رئيس الجالية العربية في الصين: دفن الموتى والمدرسة العربية أهم مشاكلنا

كتب: أحمد بلال الأحد 26-02-2012 15:17

في قاعة متواضعة الأثاث، حيث مقر الجالية المصرية في مقاطعة تشيجيانغ الصينية، قال لـ«المصري اليوم» «إبراهيم الهريني»، رئيس منتدى رجال الأعمال العرب في الصين، واللجنة التأسيسية للجالية العربية، إن «أهم المشاكل التي تواجه العرب في الصين هي عدم وجود مدرسة عربية معترف بها، دفن الموتى، الإقامات، التأشيرات»، وأضاف: «أن اللجنة التأسيسية للجالية طرحت الأمر على الحكومة الصينية، التي أبدت تجاوباً في بعض القضايا»، مشيراً إلى تبني الجامعة العربية للجالية وتقديمها للحكومة الصينية باعتبارها ممثلة عن العرب في الصين.

** كيف تم تأسيس منتدى رجال الأعمال العرب في الصين، وما أهم القضايا التي يتبناها؟

فكرة المنتدى في البداية كانت إيجاد كيان يمثل العرب في الصين، وكانت فردية يمثلها تقريباً 20 شخصًا، تم وضع النظام الأساسي، وإجراء انتخابات للهيئة الإدارية، وتم تشكيلها من 10 أشخاص، والمنتدى يمثل كل الجاليات العربية، ولكل جالية ممثل في هيئتها الإدارية.

تواصلت الهيئة الإدارية مع الحكومة الصينية، وأخبرناهم بالمنتدى، وتواصلت مع السفارات العربية، وقام المنتدى بأنشطة كبيرة في هذه الفترة، حسب الإمكانيات المتواضعة، قد تكون متواضعة، لكن كان لها أثر كبير، طرحنا بعض المشاكل التي تخص الإقامات والتأشيرات والمسجد والمدرسة ودفن الأموات، على الحكومة الصينية، تجاوبوا مع مطالبنا، لكن كان لابد لهم من العودة للحكومة المركزية، خاصة في موضوع دفن الموتى، كما كان للمنتدى مجموعة فعاليات بين العرب في الصين، مثل الاحتفاليات وحل المشاكل المتعلقة بالجالية العربية.

** ما موقف الحكومة الصينية منكم؟

بعد تأسيس المنتدى عقدنا لقاء تعارفي مع الحكومة الصينية في إيو، وتم تقديمنا إليها بشكل رسمي من قبل سفير جامعة الدول العربية في الصين، ونتواصل معها لحل مشاكل الجالية العربية، وتدعونا لبعض المؤتمرات، مثل مؤتمر حوار الثقافة «العربي – الصيني»، الذي عقد في إيو لمدة 3 أيام، والمنتدى الاقتصادي «العربي – الصيني»، الذي عقد في مقاطعة نينغشيا في 2010، وفي كل اللقاءات عرضنا مشاكل العرب المقيمين في الصين.

وفي أزمة زلزال سيشوان جمعنا تبرعات، وأرسلنا مساعدات عن طريق جامعة الدول العربية، بكميات كبيرة لم يكونوا يتخيلونها، وأجروا معنا لقاءات تليفزيونية، بسبب دورنا في هذا الأمر، وكان لخطوتنا أثر كبير جداً.

** ما حدود العلاقة بينكم وبين جامعة الدول العربية؟

تواصلنا مع جامعة الدول العربية في الانتخابات الأولى للمنتدى، تواصلنا مع السفراء العرب بشكل العام، وأخبرناهم بالمنتدى، أخذوا فترة طويلة حتى تعاملوا معنا، بعد اطلاعهم على نظامنا الأساسي، وهم يوجهون لنا الدعوات لحضور الفعاليات، وبعد لقاء سفير الجامعة محمد حسن الشبو واجتماعه بالهيئة الإدارية للمنتدى، قدمنا للحكومة الصينية بشكل رسمي وقال: «إننا نمثل العرب، وطلب منهم التواصل معنا بشكل رسمي».

ودعتنا جامعة الدول العربية لمؤتمر في القاهرة، قابلنا خلاله السيد عمرو موسى، الأمين العام السابق للجامعة، وطرحنا عليه بعض النقاط، مثل دفن الأموات، وإيجاد مدرسة عربية تعترف بها الجامعة وكذلك الجانب الصيني، بالإضافة للإقامات، والاعتراف الرسمي بالكيان العربي الموجود وإيجاد مقر له».

واختارت الجامعة العربية للهيئة الإدارية لمنتدى رجال الأعمال العرب اسم الهيئة التأسيسية للجالية العربية في الصين، وتم وضع نظام أساسي للجالية، حتى يتم تشكيل الجاليات العربية كاملة لتكون في إطار الكيان العربي، وبعد اكتمال تأسيس هذه الجاليات تختار الهيئة الإدارية من ضمن الهيئات الإدارية المنتخبة.

