ريمى.. رصاصات الأسد تكسر «عدسة» الربيع العربى

كتب: أيمن حسونة الخميس 23-02-2012 19:31

رمى بحسده وسط الرصاص والحجارة يلتقط الصور للأجساد المتصارعة فى «موقعة الجمل» وظل ينتقل بين المسيرات والاشتباكات أثناء وعقب الثورة حتى ختمها بأحداث شارع «محمد محمود».. هو المصور الفرنسى ريمى أوشليك الذى قتلته رصاصات غادرة وهو ينقل للعالم المجازر المتواصلة فى مدينة حمص السورية منذ أكثر من 20 يوما.

و«أوشليك» يستحق لقب «عين الربيع العربى» فقد طار لتونس مع اندلاع ثورة الياسمين، ليكون عين العالم على الدماء التى سالت قبل أن يهرب زين العابدين بن على. ومن «الياسمين» إلى «ميدان التحرير» حيث راحت كاميرا ريمى أوشليك تصور صمود الشباب المصرى فى مواجهة قوات الشرطة.

وما بين تونس ومصر وليبيا وسوريا ظلت صور الموهوب والمحترف أوشليك تنقل للعالم معارك الربيع العربى السياسية والميدانية ونشرت صوره المروعة والمفعمة بالإنسانية فى مجالات بارى ماتش وتايم وصحيفة وول ستريت جورنال.

ريمى أوشليك، البالغ من العمر 28 عاما، الذى قتل فى حمص فى سوريا الاربعاء ـ فى رأى زملائه ـ محترف وموهوب إلى حد كبير، شغوف بمهنته التى أراد أن يؤديها «أقرب ما يكون من الحدث».

بعد عودته من مهمته الصحفية الأولى فى هاييتى قال: «يكون المرء فى العشرينيات ولا يرغب فى الموت على الإطلاق، قد يفعل كل شىء ليكون بعيدا، بعيدا جدا، أو لئلا يكون قد أتى من الأصل ولكن بعد زوال الخطر ها نحن مسكونون برغبة واحدة لا تفارقنا، العودة إلى هناك مرارا وتكرارا». وأسس المصور الشاب عام 2005 فى باريس وكالة «آى بى 3 برس» التى كان هدفها تغطية أخبار النزاعات فى العالم.