قال الدكتور طارق الزمر، المتحدث الرسمي للجماعة الإسلامية، الأحد، إن «الإسلاميين هم أكثر القوى السياسية التزاماً بالديمقراطية، رغم أنهم لم يتمكنوا من ممارستها من قبل»، معتبراً أن «كثرة الاحتكاكات بين القوى السياسية تفشل الثورة، التي لن نجد غيرها لتطبيق الديمقراطية وإصلاح مصر»، حسب تعبيره.
ولفت «الزمر» إلى أن «الجماعة الإسلامية لا تفوت فرصة للتعاون مع كل التيارات السياسية لصالح مصر وكل القوى السياسية، وخلافنا حول بعض الرؤى السياسية بمثابة رسالة طمأنة لمن يتخوفون من الإسلاميين، خصوصا أننا لا نكفر من يختلف معنا من الأحزاب والأشخاص خصوصا العلمانيين»، حسب وصفه.
ودعا «الزمر» في حوار نشرته صحيفة «الراي» الكويتية، الأحد، إلى ضرورة دعم حكومة الدكتور هشام قنديل، موضحا بقوله: «على كل القوى الوطنية دعم الوزارة الجديدة، وإعطاؤها الفرصة كاملة لتدير الملفات المهمة لجموع الشعب المصري»، لافتاً إلى أن الملفات التي يجب أن تهتم بها تتمثل في «الاقتصاد والأمن وتقويض رموز النظام السابق الذين يحاولون هدم ما يتم إصلاحه داخل مؤسسات الدولة».
وتابع: «على وسائل الإعلام ضرورة عدم تبني مواقف مسبقة من الحكومة الجديدة وتشويه أعمالها قبل أن تبدأ في عملها»، مؤكداً أن الجماعة الإسلامية لن تتأخر وحزبها السياسي في تولي أي مهام تسند إليهما، لكي ينجح رئيس الوزراء الجديد، لتحقيق العدالة الاجتماعية.
واعتبر «الزمر» أن «مصر شهدت انفجارا بسبب استبعاد التيار الإسلامي على مدار 60 عاماً، وكل محاولة لاستبعاد هذا التيار ستكون نتيجتها الفشل»، حسب تعبيره.
وأشار «الزمر» إلى أن «محاولات التخويف من الإسلاميين مازالت مستمرة»، متهما أحزاباً وتيارات سياسية «بدعم النظام السابق لإفشال التجربة الإسلامية في الحكم».
وتطرق «الزمر» في حديثه إلى صورة التيارات الإسلامية في الفن، موجها حديثه للفنان عادل إمام بقوله: «طالبت الفنان عادل إمام بالتوبة إلى الله تعالى من كل ما اقترفه في حق الإسلام خلال عصر مبارك، لمحاصرة شعبية التيارات الإسلامية، عن طريق مجموعة من المسلسلات والأفلام، التي أدت إلى اصطدامه بأحكام كثيرة واستهزائه بسنن واجبة عن النبى صلى الله عليه وسلم، فهذه الأعمال تمثل جرائم تستوجب العقاب وفقا لأحكام القانون المصري».
وعن دعوته للثورة المسلحة في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، قال «الزمر»: «معظم كتاباتي منذ العام 1981 حتى العام 1997 تدعو إلى الثورة ضد نظام مبارك ولو بشكل مسلح، ولكن بعد المراجعات الفقهية للجماعة الإسلامية تم تغليب الوسائل السلمية في التغيير».
ويضيف «الزمر»: «أفردت فصلين في رسالتي للدكتوراه العام 2006 للإصلاح السياسي والعصيان المدني، وكانت فرحتي بالغة عندما تابعت خبر قيام ثورة يناير، ولم أكن أتصور أن التغيير حان أو أن يكون بهذه الطريقة».
واختتم «الزمر» حواره قائلاً: «ما حدث يوم جمعة الغضب أذهلني، وتأكدت أننا أمام حدث غير تقليدي، وتشاورت مع زعيم الجماعة عبود الزمر، واتفقنا بسرعة على دعم التظاهرات بكل ما لدينا من وسائل داخل السجن، وأهمها دعوة كل من يمكننا الاتصال به إلى المشاركة في الثورة، حتى أن عبود اعتبر المشاركة في الثورة واجبا شرعيا».