** بذلك انتهى دور منتدى رجال الأعمال العرب؟

الهيئة التأسيسية للجالية العربية، هي المعترف بها رسمياً الآن من جامعة الدول العربية، وبالتالي أصبح المنتدى ذراع من أذرع الجالية، يهتم بالموضوعات الاقتصادية للعرب، مثل إنشاء مشاريع، وأي موضوع مالي أو تجاري أو يخص رجال الأعمال يتم عبر طريق المنتدى الذي أصبح فرعًا للجالية.

** كم عدد الجاليات العربية التي كانت موجودة قبل تأسيس المنتدى وبعده؟

الجاليات العربية، التي كانت مشكلة قبل تأسيس المنتدى هي اليمنية، الموريتانية والسودانية، والجاليتان اليمنية والموريتانية هما تقريباً أكبر جاليتين موجودتين هنا، واليمنية تتميز بأنها الأكثر تنظيماً.

أما الجاليات، التي تم تشكيلها بإشراف المنتدى، فهي الجالية المصرية، السورية، الليبية، الفلسطينية والجزائرية، كما تم تشكيل هيئة مؤقتة للجالية العراقية، وسيتم انتخاب هيئة إدارية للجالية في الفترة المقبلة بحضور السفير العراقي، وكذلك الجالية الأردنية لها هيئة تحضيرية وسيتم تشكيلها خلال شهر، أما بقية الجاليات العربية فهي صغيرة، وسيتم التواصل معها فيما بعد.

** في أي المدن الصينية يتركز وجود العرب؟

العرب يتواجدون في أكبر مدينتين تجاريتين في الصين، «إيو» بمقاطعة تشيجيانغ، وبها هيئة إدارية للجنة التأسيسية للجالية العربية، و«جوانزو» بمقاطعة جواندونج، وبها هيئة تأسيسية هي الأخرى، أما بقية المدن ففيها تواجد عربي، لكن ليس بنفس كثافة المدينتين.

** بصفتها أكبر تجمع عربي في الصين، كيف ترى التطور الذي مرت به مدينة إيو؟

زرت الصين أول زيارة في 1998، زرت «إيو» بعدها بفترة قصيرة، لكن «إيو» لم تكن معروفة، وسوقها كان قديمًا، أخذنا جولة فيها ورجعنا «شانغهاي»، بعدها زرناها مرة أخرى، وجدنا تقدمًا سريعًا، الزيارة التي تلتها كان هناك تواجد للعرب، والبلد تطورت بطريقة سريعة، وهذا أعتقد لحسن الإدارة والتسويق الإعلامي.

«إيو» لم تكن موجودة على الخريطة الصينية، لكن لأن الإدارة كانت حكيمة وتخطط بشكل جيد، طوروا السوق والمدينة وسوقوا لها إعلامياً.

من زار «إيو» في نهاية التسعينيات لا يمكن أن يتخيل أن تكون هي نفس المدينة الموجودة حالياً، والتي أصبحت من أوائل المدن التجارية في العالم، وأصبح سوق الفوتيان الموجودة بها أكبر سوق تجارية في العالم.

** ولكن، هل أثر هذا الوجود العربي في «إيو» على طابع المدينة؟

أي إنسان زائر لـ«إيو» لا يعتقد أنها مدينة صينية، نتيجة العدد الكبير للعرب الموجودين فيها، والمطاعم العربية كثيرة جداً. عندما تسير في شارع وسط البلد في «إيو» تشعر بأنك في بلد عربي، عدد الأجانب والعرب قد يكون أكبر من عدد الصينيين.

في إحدى زياراتنا لمحافظ «إيو» مع ممثل جامعة الدول العربية، قال المحافظ بصراحة «نحن لا نعتبر (إيو) مدينة صينية، نعتبرها عربية، حتى أن هناك مصلى في كل حي، قد تكون هناك مدن عربية ليس فيها مصلى في كل حي، بالتأكيد (إيو) أصبح طابعها العربي أكثر من طابعها الصيني، عندما تزور أي حي في المدينة تجد المقاهي العربية تجد الشيشة، وكأنك في حي من أحياء مصر دون مبالغة».

** كيف ترى العلاقات «العربية – الصينية»؟

العلاقة «العربية – الصينية» قديمة وليست جديدة، وعلاقة تعاون منذ القدم، حتى في العصور القديمة كان هناك تعاون بين الحضارتين، وواجبنا أن نحافظ على هذه العلاقة ونطورها، لك أن تتخيل أن أول دولة اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية كانت الصين، واستقبلت قائد المنظمة في هذا الوقت أحمد الشقيري، استقبالاً شعبياً.

الصين منذ القدم داعمة للحق العربي بشكل عام، والتواصل العربي مع الصين مهم، لأن الصين قوى صاعدة ومهمة في المحافل الدولية، ويمكن الاستفادة من خبرة الصينيين في الصناعة والزراعة.