« 34 يوماً» هى عمر إنشاء أول نقابة للعاملين بمجال النظافة والتجميل وحماية البيئة الشهيرة بـ«نقابة الزبالين»، وخلال تلك الفترة انضم إليها حوالى 2800 زبال ممن كانوا يأملون فى الحصول على ما يثبت حقوقهم فى مزاولة المهنة، خاصة أنهم يجمعون يوميا حوالى 8 آلاف طن من القمامة من أصل 14 ألف طن فى القاهرة الكبرى المسؤول عن تجميعها الشركات الأجنبية، ويتم تدوير هذه المخلفات فى حوالى 720 ورشة بمنطقة الزرايب فى منشأة ناصر.
«ليست نقابة فقط بل مشروع متكامل يشمل منح الزبالين تراخيص لافتتاح ورش إعادة التدوير وتأسيس شركات جديدة للنظافة للمساعدة فى تجميل شوارع مصر».. هذا هو ما يسعى إليه الزبالون وتدعمه جمعية «روح الشباب لخدمة البيئة» المعنية بمشاكل الزبالين فى مصر، والتى تقع وسط منطقة الزرايب. يوسف فريد، مدير المشروع فى الجمعية، قال: «هدفنا العمل مع المواطنين وجميع الجهات المعنية لتنفيذ برنامج متكامل لجمع وتدوير القمامة، وفى الفترة الأخيرة نجحنا فى تأسيس نقابة للزبالين، وترخيص حوالى 720 ورشة لإعادة تدوير المخلفات، وتأسيس 19 شركة نظافة جديدة مصرية، أملا فى اعتراف الحكومة بها وفسخ عقود الشركات الأجنبية، خاصة أن عدد الزبالين يقدر بحوالى 120 ألف زبال فى القاهرة و35 ألف وافد من المحافظات.
نور باشا، أحد جامعى القمامة فى المنطقة، يعمل وجميع أفراد عائلته فى تلك المهنة، قال إنه انضم إلى النقابة ليضمن مستقبله ومستقبل أسرته، لأن دخله لا يزيد على ألف جنيه شهرياً، يدفع منه 250 جنيها إيجار الغرفة التى يقيم فيها، و550 جنيهاً إيجار المحل الذى يفرز فيه القمامة، بخلاف قسط السيارة نصف النقل التى يستخدمها فى جمع القمامة. وأضاف «نور»: «أتمنى أن تعترف بنا الحكومة، وتوكل إلينا تنظيف الشوارع والميادين بدلاً من الشركات الأجنبية التى أخذت ملايين وثبت فشلها.. إحنا بنجمع القمامة دون مقابل وكل اللى بنعتمد عليه فى مهنتنا هو بيع المخلفات للمصانع».
فارس لديد، أحد كبار الزبالين فى المنطقة، عضو جمعية عمومية فى النقابة، قال: «بعد الثورة الناس كلها طالبت بحقوقها، وعشان كده قررنا إننا نطالب بحقنا وبالفعل قدمنا أوراق بمساعدة الجمعية وتمت الموافقة عليها». وأضاف: «الحكومة لازم تعترف بمهنتنا ويكون لنا مقابل مادى لتجميع القمامة.