرب والإسرائيليين، قائلاً: «أتمنى أن يعم السلام بيننا وأن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون فى جو من السلام والعدل، وأن يكون هذا الشهر المبارك فرصة ليتحد الجميع من أجل تحقيق السلام». ورمضان مناسبة جيدة للساسة الإسرائيليين، يحاولون عبره ادعاء «ديمقراطيتهم» و«احترامهم» للعرب والمسلمين، بمن فيهم فلسطينيو 48، الذين يعانون من تمييز وعنصرية المؤسسة الإسرائيلية فى مختلف مناحى الحياة.

وإذا كان لكل مدينة عربية أجواؤها الرمضانية الخاصة، فإن المدن العربية داخل إسرائيل لها خصوصية أكبر، تكتسبها من خصوصية الاحتلال. هناك فى حيفا ويافا والناصرة وغيرها من المدن العربية، التى لا يرفع عليها سوى العلم الإسرائيلى، يصر الفلسطينيون على الارتباط بتراثهم وثقافتهم، ومن بينها الاحتفال برمضان. تصنع الأقلية العربية فى فلسطين المحتلة لنفسها جواً رمضانياً، يشبه إلى حد كبير نظيره فى مدن عربية أخرى. لكن هذا الجو الرمضانى ينحصر فى مناطق تبعد عن بعضها البعض، كالجزر المتفرقة، إذ يتواجد فلسطينيو الداخل فى مناطق منعزلة عن بعضها البعض، ما يجعل الجو الرمضانى يتم بشكل مصغر لنظيره فى الدول العربية. وكما الساسة الإسرائيليون، تستغل أيضاً المطاعم والأسواق الإسرائيلية الشهر الفضيل، فى اجتذاب فلسطينيى 48، الذين يمثلون 20% من السكان، وتعلق المطاعم على أبوابها لافتة «رمضان كريم» بالعربية، وتعلن عن تخفيضات على منتجاتها بمناسبة رمضان، لجذب المزيد من الزبائن.

وتشارك مؤسسات ومقاه عربية، فى الداخل، فى صنع الأجواء الرمضانية، فتنظم أمسيات تتخللها عروض لمغنين من فلسطينيى 48، وعادة تتألق الأمسيات فى مقهى «فتوش» الذى يقع فى شارع الكرمل، فى حى الألمانية، والذى يطلق عليه اليوم شارع بن جوريون، رغم أن غالبية سكان ومرتادى الحى، الذى أصبح مركزاً ترفيهياً ثقافياً، من عرب حيفا.

ويشتهر مقهى فتوش الثقافى فى حيفا، بأمسياته وسهراته الفنية المتنوعة فى رمضان، حيث يقيم صاحبه أمامه خيمة يستقبل زائريها بالحلوى، وينظم فيها أمسيات يحيها فنانون من عرب الداخل، تصدع أصواتهم بأغانى زياد الرحبانى والشيخ إمام.

خصوصية وضعهم، تمكن فلسطينيى 48 من تنظيم رحلات يومية إلى مدينة القدس فى رمضان، لزيارة الأقصى الشريف وقبة الصخرة، ويتوافد الفلسطينيون على الأقصى فى رمضان بأعداد ضخمة، تتضاعف فى ليلة القدر، ومع صلاة الجمعة اليتيمة، حيث لا يكون هناك مكان لقدم.

والتزاما بتقاليد عائلته يطلق الفلسطينى رجائى صندوقة قنابل صوتية بدلا من مدفع رمضان فى مقبرة باب الساهرة التى تطل على القدس القديمة وذلك مع حلول موعد الإفطار ثم مع حلول موعد بدء الصيام كل يوم طوال شهر رمضان، كعادة عائلية توارثها عن جدوده منذ أكثر من 120 عاما.

يقول رجائى لتليفزيون رويترز: إن جده كان يتولى مهمة إطلاق مدفع رمضان فى العهد العثمانى، موضحا أن المدفع الذى كان يستخدم فى شهر رمضان فى العهد العثمانى استبدل بالمدفع الحالى الذى يطلق من مقبرة باب الساهرة فى القدس خلال العهد الأردنى الذى استمر منذ عام 1948 وحتى 1967.