«هاآرتس»: الهند تخفي أدلة لتورط إيران في استهداف سفارة إسرائيل في نيودلهي

كتب: أحمد بلال الأحد 26-02-2012 13:57

 

قالت صحيفة «هاآرتس» إن المخابرات الهندية تمتلك أدلة على تورط إيران في الهجوم على السفارة الإسرائيلية في نيودلهي، إلا أنها «تمتنع عن نشر الأمر»، وأشار مسؤولون إسرائيليون ضمن الطاقم الذي يحقق في الحادث إلى أن الهنود يحافظون على الغموض لتجنب مواجهة علنية مع إيران.

وأصيبت تالي كوران يوشع، زوجة مبعوث وزارة الدفاع الإسرائيلية في الهند، في الهجوم الذي وقع 13 فبراير الماضي، أثناء استقلالها سيارة تابعة للسفارة عندما لصق موتوسيكل مجهول شحنة ناسفة في الجزء الخلفي من السيارة، ثم هرب.

وقالت «هاآرتس» إن محاولة تحديد الموتوسيكل وراكبه كانت محور تحقيق الشرطة الهندية، وأضافت: «في الأيام الأولى بعد الهجوم كانت وسائل الإعلام الهندية مليئة بالتقارير عن مسح الأفلام التي تم التقاطها عبر كاميرات التأمين التي وضعت في المنطقة التي وقع فيها الهجوم وعن تحديد الموتوسيكل، الذي استخدم في تنفيذ الهجوم».

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن خبراء هنوداً أرسلوا لجورجيا وتايلاند من أجل مقارنة بقايا الشحنات الناسفة التي وجدت هناك، «وفي بانكوك وتبليسي كانت الرؤية واضحة وتشير إلى أن هناك تورطاً إيرانياً في محاولات الهجوم».

وقالت الصحيفة إنه تم رصد 13 محادثة هاتفية مشتبها بها أجريت في الساعة التي سبقت الهجوم، وفي الساعة التي تلتها، بين نيودلهي وإيران ولبنان، وإن 4 منها كانت من كابينة تليفون عامة قريبة من المطعم الذي تناولت فيه الطعام تالي كوران يوشع وزوجها قبل الهجوم.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي مشارك في التحقيقات قوله إن «الهنود قريبون من حل لغز العملية لكنهم لا ينشرون ذلك»، وعلى حد قوله فإنه «في الاتصالات الهادئة مع إسرائيل والولايات المتحدة فإن الهنود لا يخفون المعلومات الموجودة لديهم». وأضافت «هاآرتس» أنه رغم ذلك فإن وزيري الداخلية والخارجية الهنديين يمتنعان في كل تصريحاتهما العلنية عن توجيه أصبع الاتهام لأي جهة مسؤولة عن الهجوم.

وقالت «هاآرتس» إن الهنود توصلوا للموتوسيكل الذي نفذت به العملية وإلى هوية الرجل الذي اشتراه وموعد وصوله للهند، ونقلت عن مصدرها الأمني قوله: «الهنود تلقوا مساعدة كبيرة من الولايات المتحدة ومن إسرائيل وقاموا ببذل كل ما في وسعهم، هم يعلمون أن إيران تقف خلف الهجوم، الصورة واضحة تماماً لكن المسؤولين في الهند لا يقومون بنشر شيء». وأضاف المصدر: «الهنود يفهمون أنهم إذا نشروا التفاصيل التي بحوزتهم لن يكون أمامهم سوى اتخاذ خطوة كطرد السفير الإيراني، هم يفضلون الامتناع عن إحداث أزمة كهذه». وقالت الصحيفة إن إسرائيل امتنعت عن ممارسة ضغوط علنية على الهند في كل ما يتعلق بالتحقيق.

وتحتفظ إسرائيل بعلاقات اقتصادية وأمنية كبيرة مع الهند، خاصة في كل ما يتعلق ببيع منظومات الأسلحة المتقدمة للجيش الهندي، ومثلت زيارة وزير الخارجية الهندي مؤخراً إلى إسرائيل في بداية يناير الماضي، والتي تعد الأولى من نوعها منذ أكثر من 10 سنوات، نقلة جديدة في العلاقات بين البلدين.

وتم التوقيع خلال الزيارة على اتفاقية تجارة حرة بين البلدين وبحث إمكانية بيع الغاز الإسرائيلي للهند، بالإضافة للتصدير الأمني الذي تهتم إسرائيل بزيادته بشكل كبير.