الوزير الفلسطينيي حسين الشيخ: نرفض أن نكون «وكيلاً أمنياً» لـ«تل أبيب»

كتب: أسامة خالد الجمعة 24-02-2012 15:45

كشف وزير الشؤون المدنية فى السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، عن أن السلطة الفلسطينية أبلغت الجانب الإسرائيلى رفضها أن تتحول إلى وكيل أمنى لإسرائيل.

وقال فى حوار لـ«المصرى اليوم» إن إسرائيل تريد تحويل الدور الوظيفى للسلطة إلى وكيل أمنى فى الضفة، دون أن يكون هناك أى استحقاق سياسى لهذا التنسيق الأمنى، ويجب إعادة النظر فى الدور الوظيفى لمنظمة التحرير.

وأضاف: «هم يريدون تفريغ السلطة الوطنية من صلاحيتها، ولن نعود إلى المفاوضات دون أن تكون هناك مرجعية واضحة لهذه المفاوضات.. وإلى نص الحوار:

ما الخيارات المطروحة أمامكم؟

- أعتقد أن القيادة الفلسطينية أمام مجموعة من الخيارات، أولاً أن تتوجه إلى منظمات المجتمع الدولى لتطلب عضويتها وإعادة النظر فى الدور الوظيفى للسلطة.

بمعنى؟

- لا أقصد إلغاء السلطة، السلطة قامت على تضحيات آلاف الشهداء الذين سقطوا مقابل موطئ قدم للفلسطينيين، لكن يجب إعادة النظر فى الجانب الوظيفى للسلطة الفلسطينية، هناك بعض الجوانب لابد من إعادة هيكلتها، نحن أعفينا الاحتلال من مسؤوليته عن جوانب كثيرة، فلنحمل الاحتلال مسؤوليته طالما أنه موجود.

وإعادة النظر فى الجانب الوظيفى للسلطة الفلسطينية تعنى مدى التزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة بيننا وبينهم، لا يكفى أن أكون ملتزماً، يجب أن يكون الجانب الإسرائيلى أيضاً ملتزماً، وما هو معنى ألا تلتزم إسرائيل بالاتفاقات وتظل طوال الوقت تعلن التزامها.

والأهم من كل ذلك يجب أن نعيد النظر أيضاً فى التنسيق الأمنى، إذا بقيت إسرائيل مصرة على هذا التعنت فى العملية السياسية، والمسار التفاوضى هذا، أيضا جانب وظيفى تؤدية السلطة الوطنية الفلسطينة صحيح لا أقوم به لأجل عيون الإسرائيليين، نحن كنا نقوم بهذا الكلام على أمل أن يكون هناك استحقاق سياسى كبير ينهى الاحتلال الإسرائيلى من بلادنا، وفى تقديرى هذه مجموعة من الخيارات مطروحة أمام القيادة، وأظن أنها ستحسم أمرها خلال أسابيع، ونحن نعد الآن رسالة للعالم واضحة بأن إسرائيل هى التى تتهرب من الاتفاقات.

أنت قلت إنكم تريدون تحميل الاحتلال مسؤوليته كمحتل وهذا يعنى ضمنياً إنهاء السلطة الفلسطينية نهائيا.. هل هذا أحد الحلول المطروحة على القيادة؟

- منذ عام 2000 لم تعد هناك أى مسؤولية ولا ولاية للسلطة، والدليل على ذلك أن إسرائيل أحيت الإدارة المدنية فى الضفة الغربية، وأصبح الحاكم الفعلى هو الاحتلال، وإسرائيل بدأت تسحب الولاية الفلسطينية الكاملة عن الضفة، وكنت فى اجتماع والدكتور سلام فياض، فى القدس مع إيهود باراك، وسألته شخصياً: لماذا تدخل مناطق السلطة بجيشك؟ قال هذا الأمر سأناقشه معك فى المفاوضات النهائية، وقلت له أنت إذن تلغى اتفاقات أوسلو، وقتها لم يجب بأن إسرائيل ألغت جميع الاتفاقات الموقعة مع السلطة وربما يفهم من ذلك انهيار السلطة.

