نشرت صحيفة «جارديان» البريطانية تقريرًا رئيسيًا عن الهجوم على معبر كرم أبو سالم، أعدته مراسلة الصحيفة في القدس، وأشار إلى التحذيرات «من تدهور الوضع الأمني في سيناء».
ونقل التقرير عن متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية قوله، إن ثمانية مسلحين هاجموا المعبر المذكور بينما كان ضباط وعناصر حرس الحدود المصريون يتناولون طعام الإفطار في نهاية يوم رمضاني.
ونقلت عن إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي قوله: «لقد أحبطت قوات الأمن الإسرائيلي هجوما كان يمكن أن يصيب العديد من الإسرائيليين». أما المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، عوفير جيندلمان، فقال إن الهجوم نفذ من قبل سبعة مسلحين: أربعة على الجانب المصري من الحدود وثلاثة على الجانب الإسرائيلي.
وأشار التقرير إلى تصاعد المخاوف الإسرائيلية من حدوث فراغ أمني في سيناء بعد 18 شهرا من قيام الثورة المصرية التي أطاحت بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك في 2011، موضحًا أن عدد الهجمات ازداد بالفعل، كما ازداد عدد محاولات شن المزيد منها على إسرائيل انطلاقا من سيناء خلال الأشهر الماضية.
ونقلت عن الإسرائيليين قولهم إن بعض الجماعات الإسلامية المسلحة في قطاع غزة قد انضم إلى الإسلاميين المتطرفين الذين يتخذون من سيناء مقرا لهم ومسرحا للتخطيط لعملياتهم التي يشنونها على أهداف مصرية وإسرائيلية في المنطقة.
من جانبها، اتهمت «واشنطن بوست» الأمريكية «الميليشيات المسلحة» بارتكاب الهجوم، قائلة إن «الموجة الثانية» من الهجوم فشلت بسبب قيام الجيش الإسرائيلي بشن غارة جوية على الميليشيات على الحدود.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن الاعتداء الذي تم بمتفجرات وأسلحة صغيرة كان علامة «صارخة» فورية على أن خلايا الميليشيات المتطرفة التي استغلت حالة انعدام القانون المتزايدة في سيناء تمثل تهديدًا «رهيبًا» للوجود المشترك بين الدولتين المصرية والإسرائيلية.
وقالت إن أهداف الميليشيات التي تمركزت في المنطقة غير واضحة لكن أفراد القبائل البارزة في سيناء يقولون إنهم مدفوعون برغبة في الانتقام من الانتهاكات التي قامت بها قوات الأمن المصرية ضدهم، بالإضافة إلى تعاطفهم مع مأزق الفلسطينيين.
ومثل «جارديان» البريطانية، نقلت «واشنطن بوست» أيضا تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عما حدث في سيناء وبالقرب من معبر كرم أبو سالم، كما نقلت أن الرئيس محمد مرسي التقى بجنرالات المجلس العسكري مساء الأحد لمناقشة رد الفعل، فيما قالت وكالة الأنباء المصرية الرسمية أن السلطات أغلقت معبر رفح حتى إشعار آخر.
ونقلت «واشنطن بوست» عن رؤساء قبائل بدو أن الخلايات المتطرفة الإسلامية المسلحة أنشأت معسكرات تدريب في شمال سيناء في الشهور الأخيرة، وقامت بعدة هجمات ضد قوات الأمن المسلحة.
أما وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية فأوضحت أن الهجوم سبب حيرة بين أجهزة الأمن بسبب طبيعته المفاجئة ومكانه الحساس.
وكشفت أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال لإذاعة الجيش إن المخابرات الإسرائيلية كان لديها تقارير بحدوث هجوم وشيك من مصر، ولذلك «كنا جاهزين لمواجهته».
من جانبها، وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الهجوم بأنه كان «الأكثر دموية» على الجنود المصريين مؤخرًا، قبل أن تنقل عن مسؤول أمني في التليفزيون المصري اتهاماته للميليشيات الإسلامية في سيناء ومعهم الميليشيات المسلحة التي عبرت إلى مصر من قطاع غزة.
وقالت إن مقتل الجنود والضباط المصريين في الهجوم الأخير يمثل «أول كارثة أمنية للرئيس الجديد محمد مرسي»، الذي ظهر على شاشة التليفزيون الرسمي لتقديم العزاء لأهالي الضحايا بعد لقائه بقادة المجلس العسكري والمسؤولين الأمنيين.