جدل في النمسا حول «حزب إسلامي» يدعو للخلافة كنظام بديل للرأسمالية الغربية

كتب: محمد الحريري الإثنين 27-02-2012 14:29

جماعة إسلامية «راديكالية» في النمسا تسعى لعقد مؤتمر دولي يدعو للخلافة الإسلامية.. احتجاجات شعبية على المؤتمر المراد إقامته في منطقة «فيوسندورف».. وضغوط  شديدة على رئيس بلدية المدينة للمطالبة بمنعه.. هذا هو الجدل الأكثر حضوراً الآن في الشارع السياسي في النمسا، وهكذا تتناوله وسائل الإعلام المحلية.

ثار الجدل فور الإعلان عن نية «حزب التحرير الإسلامي» في النمسا عقد مؤتمر بعنوان «الخلافة نموذج دولة المستقبل» يوم 10 مارس المقبل. الرفض جاء من مختلف أطياف المجتمع النمساوي، بل ومن «حزب الأحرار»، اليميني المتطرف، الذي هاجم المؤتمر، كونه «يحمل صبغة إسلامية». وطالب الحزب الحكومة بضرورة محاربته، محذراً من أن هذه التيارات ستحول أوروبا إلى دولة إسلامية في المستقبل.

ودافع المتحدث الإعلامي باسم الحزب، شاكر عاصم، عن المؤتمر قائلا إنه ليس من حق وسائل الإعلام أو أي جهة أخرى تصنيف الأفكار، راديكالية كانت أو غير راديكالية. وأضاف في حديثه لـ«المصري اليوم»: «لا يجوز محاسبة الإنسان على أفكاره مثلما كان يحدث في عهود الكنيسة في أوروبا وعصور محاكم التفتيش عن الضمير».

وأوضح عاصم أن الحكومة النمساوية تحاول بشتى الطرق منع انعقاد المؤتمر، فقررت إغلاق القاعة بحجة أنها غير صالحة لعدم توافر الشروط الإدارية والهندسية  المطلوبة. لكنه أكد أن هذه القاعة تقام فيها العديد من المناسبات منذ سنوات، ولم تتدخل البلدية إلا بعد الإعلان عن انعقاد المؤتمر.

وأضاف أنه تم منعه أيضا من مزاولة نشاطه الديني في مسجد معهد «الأفرو- آسيوي» التابع للكنيسة الكاثوليكية النمساوية، حيث اعتاد إلقاء الخطبة وإمامة المصلين يوم الجمعة. وبحسب المتحدث الإعلامي، فإن مدير المعهد أخبره صراحة بأن الكاردينال شون بورن، رئيس أساقفة النمسا، اتصل به هاتفياً وطلب منعه من مزاولة نشاطه داخل المعهد.

وحول المؤتمر نفسه، قال عاصم إن الهدف منه هو «عرض الإسلام كنظام بديل للرأسمالية الغربية، أردنا دعوة النمساويين وغير المسلمين للحضور والمشاركة في حلقة النقاش حول موضوع الخلافة الإسلامية، لاسيما أن صورة الإسلام السياسي والخلافة مشوهة في الغرب وإعلامه».

وأوضح: «المؤتمر يتناول أيضا موضوع الربيع العربي.. هناك إرهاصات كثيرة في الدول الإسلامية تشير إلى عودة قريبة لدولة الخلافة الإسلامية الراشدة التي بشر بها الرسول صلى الله عليه وسلم». وفي المقابل، ترى سوزانا فينتر، عضو حزب «الأحرار» النمساوي، والمعروفة بتطاولها على الإسلام، أنه يجب منع، ليس المؤتمر فقط، إنما الحزب كله من مزاولة نشاطه، كما رأت النائبة إليسا كورونا، تركية الأصل، من حزب الخضر، أن الدعوة للخلافة تتعارض مع المعايير الأوروبية للديمقراطية، وتتنافى مع المعاهدات التي التزمت بها دول الاتحاد.

ويقوم حزب التحرير، الذي أنشئ في مدينة القدس عام 1953 على يد العلامة الأزهري الفلسطيني تقي الدين النبهانى، الآن بدراسة بدائل أخرى لانعقاد المؤتمر في موعده المحدد. ويصف الحزب نفسه بأنه «عالمي». ويقول القائمون على الحزب إنه منذ تأسيسه يهدف إلى النهوض بالخلافة الإسلامية «التي ستوحد المسلمين وتطبق الإسلام كاملاً في كل مناحي الحياة».

ويؤكد المتحدث باسم الحزب أنه لا يعمل في المجال الدعوي، مختلفاً بذلك عن التيارات الإسلامية الأخرى، بل يعمل فقط في الشق السياسي، الذي سار فيه الرسول محمد، لإقامة الدولة الإسلامية، واختتم مؤكداً أن الحزب ينبذ العنف بكل أشكاله ويعتمد الفكر والحجة والدليل الشرعي في الإقناع.