هل تشعر أننا أمام انهيار لحل الدولة؟

- أعتقد أن ما تقوم به إسرائيل على الأرض ينهى حل الدولتين، وما تقوم به من جدار واستيطان، فماذا أبقت إسرائيل من الضفة، عندما يعرض على الجانب الإسرائيلى أن يستحوذ على «الأغوار»- حدود الضفة مع الأردن بمحاذاة نهر الأردن- لمدة أربعين عاماً وسبق أن عرض علينا من قبل سنتين ورفضناه، ثم يعودون ليقولوا لنا الحل المعروض عليكم الآن وسقف المعروض هو أنه لا حل نهائى وغزة ليست معكم.

الاحتلال يريد أن يحولنا إلى مجموعة من الكانونات، المحاطة بمستوطنات. كنا فى الماضى نفاوض الإسرائيليين وهنا مائة ألف مستوطن بالضفة، الآن أفاوضهم وهنا 600 ألف مستوطن فى الضفة، إذن إسرائيل تريد أن تحدث توازناً سكانياً مع الفلسطينيين بالضفة لتحدث تغييرات ديموجرافية، وهناك 160 ألف فلسطينى بالقدس مهددون بفقدان هويتهم أيضاً.

ما أهم ما جاء فى جولات المفاوضات الاستكشافية؟

- الجولات الاستكشافية فى عمان، ذهبنا إليها، ارضاءً لجهد جلالة الملك عبدالله، ولطلب الرباعية الدولية، وخرجنا منها بلا شىء، حتى بالنسبة لما سمى إجراءات حسن الثقة المقدمة من إسرائيل، والتى يتحرج البعض من الحديث عنها، ما هى إلا رزمة تافهة، وأقولها بصراحة: ما قدمته إسرائيل للأردنيين وللرباعية من إجراءات حسن الثقة تافه.

ولا أخفيك سراً أننى كنت أعرفها قبل أن تعرض على وزير الخارجية الأردنى وعلى الرباعية وسبق أن أبلغت الإسرائيليين أنها مجرد حزمة تافهة، وبالأمس أبلغت أمريكا أن الحزمة تافهة، وأبلغت أيضا الرباعية، وسبق أن عرض على أنا شخصيا أكثر مما عرض على الرباعية والأردن ورفضته من قبل.

تخيل أن يطلب أن يأخذ الأغوار لمدة 40 عاماً ثم يأتى يقول لى قد أسمح بمرور الفلسطينيين على بعض الطرقات بغور الأردن، مش عيب، وكان من العيب أن يقبل البعض هذا الكلام ويأتى لينقله لنا، عيب أن يحدث ذلك، هذا كلام مرفوض ولا يُقبل.

البعض يصفك بأنك رجل المفاوضات السرية، هل هناك اتصالات سرية حالياً؟

- لا يوجد أى شىء سرى مع الإسرائيليين، كله فوق الترابيزة والمفاوضات مع إسرائيل مقطوعة بالكامل منذ مجىء نتنياهو للسلطة، والغريب أننا نسمع بعض الأصوات التى تقول لا للمفاوضات، أين هى المفاوضات، لا توجد مفاوضات منذ أن انتهى حكم أولمرت، لا توجد أى مفاوضات مع إسرائيل، كل ما حدث ثلاث جولات استطلاعية بين أبومازن ونتنياهو، واحدة فى أمريكا، والثانية فى شرم الشيخ، والثالثة فى بيت «نتنياهو فى القدس»، وانتهت تلك الجلسات بسؤال من الرئيس أبومازن لنتنياهو قال له «هل عندك استعداد لتوقف الاستيطان؟ قال له: لا، فرد عليه الرئيس: إذن انتهت الجلسة لا توجد مفاوضات بينى وبينك».