البرادعي: محاكمات «النظام» هزلية.. ولا أعرف ما هو «الخروج الآمن للعسكري»

كتب: هشام الغنيمي السبت 25-02-2012 23:59

قال الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه انسحب من سباق انتخابات الرئاسة، بسبب اكتشافه أن القائمين على الأمور في مصر يسيرون عكس الاتجاه الصحيح، طوال الأشهر السابقة، واصفا محاكمات رموز النظام السابق بالـ«هزلية»، داعيا الإخوان المسلمين إلى قراءة : «كلام راشد الغنوشي عن الإسلام ودولته».

وأضاف «البرادعي»، خلال حوار تليفزيوني في برنامج «آخر النهار» علي قناة «النهار»، مع الإعلاميين محمود سعد، وحسين عبد الغني: «انسحبت من هذه العملية المشوهة، فالدستور مخلوق، فكيف للمخلوق أن يخلق الخالق»، موضحا: «كيف نقوم بانتخابات تشريعية ورئاسية دون تحديد المهام والقواعد التي سنسير عليها، فلا يمكن قبول وظيفة دون التأكد من مهامها، ولايمكن أن يحكم أحد بالإعلان الدستوري المشوه.. فهل إذا مات الرئيس على سبيل المثال، فماذا سيكون الموقف حيال هذا دستوريًا».

وقال: «إن الناس تتذكر ما حدث يوم فبراير، عندما استقبلوا الجيش استقبالاً حافلاً، متسائلا.. ماذا حدث الآن.. فالمجلس الأعلى للقوات المسلحة تحول من حامي الثورة إلى (يسقط يسقط حكم العسكر)، فهم أجهضوا الثورة، والشعب المصري يعاني من إحباط وغضب، ولم أتخل عن الناس.. فأنا فضلت أن أعمل من خارج هذا النظام الفاسد».

وحول الانتخابات التشريعية، قال «البرادعي» إن ما أفرزته الانتخابات لا يعبر عن الشعب المصري، موضحا: «الشباب هم من قاموا بالثورة وانضم إليهم الجميع وانتهى الأمر بالشباب بـ4 أو 5 مقاعد في البرلمان، فالمجلس العسكري أجهض حلم الشباب، والانتخابات البرلمانية لم تتم بالطريقة المرادة»، منتقدًا طريقة تقسيم الدوائر، وإنشاء الأحزاب.

 

وحول سؤاله عما إذا كانت ستشهد ثورة ثانية، قال إن «مصر عرفت الثورة ولن تنتهي الثورات فيها»، مطالبا الإسلاميين بـ«قراءة كلام راشد الغنوشي» عن الدولة في الإسلام.

 وحذر البرادعي المجلس العسكري قائلا: «أقول لهم (المجلس العسكري) اتقوا ربنا، وأنهوا هذه الفترة، وعدلوا الإعلان الدستوري، وقوموا بإجراء انتخابات رئاسية في أسرع وقت».

وحول العدول عن قرار انسحابه من السباق الرئاسي أو العودة إليه، قال المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة: «إنني لست المخلص، وأفكر في النتيجة وليس أسلوب الوصول إليها، فكل واحد له دور«، وأضاف: «عندي اعتبارات أمنية كثيرة، وعائلتي أولي بي، فأنا كنت أتكلم مع الجميع وتليفوني مراقب منذ 15 عاما وليس مراقب الآن».

وأكد أنه لن يرجع في قراره بالانسحاب، وشدد قائلا: «لن أكون رئيس واجهة، ولن أساوم ضميري، طمعا في رضا الناس، وأنا رجل حالم والرجل الصادق في ضميره تتحقق أحلامه».

وقال متحدثا عن نفسه: «أنا ديمقراطي اشتراكي، وأخجل من نفسي عندما أجد الفقير والمحتاج، وأتعرض لحملة تشويه الآن لأنهم يخافون مني، لأني جئت من خارج النظام».

وحول ما يتردد عن ترشيح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، قال البرادعي: «ذهبت إلي الدكتور نبيل العربي، وقلت له إن ترشحه واجب وطني»، مستدركا: «لو تغيرت الظروف، فأنا عندي المرونة والقابلية للترشح، فلا أحد يعرف ما يمكن أن تفعله الظروف».

وأضاف: «كيف يقدم أحمد شفيق نفسه كرئيس لمصر الثورة، وقال في التليفزيون (بلسان النظام) يوم 5 فبراير 2011 إن أجهزة الأمن تتعقبني (البرادعي)».

في السياق، شدد الدكتور محمد البرادعي على أنه «لابد أن نتحد، ولا نتكلم عن مسلم ومسيحي وغيره، لابد أن نضع برنامجا نهضويا واضحا»، وأضاف: «إننا حولنا جوهر الدين من عدالة وغيره إلي قشور في لباس معين ومظهر خارجي».

وأكد «البرادعي» وجود «مساعي لتشكيل كيان وقيادة، للتحدث باسم الثورة والثوار، لمحاولة الحفاظ عليها».

وحول فكرة الخروج الآمن للعسكر، قال «البرادعي»: «لا أعرف ما هو الخروج الآمن. إذا أرادوا (العسكر) أن يتركوا السلطة والشعب يشكرهم، لابد أن يصلحوا جميع أخطائهم، ويعترفوا بها، فأنا أول من سيرحب بالخروج الآمن للمجلس العسكري وما زالت أمامه الفرصة».